مع الشروق .. فــوق القانــون !

مع الشروق .. فــوق القانــون !

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/05/27

يبدو أن القضية الفلسطينية تسير في الاتجاه الصحيح رغم العراقيل التي تضعها بعض الدول المساندة للكيان الغاشم وصمت بعض الدول العربية المهرولة نحو التطبيع .. فمحكمة العدل الدولية تقضي آخر الأسبوع الفارط بوقف الهجوم على رفح جنوبي قطاع غزّة ، وتأمر بفتح المعبر امام المساعدات الإنسانية، وقبلها يطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية توجيه اتهامات إلى رئيس الوزراء نتنياهو وغيره من كبار المسؤولين ..
وتزامنا مع هذه الأحكام  القضائية الدولية التي قد لا تطبق، وفي إعلان مشترك مع اسبانيا وإيرلندا، يعلن رئيس الوزراء النرويجي "يوناس غار ستوره" عن اعتراف بلاده بفلسطين دولة مستقلة ، فيما تؤكد نائبة رئيس وزراء إسبانيا، يولاندا دياز، أنّ اعتراف بلادها بالدولة الفلسطينية هو مجرد بداية لتحرر فلسطين من النهر إلى البحر!.
الكيان الغاشم الذي شعر أكثر من أي وقت مضى ببداية نهايته ، عبر كالعادة عن غضبه الشديد إزاء هذا الاعتراف، فقد أعلن وزير خارجيته يسرائيل كاتس" عن استدعاء سفراء إسبانيا وإيرلندا والنرويج، مع استدعاء سفراء الكيان في هذه الدول للتشاور، مؤكدا "لن تلزم إسرائيل الصمت حيال هذه المسألة". فيما قال بنيامين نتانياهو أن الاعتراف بدولة فلسطينية "يشكل مكافأة للإرهاب" مضيفا "لهذا الشر، لا يمكننا إعطاء دولة.".!.
ورغم هذا الرفض الذي يؤكد أن الكيان يعتبر نفسه دائما فوق القانون ، وهو كذلك فعلا ، فإن عديد  المؤشرات القوية تشير إلى أن قضية فلسطين العالقة منذ 76 عاما  تتجه نحو الحل العادل ، فاختراق    ثلاث دول أوروبية الوضع المرير الراهن  بالاعتراف بفلسطين ، يمكن اعتباره  تحولا تاريخيا ورمزيا في الخطاب العالمي بل وخطوة قوية من جانب ثلاث دول أوروبية لها وزنها وتأثيرها الدولي .
الرئاسة الفلسطينية رحبت بالقرار وقالت وزارة الخارجية في بيان لها أنه "بهذه الخطوة المهمة، أثبتت هذه الدول مرة أخرى التزامها الثابت بحل الدولتين وتحقيق العدالة التي طال انتظارها للشعب الفلسطيني" ، مشيرة إلى أن هذه الاعترافات "تأتي انسجاما مع القانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ما سيساهم بدوره بشكل إيجابي في جميع الجهود الدولية الرامية إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة". 
إلى هذه المواقف الدولية التي تسرع الطريق نحو حل القضية الفلسطينية مدعومة بتحركات شعبية في كل العالم تقريبا ، تنضاف أحكام قضائية دولية  تأمر بإيقاف العدوان ، وتدين ناتنياهو ووزير دفاعه  في سابقة من نوعها بسبب جرائمه في حق الشعب الفلسطيني.
لكن رغم هذه الجرائم الموثقة والمتعددة والتي لا يمكن انكارها ،تسعى بعض الدول الحليفة للكيان الضغط على المحكمة الجنائية الدولية وهو ما  قاله مسؤول السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل مبينا أن إسرائيل وعدة دول أوروبية تحاول تهديد قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي مما يؤكد مرة اخرى ان نتانياهو ومن ورائه الكيان فوق القانون.
هو فوق القانون نعم ..لكن التحولات التي تحدث اليوم في المواقف الدولية والمدعومة بقرارات قضائية مسنودة بتحركات شعبية عالمية كلها تدفع باتجاه إعادة زخم القضية الفلسطينية على سطح الساحة الدولية..وهذا لوحده مكسب ماكان له أن يكون لولا بسالة غزة أرض العزة.
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك