مع الشروق : صيام تحت الطلب!

مع الشروق : صيام تحت الطلب!

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/01

في ضربة غادرة لكيان ظالم، تحول اجتماع رسمي للحكومة الحوثية في صنعاء إلى مذبحة بشعة مروعة.. وزراء ومسؤولون وعسكريون وأصحاب قرار سقطوا قتلى وسط مفاوضات كانت تبحث عن تكتيك جديد لكسر شوكة الكيان دفاعًا عن غزّة الحبيبة. 
هذا القصف الجبان الذي يتباهى به الكيان ، ليس مجرد اعتداء عابر، بل إعلان صارخ لتقتيل كل من يجرؤ على الاستقلال في قراره ،  وقمع كل صوت طاهر نفي يرفض الاستسلام في زمن بات فيه الاستسلام موقفا والخذلان مبدأ والقتل سلوكا متوقعا.
في سوريا، تواصل الآلة الصهيونية صولاتها وجولاتها تقصف وتدمّر مستبيحة السماء والأرض ، فدمشق يا سادتي باتت اليوم بلا سيادة تغمض أعينها أمام طائرات  استباحت الاجواء بعد ان وجدت على الأرض عملاء.
أما غزة، فهي يا سادتي الجرح المفتوح الذي ينزف منذ سنوات ..حصار، تجويع، تدمير، وقتل بلا توقف.. أطفال يموتون جوعا، نساء ثكلى مرضى بلا دواء، شيوخ يُدفنون على وقع هدير الطائرات ..هناك، في أرض العزة لا يمكن الحديث عن حرب عابرة، بل محرقة ممنهجة تُبث صورها يوميا أمام العالم مباشرة، ويتحول الشهداء فيها إلى أرقام في آخر عناوين النشرات الليلية وليس في أولها.
العالم كله شاهد ويسمع، لكنه عاجز ومتواطئ..فما يسمى بمجلس الأمن يجتمع ليتفرق على بيانات خاوية.. والأمم المتحدة تصرخ بلا صوت، والقوى الكبرى تمارس أبشع أنواع النفاق.. تندد بالعنف علنا وتزود المعتدي بالعتاد والسلاح في السر في شراكة كاملة لجريمة إنسانية تنفذ دون حياء.
أما زعماء العرب، وفي انتظار أن يأتي الدور عليهم، الصورة واضحة معهم .. صمت مريب يلف عواصمهم ودائرات قراراتهم الذليلة، تواطؤ سري لكنه ظاهر، بيانات مثقوبة هزيلة، وتوجيه لاتحادهم العالمي لعلماء المسلمين ليبتكر زورا وبهتانا وكذبا حلا لنصرة غزّة : "صيام الخميس"، لأن الكيان يرتجف من عطش الصائمين!.
سادتي، لقد طفح الكيل من صمت هذه الأنظمة المهزومة الذليلة وبيعها سرًا وعلانية لدماء الشهداء.. هم ببساطة عملاء وجواسيس في خدمة أسيادهم حفاظا على كراسيهم المكسورة . 
في هذا الوضع المؤسف المكشوف، لم تبق إلا الشعوب العربية قادرة على كسر الصمت..وقد حان الوقت للخروج أكثر إلى الشوارع ورفع الأصوات أعلى من المحيط إلى الخليج للضغط على حكومات الذل علهم يوقفون نزيف الخيانة .. وإرسال رسالة واحدة واضحة: لن تمر الجرائم بلا حساب، ولن تبقى العمالة العربية مختبئة خلف الكلام الباهت والبيانات المثقوبة ..وصيام يوم الخميس..
المعادلة يا سادتي واضحة: الكيان يتمدد لأنه لم يجد رادعا، وزعماء العرب يغطّون في الجهل والخرافة وفي سبات عميق تسبقه صلاة العشاء بلا وضوء.. يكذبون على البسطاء بفقهاء قصورهم وفتاويهم التي تقول أنّ صيام يوم يكفي لدحر العدو الظالم الغاشم... 
التاريخ لن يغفر لهم، ولا لأمة المسلمين الطاهرين التي تخلت عن العلم الذي أوصى به رب العالمين وقاهر الجبارين وناصر المظلومين، وارتضت أن ترى أبناء غزة يموتون ظلما وتكتفي بالدعاء والابتهال ، وبصيام تحت الطلب !
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك