مع الشروق.. صــائـفـة بــلا ســـيــاحة !

مع الشروق.. صــائـفـة بــلا ســـيــاحة !

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/07/04

كل المؤشرات تنذر بموسم سياحي ضعيف، بل لا وجود لموسم سياحي أصلا في هذه الصائفة بسبب تواصل إغلاق الحدود التونسية الجزائرية وغياب السياح الروس وضعف إمكانيات النقل الجوي.
المجلس الوطني للجامعة التونسية للنزل أطلق صيحة فزع محملا المسؤولية لوزارة الإشراف ومؤسسات التمويل مبرزا ان " عدم إيفاء الدولة بتعهداتها تجاه المؤسسات السياحية، وشحّ السيولة جراء عدم استجابة البنوك لتمويل القطاع، وعدم وجود خطوط تمويل استثنائية تتماشى والظرف الحالي الصعب وغير المسبوق، مما حال دون إعادة فتح أكثر من ٪30 من النزل".
ذات المجلس قال كذلك أن السياحة ساهمت في عديد المحطات الصعبة السابقة في تحقيق التوازن والانتعاش الاقتصادي، ولكن القطاع وبعد عشر سنوات من الصمود، أصبح مهددا في وجوده مما يستوجب التعجيل بإنقاذه.
إمكانية إنقاذ الموسم السياحي الآن بات صعبا للغاية، فكل الظروف عملت على "إفساد" هذا الموسم في ظرف اقتصادي ومالي دقيقين، تنضاف إلى ذلك أسباب أخرى خارجية تتعلق أساسا بالأحداث الواقعة اليوم في أوكرانيا وما نجم عن ذلك من ارتفاع صاروخي لأسعار تذاكر النقل الجوي والبحري ..
ارتفاع الأسعار عالميا شمل المواد الغذائية الأساسية التي هي قلب الرحى في عملية إيواء السياح وإقامتهم في ظروف طيبة ومشجعة، ومع ارتفاع الأسعار، تغيب المواد الأساسية أصلا من الأسواق الداخلية، وهو ما يعني فيما يعني عدم قدرة النزل على توفير الظروف المريحة لسائح غائب أصلا .
مجموع هذه المعطيات تجعلنا نتساءل وبين أعيننا جنسيتان من السياح: الأشقاء الجزائريون، والسياح الروس الذين يمثلون في الواقع الجزء الأكبر في تنشيط المشهد السياحي بتونس.. نتساءل لنقول : هل عملنا عل إنقاذ الموسم قبل حلوله؟ هل فكرنا في بعض المخارج لجلب السائح الجزائري والروسي؟ .. الإجابة طبعا لا.
فالقائمون على المشهد السياحي، وليست وزارة الإشراف فقط، بل كل الهياكل المتدخلة، لم تعمل على تنشيط المشهد السياحي بعد سنتين من الركود بسبب جائحة كورونا، بعد ان اكتفى الجميع بلعب دور المتابع للأحداث دون مبادرات وأفكار وحلول جديدة تستقطب السائح من هنا أو هناك..
المجلس الوطني للجامعة التونسية للنزل الذي تحدث عن مواصلة الصمود من أجل الحفاظ على ديمومة المؤسسات ومواطن الشغل بها أو الانفتاح على الحوار مع الشريك الاجتماعي، قال كذلك في بلاغ صادر عنه أول أمس إن الضبابية وانعدام الرؤية وغلاء الأسعار وضعف معاضدة الدولة للمهنيين، كلها عوامل حالت دون استعادة القطاع السياحي لسالف نشاطه.
لهذا الموسم، لم يبق أمام نزلنا إلا السائح التونسي، لكن هذا السائح الذي بإمكانه إنقاذ الموقف، عادة ما يشتكي من ارتفاع الأسعار ومن سوء المعاملة والظروف غير المشجعة لإقامة مريحة، والمطلوب من جامعة النزل العمل على "تحسين" هذه العلاقة إنقاذا لهذا الموسم وغيره من المواسم السياحية...
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك