مع الشروق .. تفاقم المأزق الصهيوني في غزّة

مع الشروق .. تفاقم المأزق الصهيوني في غزّة

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/06/18

يوما بعد آخر ، يتفاقم مأزق الاحتلال الصهيوني بسبب الحرب الدامية على قطاع غزّة ، ما يهدد بتمزيق كل نسيجه السياسي والعسكري والأمني وسط تصاعد لافت للصراعات والخلافات الداخلية وتعدّد جبهات الحرب من الشمال إلى الجنوب .
هذه الأزمة الشاملة التي بلغها الكيان الصهيوني بدأت تنفجر وتخرج عن السيطرة على وقع صمود أهل غزّة وثبات المقاومة الباسلة التي أحبطت جميع مخططات الاحتلال ونجحت رغم تواضع الامكانيات في إلحاق هزيمة استراتيجية بجيش الاحتلال الذي خسر الحرب بشهادة المسؤولين الصهاينة بعد عجزهم عن تحقيق أهداف العدوان المتمثلة في تفكيك المقاومة واسترجاع الأسرى وحكم القطاع عسكريا، لكن على أرض الواقع فشلت كل الأهداف وتعمّقت خسائر الاحتلال اقتصاديا وعسكريا وسياسيا..
آخر تمظهرات المأزق الصهيوني الآخذ في الاتساع هو انهيار مجلس الحرب الصهيوني بعد أن أعلن رئيس وزراء الاحتلال يوم أمس الاثنين عن حلّه نتيجة استقالة اثنين من كبار أعضائه الوسطيّين بسبب اختلاف الرؤى والتصوّرات حول إدارة العدوان على غزّة ، ويبدو أن تداعيات حلّ هذا المجلس ستكون كارثية على الكيان الصهيوني لأن كل القرارات التي ستتخذ في المستقبل تستند إلى وجهات نظر اليمين المتشدّد الذي يحيط برئيس الوزراء ، وهذا الوضع الجديد الذي يمر به الكيان يساهم طبعا في زيادة عزلة الاحتلال حتى مع أقرب حلفائه .
ويبدو أن انهيار مجلس الحرب الصهيوني ما هو إلا القشّة التي ستقصم ظهر البعير بعد أن خرج الصراع الداخلي الصهيوني من السر إلى العلن ، وبحسب الأوساط الصهيونية فإن الوضع مقبل على أيام قاتمة وقاسية جدا فكل شيء يتفكك وينهار ونتنياهو ليس لديه خيارات كثيرة...وتقول تلك المصادر الصهيونية إن مأزق الحرب وعدم تحقيق أيّ هدف ومطالب اليمين وعدم وضوح الرؤية للخروج من مستنقع الحرب كفيلة برسم مستقبل مليء بالسواد في إسرائيل...
كل هذه الأزمات التي تتربص بكيان الاحتلال الصهيوني يضاف إليها بروز أزمة ثقة بين المؤسسة العسكرية والسياسية وسط اتهامات متبادلة بالخيانة  . وقد تقود الوثيقة الجديدة التي نشرها الإعلام العبري إلى تفاقم الصراع بين العسكر والسياسيين فهذه الوثيقة التي تمّ تسريبها تؤكد أن الجيش والمخابرات كانا على علم بخطة حماس قبل 3 أسابيع من هجوم أكتوبر وهي وثيقة حصلت عليها فرقة غزة توضح خطة المقاومة وما تضمنته من اختطاف ما بين 200 إلى 250 رهينة .
هذا التخبّط الصهيوني والفشل الحربي والسياسي واتساع دائرة الخلافات ما هو إلا ثمرة لصمود المقاومة في غزّة التي تواصل كتابة المعجزات و تسطير الملاحم وتمريغ أنف جيش الاحتلال بالتراب ، وما عملية النابلسي التي نفذتها المقاومة خلال الساعات الماضية وأوقعت خلالها عددا من الجنود الصهاينة في كمين مميت إلا دليل على أن المقاومة ما زالت سيدة الموقف وقادرة على التحكم في موازين الصراع ، بل والانتصار على هذا العدو المجرم الذي يواصل ارتكاب المجازر بحق الأطفال والنساء بعد عجزه عن مواجهة أبطال المقاومة .
وعموما تبدو الصورة واضحة اليوم بعد مرور كل هذه الأشهر من العدوان على غزّة ، وهي دخول الكيان في مأزق وجودي  لا خلاص منه ،  مقابل صمود وإبداع للمقاومة التي نجحت في قلب الموازين وحافظت على زخمها الشعبي وتسعى جاهدة لكتابة النصر مهما كلّفها الثمن ...
ناجح بن جدو 
 

تعليقات الفيسبوك