مع الشروق .. لا تحرجـــــوا التاريــــــــخ

مع الشروق .. لا تحرجـــــوا التاريــــــــخ

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/11/20

الأطفال الرضع يموتون، والشيوخ الركع يُبادون، و»الموتى» يسرقون والمرضى يُصفّون بقطع الأوكسيجين والكهرباء والماء عن المستشفيات التي تحولت إلى ساحة حرب سيذكرها التاريخ كواحدة من أكثر الجرائم الإرهابية وحشية في تاريخ البشرية.
الكيان المحتل ومن ورائه أمريكا وأغلب الدول الغربية وبصمت عربي مشبوه، يستعمل كل الوسائل القتالية والإرهابية الأكثر بشاعة ووحشية ..الكيان اللقيط يستبيح بدم بارد المستشفيات بمن وبما فيها ويرى فيها هدفا سهلا يسيرا لمرضى يتوجعون ، وإطار صحي من أطباء وممرضين ومسعفين يتألمون وهم يصارعون الإصابات والجروح والكسور دون تجهيزات وأدوية ..دون أوكسيجين وكهرباء.
مستشفيات تحولت إلى مقابر ومدافن ..إلى خراب ودمار ..أطلال بناءات وبقايا أسقف وجدران غابت عنها رائحة الأدوية ومستلزمات التخدير لتحل محلها رائحة الجثث والموت المنبعثة من كل الأقسام والزوايا ..رائحة البارود وبقايا القنابل والصواريخ وغيرها من أدوات التقتيل التي بلغتهم في شكل هدية من حلفاء انسلخوا من أجل الصهاينة عن الإنسانية ..
هكذا أراد الكيان المهزوم يوم 7 أكتوبر أن يرد الفعل بوحشية لم تعرفها البشرية ..حرب إبادة بوسائل وأسلحة وأشكال لم يسجلها التاريخ الذي يخجل أن يدون هذه الجرائم في صفحاته الغارقة في الدماء والإرهاب والتقتيل والتجويع والتشريد ، لكنها لم تغرق في مثل هذه الوحشية ..
سيذكر التاريخ هذه المجازر البشعة المروعة في حق مواطنين عزل أبرياء أتقياء شرفاء ..سيذكر التاريخ ان كان وفيا أن كيانا لقيطا مستعمرا غاشيا أراد تصفية القضية الفلسطينية ، أراد تهجير أصحاب الأرض ليغتصبها ويتلذذ بتربتها النقية ..
سجل يا تاريخ الأقوياء أن الجغرافيا لن تتغير وان القلوب لن تنكسر والسيوف لن تعود إلى أغمادها ..سجل يا ديوان البشرية أن المقاومة متواصلة حتى مع قتل الرضع والركع ..فحياتهم دون أرضهم موت رحيم ..
اكتب يا سجل الإنسانية ان كيانا أذعن في تقتيل أبناء فلسطين الأبية ، ومن أجل الإصرار على التخلص من أرواحهم الزكية باع جنوده المحتجزين وأسراه المعتقلين ودكهم بصواريخه التي قال انها ذكية فهل هناك أكثر من هذه الوحشية ؟
لن امتحن التاريخ بسؤال هو عنه عاجز لم يعرف له سابقا ومثيلا ، فالإجابة لن تخرج بيسر من بين صفحاته التي لم تعرف من قبل مثل هذه الوحشية ..وحشية اقترنت بدعم غربي وصمت عربي لن ينطق إلا من فوهة البندقية ..
بواسل غزة صامدون ولن تزيدهم رائحة الموت إلا إصرار على صوت البندقية ..أبطال يدفعون فاتورة مهانة باتت عنوانا ووصفا لبعض القادة والأمراء الأذلاء ..رؤساء وسلاطين أشقياء اتفقوا على ان الذل سعادتهم وجنتهم التي لن يرونها إلا حلما وفي منامهم تأتيهم وقد ناموا سكارى ..
اسكتوا اصمتوا فذات الظلم قادم لا محالة إليكم ..لا تستعجلوا التاريخ ..ورب القدس الشريف ستجنون صمت ما أتيتهم ولن تجدوا لكم يومها نصيرا ولا وليا..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك