مع الشروق.. بلينكن «يشتري» التهدئة للصهاينة

مع الشروق.. بلينكن «يشتري» التهدئة للصهاينة

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/02/01

على وجه السرعة، دفعت عملية الشهيد خيري علقم غير المسبوقة الأسبوع الماضي، بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بالنزول في الأراضي المحتلة بعد زيارة القاهرة والهدف الرئيسي هو "شراء" التهدئة للكيان الصهيوني.
لا شكّ أن العملية التي نفّذها الشهيد خيري علقم انتقاما لجدّه الذي استشهد عام 1998 على يد مستوطن متطرف، كانت بطعم العلقم ليس للصهاينة فحسب الذين أخذتهم الصدمة والحيرة، بل لنظرائهم الأمريكيين أيضا.
وفيما دفع الصهاينة وهم غير قادرين على فعل أي شيء سوى التمادي في الوحشية ضدّ الفلسطينيين بجحافل من الجنود في الضفة الغربية، تصرّف الأمريكان كالعادة بمنطق الحامي والراعي للكيان الصهيوني في المنطقة.
لهذا الهدف تحديدا حطّ بلينكن في مرحلة أولى في القاهرة -راعي السلام في المنطقة بين الفلسطينيين و الصهاينة- وذلك بغرض طلب ود القاهرة في التوسّط لدى الفصائل الفلسطينية لخفض التوتّر وعدم التصعيد.
ثم في مرحلة ثانية التقى برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو من أجل تقديم "نصيحة" له حول ضرورة عدم التصعيد لأن لأمريكا مشاغل أكبر في منطقة الشرق الأوسط وهي إيران.
ولإكمال عملية الحماية للكيان الصهيوني من أي تصعيد محتمل مع المقاومة ومع  السلطة الفلسطينية التي أوقفت التعاون الأمني معه، جادت قريحة بلينكن بتقديم  معونة مالية لا يمكن وصفها او قراءتها الا على أنّها "رشوة" لشراء السلام للصهاينة.
فبلينكن الذي أعلن تقديم بلاده دعما إضافيا إلى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بقيمة 50 مليون دولار، يريد بالمقابل عودة التنسيق مع الكيان الصهيوني ووأد المقاومة المتصاعدة في الضفة.
لا ندري كيف سيتصرّف الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع هذه "الرشوة" الأمريكية الزهيدة المرفوقة بالكذبة الكبرى وهي الحرص على دعم حل الدولتين كخيار وحيد لحل الصراع.
لكن الأكيد الآن أن سلطة الاحتلال عاجزة بقدر عجز السلطة الفلسطينية عن احتواء المقاومة في الضفة الغربية التي باتت خارجة عن السيطرة والمراقبة وعن الانتماء وبالتالي لا يمكن التحكّم فيها أو افشال عملياتها الفردية.
فالشباب الفلسطيني المقاوم اليوم بصغيره وكبيره ، لم تعد حيلة المفاوضات المستمرة منذ 30 سنة تنطلي عليه، بل تيقّن تمام اليقين بأنها لمزيد تمكين الكيان الصهيوني في الاراضي المحتلة باعتبار أنها "اثمرت" توطين 800 ألف مستوطن صهيوني حتى الآن.
وأصبحت عين المقاومة وكل فلسطيني حر على الانتفاضة الثالثة التي يجب أن تجبّ كل ما جاء قبلها من اتفاقيات ذلّ ومهانة، وأن تكون فجرا جديدا في مسار القضية الفلسطينية وفي مسار إرجاع الصهاينة الى بلدانهم الاصلية.
لكل ما ذكر سابقا يحرص الأمريكان على عدم انفلات الأمور من أيديهم في الأراضي المحتلة وفي الشرق الأوسط ككل حماية لمصالحها و لـ"ابنها المجرم" الكيان الصهيوني ، هذا أولا.
وثانيا التفرّغ لمطالب السلطة الصهيونية الجديدة المتطرفة التي تريد جرّ واشنطن لمواجهة عسكرية مع ايران فيما تخشى واشنطن أن تخرج الأمور عن السيطرة باعتبار أن طهران ليست لقمة سائغة يمكن أن يبتلعها الأمريكان والصهاينة ببساطة.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك