مع الشروق : انكشفت الكذبة... وزالت الغشاوة
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/06/11
لطالما تغزّل الغرب المنافق بالكيان الصهيوني على اعتبار أنه «واحة للديمقراطية» وسط غابة من الوحوش ووصل بهم «الهيام» بهذا الكيان الذي زرعوه بقوة الحديد والنار على أرض ليست أرضهم وعلى حساب شعب مازال يعيش الشتات وقهر الاحتلال والابادة الجماعية منذ أربعينات القرن الماضي إلى أن يشبهوه بـ«الزهرة التي نبتت في رمال الصحراء».
نتيجة هذا الاعجاب، وهذا الانبهار كانت خضوعا كاملا للكيان وللوبي الصهيوني الذي أحكم الطوق حول كل المجتمعات الغربية من خلال التحكّم في دائرتي المال والاعلام اللتين تصنعان الساسة وتصعّدان إلى الحكم وتسقطان في الهاوية. هذا الخضوع ترجم دعما بالمال وبالسلاح وبالغطاء السياسي وحتى بالجيوش والأساطيل حين يشعرون بتهديد جدي لـ«قاعدتهم المتقدمة» في الشرق الأوسط وبالنتيجة انطلت الكذبة الكبرى على الشعوب الغربية التي ظلّت لعقود مقتنعة بأكاذيب آلة اعلامية ـ سياسية ـ اقتصادية جبّارة ظلت تغذّي هذه الكذبة وتردد ما يردده الصهاينة من سرديات واهية حول «مخاطر مزعومة» تتهدّدهم من جيرانهم العرب وباتت الأكاذيب الصهيونية بمثابة الغشاوة الي تغطي عيون الشعوب الغربية.. وبمثابة السوط الذي يسوقهم سوقا إلى حيث يريد الصهاينة وإلى حيث تكون مصالح الكيان الصهيوني.. ولم يكن أحد يتوقّع رغم عدالة القضية الفلسطينية ورغم معاناة الشعب الفلسطيني وما تعرض له من مجازر ومن عسف وقهر أن تزول الغشاوة عن أعين الشعوب الغربية وأن تستيقظ الضمائر المحنّطة في ثلاجات الاخطبوط الصهيوني وان تستعيد الشعوب الغربية وعيها وقدرتها على تمييز الحق من الباطل والعدل من الجور وان تهبّ بالتالي هادرة، مزمجزة في كل ساحات وشوارع أوروبا مندّدة بالكيان الصهيوني وبحرب الإبادة الجماعية التي ينفّذها في غزة.
لم يقف الأمر عند الشعوب والناشطين والسياسيين، بل إن هبّة الوعي شملت أيضا المسؤولين الرسميين الذين باتوا يعبّرون عن مواقف جريئة ويتسابقون للتنديد بالكيان ولتعرية أكاذيبه وأباطيله التي يحاول بها تغليف حرب الدمار الشامل التي يشنها على أكثر من مليوني مواطن.. حرب تبيدهم، وتدمر منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم وتحرمهم حتى من وجبة الغذاء وحبّة الدواء. وهذه المواقف الجريئة والشجاعة التي تسجلها الشعوب في الغرب (وفي باقي ساحات العالم) ويعبّر عنها رجال السياسة والمسؤولون في الكثير من الحكومات والبرلمانات والمحافل الغربية لا تزيد في الواقع إلا في تعرية المواقف الجبانة للشعوب العربية وللسياسيين العرب الذين انقسموا بين مطبع وموال للصهاينة وبين خائف وبين داس رأسه في الرمل. وهو ما يطرح سؤالا كبيرا مفاده: أين تقع فلسطين؟ وأين ذهبت النخوة العربية؟ وأين دفنت عروبة القضية ومركزيتها لدى كل الدول العربية؟
كل هذه الحقائق عرّاها طوفان الأقصى الذي أعاد طرح القضية الفلسطينية كقضية كل العالم وكقضية عادلة وكقضية تصفية استعمار بغيض بل ولعلها قضية تحرير كل شعوب العالم من قبضة وسطوة اللوبي الصهيوني المسيطر على المال وعلى الاعلام. فقد حرق الطوفان كل مساحيق وأكاذيب الصهاينة وكشف وجوههم القبيحة أمام كل شعوب العالم وأزال الغشاوة من على عيونها ليقف الجميع ساسة وشعوبا على الوجه الفظيع والمتوحّش لهذا الكيان الذي قام بالدم وبالمجازر ويستمر بالدم وبالمجازر وبالابادة والالغاء.
وإذا كان فإن الطوفان قد أحدث كل هذه الرجة في الغرب وفي العالم، فمتى تتسلل الرجة إلى المنطقة العربية؟ ومتى تستعيد الشعوب العربية وعيها وتستفيق من سباتها وتهبّ لمواجهة سرطان يهدّد صراحة باكتساح كل الساحات العربية من المحيط إلى الخليج؟
عبد الحميد الرياحي
لطالما تغزّل الغرب المنافق بالكيان الصهيوني على اعتبار أنه «واحة للديمقراطية» وسط غابة من الوحوش ووصل بهم «الهيام» بهذا الكيان الذي زرعوه بقوة الحديد والنار على أرض ليست أرضهم وعلى حساب شعب مازال يعيش الشتات وقهر الاحتلال والابادة الجماعية منذ أربعينات القرن الماضي إلى أن يشبهوه بـ«الزهرة التي نبتت في رمال الصحراء».
نتيجة هذا الاعجاب، وهذا الانبهار كانت خضوعا كاملا للكيان وللوبي الصهيوني الذي أحكم الطوق حول كل المجتمعات الغربية من خلال التحكّم في دائرتي المال والاعلام اللتين تصنعان الساسة وتصعّدان إلى الحكم وتسقطان في الهاوية. هذا الخضوع ترجم دعما بالمال وبالسلاح وبالغطاء السياسي وحتى بالجيوش والأساطيل حين يشعرون بتهديد جدي لـ«قاعدتهم المتقدمة» في الشرق الأوسط وبالنتيجة انطلت الكذبة الكبرى على الشعوب الغربية التي ظلّت لعقود مقتنعة بأكاذيب آلة اعلامية ـ سياسية ـ اقتصادية جبّارة ظلت تغذّي هذه الكذبة وتردد ما يردده الصهاينة من سرديات واهية حول «مخاطر مزعومة» تتهدّدهم من جيرانهم العرب وباتت الأكاذيب الصهيونية بمثابة الغشاوة الي تغطي عيون الشعوب الغربية.. وبمثابة السوط الذي يسوقهم سوقا إلى حيث يريد الصهاينة وإلى حيث تكون مصالح الكيان الصهيوني.. ولم يكن أحد يتوقّع رغم عدالة القضية الفلسطينية ورغم معاناة الشعب الفلسطيني وما تعرض له من مجازر ومن عسف وقهر أن تزول الغشاوة عن أعين الشعوب الغربية وأن تستيقظ الضمائر المحنّطة في ثلاجات الاخطبوط الصهيوني وان تستعيد الشعوب الغربية وعيها وقدرتها على تمييز الحق من الباطل والعدل من الجور وان تهبّ بالتالي هادرة، مزمجزة في كل ساحات وشوارع أوروبا مندّدة بالكيان الصهيوني وبحرب الإبادة الجماعية التي ينفّذها في غزة.
لم يقف الأمر عند الشعوب والناشطين والسياسيين، بل إن هبّة الوعي شملت أيضا المسؤولين الرسميين الذين باتوا يعبّرون عن مواقف جريئة ويتسابقون للتنديد بالكيان ولتعرية أكاذيبه وأباطيله التي يحاول بها تغليف حرب الدمار الشامل التي يشنها على أكثر من مليوني مواطن.. حرب تبيدهم، وتدمر منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم وتحرمهم حتى من وجبة الغذاء وحبّة الدواء. وهذه المواقف الجريئة والشجاعة التي تسجلها الشعوب في الغرب (وفي باقي ساحات العالم) ويعبّر عنها رجال السياسة والمسؤولون في الكثير من الحكومات والبرلمانات والمحافل الغربية لا تزيد في الواقع إلا في تعرية المواقف الجبانة للشعوب العربية وللسياسيين العرب الذين انقسموا بين مطبع وموال للصهاينة وبين خائف وبين داس رأسه في الرمل. وهو ما يطرح سؤالا كبيرا مفاده: أين تقع فلسطين؟ وأين ذهبت النخوة العربية؟ وأين دفنت عروبة القضية ومركزيتها لدى كل الدول العربية؟
كل هذه الحقائق عرّاها طوفان الأقصى الذي أعاد طرح القضية الفلسطينية كقضية كل العالم وكقضية عادلة وكقضية تصفية استعمار بغيض بل ولعلها قضية تحرير كل شعوب العالم من قبضة وسطوة اللوبي الصهيوني المسيطر على المال وعلى الاعلام. فقد حرق الطوفان كل مساحيق وأكاذيب الصهاينة وكشف وجوههم القبيحة أمام كل شعوب العالم وأزال الغشاوة من على عيونها ليقف الجميع ساسة وشعوبا على الوجه الفظيع والمتوحّش لهذا الكيان الذي قام بالدم وبالمجازر ويستمر بالدم وبالمجازر وبالابادة والالغاء.
وإذا كان فإن الطوفان قد أحدث كل هذه الرجة في الغرب وفي العالم، فمتى تتسلل الرجة إلى المنطقة العربية؟ ومتى تستعيد الشعوب العربية وعيها وتستفيق من سباتها وتهبّ لمواجهة سرطان يهدّد صراحة باكتساح كل الساحات العربية من المحيط إلى الخليج؟
عبد الحميد الرياحي
