مع الشروق :غزّة... إبادة جماعية بشتّى الصنوف

مع الشروق :غزّة... إبادة جماعية بشتّى الصنوف

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/07/01

لأكثر من 20 شهرا، يتعرّض قطاع غزة وأهله لشتى صنوف القتل بل ويتفنّن الاحتلال في إبادة سكانه عن طريق القصف والقنص والتجويع وأخيرا بالمخدّرات، على مرأى ومسمع العالم أجمع.
منذ بداية حرب الابادة الجماعية على قطاع غزّة، تفنّن الكيان الصهيوني في قتل الفلسطينيين وذلك عبر 3 مراحل، بدءا من القصف الهمجي وتدمير البنية التحتية الصحية تماما وصولا الى التجويع والحصار الشامل.
في المرحلة الأولى، حرص الكيان الصهيوني على قصف وابادة كل شيء يتحرّك في القطاع، مستغلا حالة الانتقام من هجوم السابع من أكتوبر 2023 والمشروعية التي وفّرتها القوى الغربية له من أجل فعل ما يريد.
"مشروعية" القتل الجماعي التي منحتها القوى الغربية للاحتلال، تحت مسمى "الدفاع عن النّفس"، أطلقت يد الكيان الصهيوني في البطش بسكان القطاع  مخلّفا عشرات آلاف من الشهداء ومئات الآلاف من الجرحى.
وكان مع كل مجزرة مروّعة يرتكبها الاحتلال، يأتي التبرير سريعا من القوى الغربية الداعمة له، وهي عبارة عن ضوء أخضر مباشر لمواصلة الابادة دون حسيب او رقيب، بل وبدعم غربي سخي على جميع الاصعدة.
بعد انتهاء المرحلة الاولى من القتل الجماعي المبني على الانتقام، وبعد انتفاء "المشروعية" التي قدّمها الغرب للاحتلال ومع بدء العالم في الاستيقاظ من هول الابادة الحاصلة، مرّ الكيان الصهيوني بالتوازي مع القصف الوحشي الى المرحلة الثانية من القتل الجماعي وهي استهداف البنية التحتية الصحية بذريعة وجود أنفاق المقاومة تحت منشآتها.
ففي حرب الابادة المنظمة التي يشنّها الاحتلال على القطاع، من لا يموت من الغزيين بالقصف والرصاص يجب ان يموت جريحا ومتألما عبر حرمانه من الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياته.
وبلغ عدد المستشفيات التي قصفها الاحتلال أو دمرها أو أخرجها عن الخدمة 38 مستشفى، فيما تعرض 82 مركزاً طبياً للقصف من الاحتلال بحيث دمره أو أخرجه عن الخدمة، زيادة على ذلك تم قصف 164 مؤسسة صحية تم تدميرها وأخرجت عن الخدمة.
في المرحلة الثانية من القتل الجماعي للفلسطينيين، تجاوز الكيان الصهيوني كل القوانين الدولية والأعراف والنواميس الانسانية، مرتكبا جرائم حرب ثابتة بالصوت والصورة وأسفرت لشدّة أهوالها عن اصدار محكمة الجنايات الدولية مذكرات إيقاف بحق كل من رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت.
بعد الفشل في تحقيق كل أهداف حرب الابادة و  غياب اي شيء يمكن قصفه من بنى تحتية ومنشآت صحية، مرّ الاحتلال الى المرحلة الثالثة من القتل الجماعي، وهذه المرة عن طريق التجويع.
صمود أهل غزة والتفافهم حول مقاومتهم وعدم الانقلاب عليها، اصاب الكيان الصهيوني بالجنون الذي جعله يريد الانتقام مباشرة منهم عبر تجويعهم ونصب كمائن الموت لهم وهم بصدد الحصول على ما يسدّ رمقهم.
ويريد الاحتلال من جريمة الحرب هذه الانتقام وكسر ارادة الغزيين  ودفعهم الى الانقلاب على المقاومة والتماهي مع رغبات الكيان الصهيوني في تثبيت حكام جدد للقطاع عبر ميليشيات موالية له على غرار ميليشيا أبو شباب.
رغم ذلك كلّه ، فشل الاحتلال في تطويع سكان غزة الثكلى والجوعى والعطشى والمرضى والجرحى ، بل وازداد صمودهم وعزّتهم بحياتهم واستشهادهم فوق أرضهم مهما كلّف الثمن.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك