مع الشروق .. مرشـد الصهيونيـة العالميــة

مع الشروق .. مرشـد الصهيونيـة العالميــة

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/12/03

رحل هنري كيسنجر بعد أن تجاوز عتبة المائة عام وبعد أن عاصر حروبا مدمرة ضد كل شعوب العالم و أهمها الحروب المدمرة للدول العربية. إنه مرشد الصهيونية العالمية الذي كان يضع تصفية الأنظمة الوطنية العربية هدفا استراتيجيا في ما يوصف بدهائه السياسي.. إنّه بكل بساطة ثعلب الدبلوماسية  الماكر مكر اليهودي الحاقد على العرب و المسلمين.   
في مذكراته  يرى كيسنجر ان جمال عبد الناصر عدو لدود للمصالح الأمريكية، وأنه هو المسؤول عن انتشار النزعات المتطرفة في العالم العربي ، وانه يتخذ من قرار قطعه للعلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية بعد حرب 1967 وسيلة للضغط على الحكومة الأمريكية من أجل الضغط على إسرائيل. ويؤكد كيسنجر انه لا مناص أمام الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط سوى: تحطيم النفوذ السوفياتي في الشرق الأوسط. والقضاء على النظم الراديكالية العربية المتطرفة في نزعتها الوطنية وعلى رأسها نظام جمال عبد الناصر. كما يصف كيسنجر ثورة القذافي في ليبيا في 1 سبتمبر 1969 بأنها انقلاب أحدث قلقاً شديداً في الولايات المتحدة الأمريكية لأنه حرم الأمريكيين من مركز استراتيجي هام في العالم العربي كما أنه جاء بمثابة انتصار لعبد الناصر ، ويقول كيسنجر ان أصدقاء أمريكا المعتدلين في المنطقة ، ملوك الأردن والمغرب والسعودية وشاه إيران وزعماء لبنان الموالين لأمريكا أعربوا عن خطورة ما حدث وانه سيؤدي للمزيد من عناد وتصلب عبد الناصر، وسيجعل الوصول إلى حلّ أمر ميؤوس منه. وفي حرب احتلال العراق اجتمع الماكر كيسنجر بجورج بوش الإبن وحثّه على انتهاج ضربات «جراحية» تستهدف عمق العراق الحضاري والاجتماعي والاقتصادي، بما يصيب البلد والشعب، قبل النظام وآلته العسكرية والسياسية. والمزج بين القصف السجّادي الشامل وبين توفير عدد منتقى من الأهداف، بما يضمن «نزع أسنان العراق تدمير قدراته العسكرية. و اعتبر أنّ جورج بوش "أراد تحويل العراق إلى نموذج لإمكانية التطور الديمقراطي داخل العالم العربي"،و "أنّ الانتصار على التمرد هو استراتيجية الخروج الوحيدة".  و قد قال هذا الماكر اليهودي خلال حرب العراق و إيران إنه « طالما أن صدام حسين على رأس الحكم فإن قوة العراق تضعف باستمرار». وهذا ما يؤكد أن حملة الإطاحة بصدام قد بدأت قبل العام 2003 بزمن طويل. 
هذا الدبلوماسي المتصهين كان في حقيقة الأمر  عراب الصهيونية وهو المدافع عن خياراتها في البيت الأبيض وهو الرجل المعادي لأي حركة تحرر وطني في كل انحاء العالم. إن هذا الدبلوماسي الذي رحل هو تلخيص لصورة اليهودي البشع الذي لا يرتوي من دماء الآخرين أمام الذين يروّجون لكونه رجل الدبلوماسية العالمية فإنهم منخرطون في تلميع ما لا يمكن تلميعه من صور الدماء التي علقت بتاريخه الذي تجاوز قرنا من الزمان. 
كمال بالهادي

تعليقات الفيسبوك