مع الشروق : غزّة لا تُحكم بالتعيين... ومخططات الاحتلال إلى زوال
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/08/16
مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، تظهر بين الحين والآخر تسريبات وتحركات دولية تتحدث عما يسمونه “اليوم التالي” ، وبات هذا المصطلح غطاء لمحاولات واضحة تهدف لفرض واقع سياسي جديد على غزة، من خلال تعيين شخصيات مشبوهة لإدارة القطاع، وكأن أهله غير قادرين على تحديد مصيرهم بأنفسهم.
وفي الأيام الماضية، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن هناك اتصالات تُجرى لتعيين رجل الأعمال سمير حليلة حاكما لغزة، بدعم أمريكي وإسرائيلي وقد تفاخر الاخير بانه تم اختياره من قبل الصهاينة لحكم ما تبقى من قطاع غزة . واللافت انها لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تداول أسماء مشابهة، فقد سبقتها مقترحات كثيرة، وأسماء لا علاقة لها بغزة، لا بالمقاومة، ولا بالشعب ،ولا بالواقع الصعب الذي يعيشه السكان منذ سنوات.
بل ووصل الأمر، إلى حد دعم ميليشيات محلية على غرار ما يُعرف بميليشيا "أبو شباب"، بهدف خلق فوضى داخلية ونهب المساعدات وكشف اماكن الاسرى وضرب الجبهة الداخلية للمقاومة ، وهي مغامرات اسرائيلية تكشف حجم القلق من فشل الحسم العسكري امام بسالة المقاومة، والبحث عن بدائل وخدع يمكن التسلل بها الى القطاع .
لكن الحقيقة التي يجهلها هؤلاء، أو يتجاهلونها، هي أن غزة لا تقبل أن تُدار من الخارج ، وان من يحكمها يجب أن يكون جزءا من تضحياتها، لا من غرف الاجتماعات المغلقة والمؤامرات والاجندات الخارجية ، لان الحصول على الشرعية في غزة تُمنح بالدم , ولمن وقف مع شعبها في أحلك الظروف ودافع عنها ورفع السلاح في وجه الاحتلال الغاشم ودفع الغالي والنفيس، لا لمن ظهر فجأة عبر تحالفات إقليمية ودولية تسعى الى تصفية القضية الفلسطينية .
فأهل غزة يعرفون جيدا من يقف معهم ومن يتآمر عليهم ، ولا يزالون رغم الحصار والدمار متمسكين بحقهم في المقاومة وتقرير المصير. وقد اثبتت المقاومة في غزة طوال السنوات الماضية ، وخصوصا خلال العدوان المتواصل منذ قرابة عامين، أن غزة ليست بيئة قابلة للسيطرة عبر المال أو التهديد او الصفقات، بل بيئة صلبة تنتمي لأصحابها.
ورغم ذلك تحاول الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل فرض نموذج يشبه السلطة الوظيفية، لكنهم يصطدمون مرة بعد مرة بإرادة الشعب ، وصموده، وتمسكه بخيار المقاومة وهو ما يؤكد ان غزة ليست ملفا سياسيا بيد الوسطاء، بل قضية شعب يرفض الإملاء، ويدافع عن كرامته بكل الوسائل المتاحة.
والقاعدة هنا واضحة وهي ان كل من لم يكن مع غزة في محنتها، لا يمكنه أن يكون جزءا من مستقبلها وان أي مشروع سياسي يتجاوز الشعب والميدان، مصيره الفشل، فغزة ستبقى تُحكم بإرادة أبنائها، لا بقرارات تُتخذ في واشنطن أو تل أبيب. وكل هذه المخططات المشبوهات والتعيينات الخارجية والتوافقات الهشة ، عاجلا أم آجلا، إلى زوال.
ناجح بن جدو
مع استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزّة، تظهر بين الحين والآخر تسريبات وتحركات دولية تتحدث عما يسمونه “اليوم التالي” ، وبات هذا المصطلح غطاء لمحاولات واضحة تهدف لفرض واقع سياسي جديد على غزة، من خلال تعيين شخصيات مشبوهة لإدارة القطاع، وكأن أهله غير قادرين على تحديد مصيرهم بأنفسهم.
وفي الأيام الماضية، ذكرت وسائل إعلام عبرية أن هناك اتصالات تُجرى لتعيين رجل الأعمال سمير حليلة حاكما لغزة، بدعم أمريكي وإسرائيلي وقد تفاخر الاخير بانه تم اختياره من قبل الصهاينة لحكم ما تبقى من قطاع غزة . واللافت انها لم تكن هذه المرة الأولى التي يتم فيها تداول أسماء مشابهة، فقد سبقتها مقترحات كثيرة، وأسماء لا علاقة لها بغزة، لا بالمقاومة، ولا بالشعب ،ولا بالواقع الصعب الذي يعيشه السكان منذ سنوات.
بل ووصل الأمر، إلى حد دعم ميليشيات محلية على غرار ما يُعرف بميليشيا "أبو شباب"، بهدف خلق فوضى داخلية ونهب المساعدات وكشف اماكن الاسرى وضرب الجبهة الداخلية للمقاومة ، وهي مغامرات اسرائيلية تكشف حجم القلق من فشل الحسم العسكري امام بسالة المقاومة، والبحث عن بدائل وخدع يمكن التسلل بها الى القطاع .
لكن الحقيقة التي يجهلها هؤلاء، أو يتجاهلونها، هي أن غزة لا تقبل أن تُدار من الخارج ، وان من يحكمها يجب أن يكون جزءا من تضحياتها، لا من غرف الاجتماعات المغلقة والمؤامرات والاجندات الخارجية ، لان الحصول على الشرعية في غزة تُمنح بالدم , ولمن وقف مع شعبها في أحلك الظروف ودافع عنها ورفع السلاح في وجه الاحتلال الغاشم ودفع الغالي والنفيس، لا لمن ظهر فجأة عبر تحالفات إقليمية ودولية تسعى الى تصفية القضية الفلسطينية .
فأهل غزة يعرفون جيدا من يقف معهم ومن يتآمر عليهم ، ولا يزالون رغم الحصار والدمار متمسكين بحقهم في المقاومة وتقرير المصير. وقد اثبتت المقاومة في غزة طوال السنوات الماضية ، وخصوصا خلال العدوان المتواصل منذ قرابة عامين، أن غزة ليست بيئة قابلة للسيطرة عبر المال أو التهديد او الصفقات، بل بيئة صلبة تنتمي لأصحابها.
ورغم ذلك تحاول الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي بكل الوسائل فرض نموذج يشبه السلطة الوظيفية، لكنهم يصطدمون مرة بعد مرة بإرادة الشعب ، وصموده، وتمسكه بخيار المقاومة وهو ما يؤكد ان غزة ليست ملفا سياسيا بيد الوسطاء، بل قضية شعب يرفض الإملاء، ويدافع عن كرامته بكل الوسائل المتاحة.
والقاعدة هنا واضحة وهي ان كل من لم يكن مع غزة في محنتها، لا يمكنه أن يكون جزءا من مستقبلها وان أي مشروع سياسي يتجاوز الشعب والميدان، مصيره الفشل، فغزة ستبقى تُحكم بإرادة أبنائها، لا بقرارات تُتخذ في واشنطن أو تل أبيب. وكل هذه المخططات المشبوهات والتعيينات الخارجية والتوافقات الهشة ، عاجلا أم آجلا، إلى زوال.
ناجح بن جدو
