مع الشروق .. كيان مجرم وعالـم بائس

مع الشروق .. كيان مجرم وعالـم بائس

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/12/07

لا يملك الصهاينة على أجنداتهم حلولا سياسية ولا قدرة على المناورة ولا عقلا راجحا يحافظ على القليل من الحياء المطلوب وهم من بانت سوأتهم وافتضحت جرائمهم أمام أعين الرأي العام الدولي الذي صرفوا مليارات الدولارات من خزينة وزارة خارجيتهم ومن تفعيل لوبياتهم المتنفذة في مختلف القطاعات والمؤسسات من أجل تخديره وتزييف وعيه بروايات مكذوبة وبشعارات زائفة تقدمهم كضحية يستعمل حقه المشروع في الدفاع عن النفس ضدّ الإرهاب والحال أن هذا المبدأ ساقط أصلا في القانون الدولي باعتبار الكيان  قوة احتلال تواجه اليوم انتفاضة أخلاقية وشعبية غير مسبوقة من الضمائر الحية في العالم بأسره.
ولم يسبق للكيان الغاصب أن تلقّى الصفعة تلو الأخرى كما حصل له وما زال يحصل منذ 7 أكتوبر، ولنضع على جنب تلك الخسائر غير المسبوقة في العدة والعتاد والفشل العسكري والسياسي والاستخباراتي والانهيارات الاقتصادية ولنتأمّل فقط في تلك السقطات الأخلاقية التي جعلته أضحوكة العالم الذي سيطر عليه بالإعلام المنحاز وقوى النفوذ الصهيونية في المال والأعمال والثقافة وغيرها من أدوات تزييف الحقائق ولكنه اليوم يواجه من تلك المجتمعات التي ضحك عليها بانتفاضة على جرائمه وإرهابه ورواياته المكذوبة التي جعلته مفضوحا لدى كل الدوائر وعبئا حتى على صانعيه ومسانديه.
ولأنه يبقى كيانا ساقطا أخلاقيا وإنسانيا، فإنه لم يجنح يوما إلى القيام بمراجعات أو حتى محاولة احترام ولو القليل من مبادئ القانون الدولي زمن الحروب فقد اخترق الهدن التي أتى إليها صاغرا بشروط المقاومة نتيجة فشله في تحقيق أي من أهدافه التي وضعها قبل شنّ عدوانه الغاشم وهو يمضي اليوم إلى تصعيد جرائمه وإسباغ نفس أكبر متشبّع بالإرهاب والدوس على كل المعايير والأعراف في تكييف مجازره ضدّ الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من إيمانه بعدالة قضيته التي عادت إلى واجهة الأحداث كرقم صعب في المعادلات الدولية.
وما يقيم الدليل على بشاعة هذا الكيان هو تلك الفتاوى الحمقاء التي أصدرها عدد من الحاخامات المتصهينين المتطرفين التي تؤيد قتل الأطفال وحتى الرضع كعقاب جماعي للأعداء بل إن بعضهم لم يتورع عن توجيه رسالة إلى رئيس وزراء حكومة نتنياهو الفاشية أكدوا فيها أن الشريعة لا تحظر قصف المستشفيات إذا كان الأعداء يستخدمونها في جهودهم العسكرية أو يستخدمون المدنيين فيها دروعا بشرية وهو ما تحرّمه وتجرّمه كل الشرائع السماوية على اختلافها وهو ما يثبت مرة أخرى تجرّد أصحاب هذه الآراء الشاذة  من خدم السلطة من أبسط قيم الإنسانية .
ولأن الإجرام والتقتيل عقيدة متأصلة لديهم، لم يجد وزير التراث الصهيوني المتطرف عميحاي ايلياهو حرجا في نفث سمومه وتكرار دعواته الإجرامية المقززة بعد دعوته إلى إعدام الأسرى الفلسطينيين حتى لا يقع إطلاق سراحهم فيما بعد بموجب المفاوضات وهو تصريح يأتي إثر آخر لا يقل بشاعة وتطرفا حين دعا سابقا إلى قصف غزة بالقنبلة النووية بما يثبت طبيعة هذه الحكومة الفاشية التي لا تمتلك على أجنداتها غير ممارسة المزيد من الإرهاب أمام عالم بائس يكتفي بالفرجة وبعضهم بالدعم والإسناد.
هاشم بوعزيز
 

تعليقات الفيسبوك