مع الشروق.. مصالحة جديدة في الشرق الأوسط !

مع الشروق.. مصالحة جديدة في الشرق الأوسط !

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/04/20

بعد 4 سنوات من الجفاء والمواجهة الشرسة غير المباشرة على عديد الجبهات، عادت السعودية وإيران الى الجلوس وجها لوجه لأول مرة لفضّ كل الخلافات الاقليمية وخاصة  الملف النووي.
اللقاء الذي كان سرّيا وجرى في التاسع من أفريل الجاري في العراق التي يبدو أن رئيس وزرائها مصطفى الكاظمي لعب دور الوساطة في ردم الهوة بين الطرفين، قد يكون بادرة لبدء صفحة جديدة. و قد يغيّر شكل المنطقة.
وكانت الأزمة قد تفجّرت بين الطرفين عندما أعدمت السعودية رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في الثاني من جانفي 2016. وردّ محتجون إيرانيون على ذلك باقتحام السفارة السعودية في طهران وإضرام النيران فيها، حتى قطعت الرياض علاقاتها مع طهران.
لكن أزمة نمر النمر كانت فقط القطرة التي أفاضت الكأس بين الطرفين بعد المواجهة على عديد الجبهات الاقليمية والتي لم يحسمها أي طرف لصالحه في ظل رفض كل طرف الاعتراف بمكانة الآخر الاستراتيجية في المنطقة.
فالسعودية وإيران هما أكبر طرفين متنازعين في  الشرق الاوسط، ومن لبنان الى سوريا والعراق وصولا الى اليمن، يبرز جليا صراعهما الثنائي المحتدم في هذه الدول التي لا تزال تغرق في الفوضى والدمار.
وهذا الوضع الإقليمي المشتعل تحديدا هو ما جمع بين الخصماء بعد أن تبيّن لكليهما أن خيار المواجهة المباشرة أو غير المباشرة ليس حلا. بل هو تعميق للخلافات وأن الحوار هو المخرج الوحيد لكل المسائل.
ويدرك كلا الطرفين أن صراعهما هذا وضع الشرق الاوسط كلّه على حافة الهاوية في ظلّ الازمات المتواصلة منذ عقد من الزمن. وأبرزها أزمة اليمن التي لاتزال تمثّل مأساة حقيقية وأزمة لبنان التي تقترب من الانفجار الكبير.
وبالنسبة للسعودية المطالب واضحة، وقف الهجمات الحوثية نهائيا أولا والكفّ عن التدخّل في الشؤون الداخلية العربية خاصة لبنان والعراق ثانيا، وثالثا  إبرام اتفاق نووي جديد بمعايير أقوى يضمّ دول الخليج العربي.
أما بالنسبة الى إيران فإن فكّ الحصار الاقتصادي هو على رأس أولوياتها بالإضافة الى الاعتراف بمكانتها الإقليمية و الدولية والتمتّع بعلاقات طبيعية ومتوازنة مع الجميع.
وطالما فشلت أساليب المواجهة في  حسم الصراع فإن كل ما ذكر لا سبيل الى تحقيقه إلا بالحوار  المباشر بين الطرفين اللذين يبدو أنهما أخذا بموجة المصالحات التي عمّت المنطقة من صلح "العلا" الى صلح أنقرة والقاهرة.
وقد لا ينهي الحوار تماما كل الأزمات باعتبار أن لكل من السعودية وإيران مشروعا مختلفا في المنطقة. ولكن بالتأكيد سوف يبقي السيوف في أغمادها  و"اتفاق سلام سيئ أفضل من حرب جيّدة".
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك