مع الشروق .. حتى نستفيد من كفاءاتنا

مع الشروق .. حتى نستفيد من كفاءاتنا

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/05/20

39 ألف مهندس من مجموع  من 90 ألفا مسجلا بالعمادة غادروا البلاد في السنوات الاخيرة ، .. 20 مهندسا يهاجرون يوميا البلاد ، وكلفة هجرتهم تقدر بحوالي 650 مليار دون اعتبار الدور الكبير للمهندسين في خلق الثروة داخل أرض الوطن.
هذا ما كشفته جلسة عمل للجنة التربية والتكوين المهني والبحث العلمي والشباب والرياضة أبرز فيها العميد ان خريجي جامعاتنا سنويا يقدر بما  ما بين الـ 8 والـ8 آلاف و500 مهندس ، لكن أكثر من 6500 منهم يفضلون العمل خارج حدود الوطن ..
قطاع الأطباء ليس أفضل حالا،إذ تشير بعض التقديرات  إلى مغادرة 4 آلاف طبيب تونس في غضون الثلاث سنوات الأخيرة ، مع التأكيد على انه  في سنة 2023 غادر أكثر من 1500 طبيب البلاد أي ان عدد الأطباء المهاجرين سنويا يفوق عدد المتخرجين من كليات الطب التونسية والمقدر بـ 900 طبيب.
ذات الأرقام تقول انه ما بين سنوات 2020 و2022، هاجر أكثر من 4000 أستاذ جامعي من رتب علمية مختلفة ، تكلفة تكوين المهندس علميا تقدر بـ 100 ألف دينار ، وهي تقريبا تكلفة الأستاذ الجامعي ، فيما تتجاوز تكلفة الطبيب الـ600 دينار أي 100 الف دينار عن كل سنة جامعية على حساب المجموعة الوطنية ..
أسباب الهجرة كثيرة ، بعضها يتعلق بالبحث عن مداخيل أفضل وظروف عمل أحسن ،  وبعضها الآخر يقوم على الحرص على  مواصلة التكوين والانفتاح على تجارب علمية أكثر رحابة خارج حدود الوطن في ظل وتدهور الرواتب والمقدرة الشرائية وتردي الوضعية المهنية للكفاءات خاصة  بالمؤسسات العمومية، وفي المقابل تقدم الدول الأوروبية عديد الإغراءات والامتيازات المادية ولمعنوية والعلمية من أجل استقطاب هذه الكفاءات العلمية..
بلغة الأرقام دائما ، تحتل تونس المرتبة السادسة عربيا في هجرة الأدمغة وفق تقرير لـ" قلوبال ايكونومي " التي ذيلت تقريرها هذا بالتأكيد على أن 54 بالمائة من الطلاب العرب لا يعودون إلى بلدانهم الأصلية ،   والمستفيد الوحيد من هجرة الأدمغة التونسية وغيرها من الدول العربية ، هي الدول الأوروبية كالكندا وفرنسا وألمانيا وغيرها من الدول الغربية ، والخاسر طبعا في هذه المعادلة هي تونس التي "تفرط" في أدمغتها وتقدم " هذه الكفاءات -بعد تكوينها وتأطيرها- على طبق من ذهب لاقتصاديات أخرى تستغل هذه الطاقات، وهو ما يُعد بمثابة "ثروة بشرية مهدرة" كان من المفروض أن تستفيد منها تونس أو تخلق منها ثورة وخدمات قابلة للتصدير"
في كلمة هجرة كفاءاتنا لتونسية نزيف حقيقي للثروة البشرية ، وهو ما  يتطلب وضع استراتيجية لوقف هذا النزيف والحد من تداعياته على المدى القريب والبعيد، مع الأخذ بعين الاعتبار تطلعات هذه الكفاءات بعد أن  قضت سنوات عديدة من عمرها في الدراسة والتحصيل العلمي من أجل تحقيق طموحاتها المهنية التي قد تعيق الظروف الحالية في تونس تحقيقها، لتجد في الهجرة ملاذها الوحيد..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك