مع الشروق ..ماذا ينتظر الصهاينة بعد عملية تل أبيب ؟

مع الشروق ..ماذا ينتظر الصهاينة بعد عملية تل أبيب ؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/08/24

رغم الخداع الامريكي المتواصل في ملف المفاوضات ، يستمر رئيس وزراء حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، في التأكيد على أن الخيار العسكري وحده هو السبيل الفعّال لفرض إرادته على المقاومة الفلسطينية الباسلة ولتحقيق النصر المزعوم  في الحرب العبثية... فهو يعتقد بشدة أن الامعان في العدوان إذا لم ينجح في تحقيق الأهداف، فإن المزيد منه قد يكون كفيلًا بذلك، وقد أشار إلى هذا المبدإ عدة مرات خلال الشهور الماضية.
والجديد في الضغوط الصهيونية لم يعد يتعلق بطبيعة العدوان فقط ،  بل بات يرتكز على الحجم لتحقيق اكبر قدر ممكن من التقتيل وإلحاق الخسائر المادية ومنع دخول المساعدات وكل ما من شأنه تدمير القطاع بهدف فرض واقع شعبي جديد يقود الى فصل المقاومة الباسلة عن المجتمع الصامد في غزة وكسر الحاضنة الشعبية العصية لإجبار قيادة المقاومة على قبول شروط المفاوضات المفخخة .
وأمام هذا الواقع الذي يريد الكيان الصهيوني رسمه بالتنسيق مع الولايات المتحدة الامريكية وبعض المطبعين العرب ، ومع تأخر الرد الايراني الذي تم ربما العدول عنه وربطه بنتائج المفاوضات ، وجدت المقاومة الفلسطينية نفسها مجبرة على استخدام أسلوب جديد قديم لإعادة رسم توازنات الحرب مع العدو ، حيث لجأت الى العمليات الفدائية وهو سلاح قادر على قلب المعادلات ونقل الحرب من الاراضي الفلسطينية الى عمق الكيان المحتل . وهنا نتحدث عن العملية الفدائية الاخيرة التي نفذها مقاوم فلسطيني الأسبوع الجاري وتبنتها المقاومة ، وهو تطور يكتسي أهمية كبرى في مجريات الحرب الدائرة منذ اكثر من عشرة اشهر . وقد أكدت القسام أن العمليات الاستشهادية بالداخل المحتل ستعود للواجهة طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرار سياسة الاغتيالات.
فسلاح العمليات الفدائية والاستشهادية كان سلاحا فعّالا على مر تاريخ العمل النضالي الفلسطيني خاصة خلال الانتفاضة الثانية .. ويبدو من خلال بعض التحذيرات الاسرائيلية ان الضفة فعلا مقبلة على انتفاضة جديدة على ضوء العملية الاخيرة  . وتقدّر الاستخبارات الإسرائيلية، وفقاً لما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الاسرائيلية أنه، على عكس الهبّات الشعبية السابقة التي كانت تتحرك بعفوية كردة فعل على أحداث، فإن المرحلة الحالية تتطور بالتدريج، وتضاف إليها عناصر جديدة من ناحية تطوير المتفجرات وانضمام مزيد من الشبان، وأن الحرب على غزة وارتفاع عدد الشهداء، بصورة غير مسبوقة، يُعَدّان دافعاً مهماً من أجل رفع مستوى المواجهة في الضفة.
اذن المقاومة اختارت نهجا جديدا وأسلوبا اكثر حدة بعد ادراكها ان المفاوضات التي يقودها بايدن مجرد خدعة انتخابية وان الرد الايراني واللبناني يواجه تعقيدات كبيرة، وأن الصهاينة عازمون على حرب الابادة ضاربين عرض الحائط بكل القرارات الدولية  ، ومن هنا حدّد يحيى السنوار قائد المقاومة طبيعة المرحلة المقبلة التي سيتذوق خلالها الصهاينة مرارة كأس غزة .
وبناء على قرار السنوار يبدو أن المرحلة القادمة ستكون اكثر حدة حيث وضعت المقاومة قادة الاحتلال الاسرائيلي أمام خيارين لا ثالث لهما يتمثل الأول في قبولهم  بشروط المقاومة للتوصل الى هدنة وتبادل الاسرى وانسحاب الكيان الصهيوني من غزة لتلوح في الافق نهاية الحرب ، واما اشعال الكيان من الداخل ونقل المعارك الى عمق المحتل واشعال الاوضاع عبر التفجيرات والعمليات الفدائية و الانتقامية ..
ويبدو ان الاحتلال على علم كامل بكل السيناريوهات خاصة بعد التحذيرات الاستخباراتية الاخيرة من خطورة نقل المعارك الى داخل كيانهم  . ويبقى السؤال المطروح هو هل ينزل رئيس الوزراء الصهيوني من أعلى الشجرة للقبول بالصفقة ام انه عازم على إشعال المنطقة وكيانه في سبيل البقاء في السلطة ؟
ناجح بن جدو

تعليقات الفيسبوك