مع الشروق.. ما أهداف روسيا في شرق أوكرانيا؟

مع الشروق.. ما أهداف روسيا في شرق أوكرانيا؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/06/28

منذ إعلانها عن إطلاق المرحلة الثانية من "العملية العسكرية الخاصة" في اوكرانيا، حققت موسكو تقدّما واسعا في الشرق الأوكراني أين تقترب من احياء مشروع "روسيا الجديدة" (نوفوروسيا).
وبعد هجوم خاطف على العاصمة كييف ضمن المرحلة الأولى من العملية العسكرية، أدركت موسكو أن عليها تحقيق الأهم وهو السيطرة على كامل الشرق الأوكراني ضمن ما يسمى بإقليم دونباس، قبل الذهاب نحو المهم.
ففي دولة شاسعة الأراضي مثل أوكرانيا ، كان من الخطإ فتح جبهات عديدة ضمن مناطق واسعة ولذلك عدّلت موسكو خططها ضمن المرحلة الثانية لتقليل جبهات القتال وبالتالي توفير تفوّق عددي ولوجستي.
وكان هذا الخيار صائبا بالفعل، إذ وبعد سقوط مدينة خيرسون (جنوب) ثم مدينة ماريوبول الاستراتيجية وتوفير ممر برّي بين جزيرة القرم واقليم دونباس، بدأت موسكو في قضم بقية مدن الشرق الواحدة تلوى الأخرى.
فبعد السيطرة على مدينة خيرسون وماريوبول وميليتوبول، تم السيطرة على 95 % من لوغانسك عبر اكتمال "تحرير" سيفيرودونيتسك الاستراتيجية والدخول الى ليسيتشانسك والاقتراب من ضمها هي الأخرى.
تدرك موسكو أن السيطرة على الشرق الأوكراني هو خسارة مزدوجة للجانب الأوكراني، فاقتصاديا يمثّل شريان الاقتصاد لكييف وعسكريا هو استنزاف للقوات الأوكرانية التي ركّزت كلّ جهودها وقواتها ومرتزقتها في الشرق.
أما بالنسبة لموسكو فاستكمال السيطرة على الشرق الأوكراني يعني تحقيق أهداف جمّة لها ولجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك التي اعترفت بهما سابقا وتدعمهما بقوة عسكريا واقتصاديا وسياسيا.
فعلى الجانب الروسي الهدف الرئيسي هو إحياء مشروع 'نوفورسيا' حيث تكون الأراضي الممتدة من أوديسا جنوبا الى خاركيف شرقا تحت السيادة الروسية حاضرا ومستقبلا ويبدو أن الأمر سائر نحو ذلك.
بالإضافة الى ذلك يمثّل الشرق الأوكراني بالنسبة لموسكو منجم ثروات، فأراضيه تحتوي على نحو نصف النفط التقليدي لأوكرانيا، و72 % من غازها الطبيعي، فضلًا عن الجزء الأكبر من المعادن والثروات الطبيعية، بجانب كونها من أغنى المناطق الأوكرانية في زراعة المحاصيل الغذائية الأساسية في العالم، مثل القمح والذرة والشعير وزيت عباد الشمس.
هذا الى جانب العامل الديمغرافي حيث ينطق أغلب سكان الشرق الأوكراني الروسية ويميلون الى التبعية اليها وهو ما تسعى موسكو الى ترسيخه على أرض الواقع إذ تقوم بمنح الجنسية وجوازات السفر لكل من يطلبها.
من جانب آخر، تسعى موسكو الى تأمين حلفائها الجدد (جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك) على المدى الطويل وذلك على مستويين الأول اقتصادي والثاني عسكري حتى تقطع كييف مستقبلا أمل المطالبة بإعادتهما تحت سيادتها.
من أجل كل هذه الأهداف ركّزت قوّتها في الشرق الأوكراني ولم يقف في وجه جيشها هناك لا الجيش الأوكراني ولا المرتزقة الأجانب ولا حتى الدعم الغربي منقطع النظير، وهي سائرة نحو "تحقيق جميع الأهداف المرسومة" كما يحلو للمسؤولين الروس قول ذلك دائما.
بدرالدّين السّيّاري
 

تعليقات الفيسبوك