مع الشروق.. المواجهة النووية تعود إلى الواجهة
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/12/13
عاد شبح الحرب النووية الى الواجهة بقوة بين موسكو والغرب في ظلّ اشتعال الحرب في أوكرانيا ووصولها الى العمق الروسي والقطيعة غير المسبوقة في التواصل سواء علنا أو سرّيا بين روسيا والغرب.
تطوّرات متسارعة تشهدها الحرب الاوكرانية التي تمثّل ساحة مواجهة حقيقية بين موسكو والغرب والتي قد تنجرّ عنها حرب شاملة بين الطرفين وبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمهّد لها عبر تصريحاته.
فبصفة غير مألوفة، أعلن بوتين في مُؤتمر صحافي الجمعة الماضي عن احتِمال إقدام موسكو على تعديل العقيدة العسكريّة لجيشه، تتضمّن السّماح بتنفيذ ضربة استباقيّة وقائيّة لنزع سلاح العدوّ.
كذلك لم يخف بوتين بأنّ التّهديد بحرب نوويّة يتزايد، بسبب تدفّق الأسلحة الحديثة من دول حلف الناتو على أوكرانيا والتي ستطال مستقبلا إن تم تزويد كييف بها أهدافا في العمق الروسي، وتحديد سقف لسعر النفط الروسي.
الخطير في الأمر أن هذه التصريحات لا تأتي من رأس السلطة في روسيا فحسب بل من أغلب المسؤولين الرفيعين هناك، وهو ما يدلّ على أن الأمر ليس مجرّد تصريحات اعلامية أو مناورة تكتيكية.
فعلى منوال بوتين، أكد ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الأحد الماضي أن بلاده تكثف إنتاج "أقوى وسائل التدمير" على أساس "مبادئ جديدة"، ملوحا باستخدامها ضد الغرب.
وأخيرا وليس آخرا، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في اليوم نفسه، ردا على سؤال بشأن إلى أين وصلت العلاقة بين روسيا والغرب: "نحن لا نتحرك. لقد وصلنا بالفعل إلى محطة تسمى المواجهة، وعلينا أن نكون متحفظين وأقوياء".
ما يلاحظ من تصريحات المسؤولين الروس وخاصة بوتين أن موسكو تتّجه نحو تغيير عقيدتها النووية من "الرد الانتقامي" على أي ضربة الى "الضربة الاستباقية" وهذا تحديدا ما تخشاه واشنطن وهي التي تعرف جيّدا مدى جدّية بوتين وتصميمه.
تدرك واشنطن في هذه المرحلة الحرجة من المواجهات مع روسيا من جهة والصين من جهة أخرى بالإضافة الى التغيّرات الدولية التي تسير بسرعة جنونية وتأخذ حلفاء واشنطن الخليجيين بعيدا عنها، أنّها ولو مرة أمام فرضية خسارة كل شيء في لمحة بصر.
فبخسارة واشنطن في أوكرانيا وفوز بوتين، يعني ذلك لواشنطن أن الصين ستأخذ ذلك في عين الاعتبار ولن تتوانى في المواجهة خاصة في ما يتعلّق بملف تايوان أكبر الملفات الساخنة بين الطرفين.
كما سيعني ذلك أن حلف "الناتو" بات في وجه العاصفة والتفكّك قد يكون مصيره الحتمي في ظلّ التململ الاوروبي وخاصة الفرنسي الذي وصف رئيسها ايمانويل ماكرون الحلف بـ "الميّت سريريا".
هذا بالإضافة الى وحدة الاتحاد الأوروبي التي ستصبح هي الأخرى أمام لحظة تصدّع غير مسبوقة وهناك فعلا دول اوروبية تجنح الى السير على منوال بريطانيا وأبرزهم ايطاليا جورجيا ميلوني.
هي إذن لحظة حاسمة لروسيا و للغرب وخاصة أمريكا في رسم عالم جديد متعدّد الأقطاب أو تثبيت العالم الحالي وزعيمته واشنطن، وفي كل الحالات سيكون الثمن باهظا من هنا أو من هناك.
بدرالدّين السّيّاري
عاد شبح الحرب النووية الى الواجهة بقوة بين موسكو والغرب في ظلّ اشتعال الحرب في أوكرانيا ووصولها الى العمق الروسي والقطيعة غير المسبوقة في التواصل سواء علنا أو سرّيا بين روسيا والغرب.
تطوّرات متسارعة تشهدها الحرب الاوكرانية التي تمثّل ساحة مواجهة حقيقية بين موسكو والغرب والتي قد تنجرّ عنها حرب شاملة بين الطرفين وبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يمهّد لها عبر تصريحاته.
فبصفة غير مألوفة، أعلن بوتين في مُؤتمر صحافي الجمعة الماضي عن احتِمال إقدام موسكو على تعديل العقيدة العسكريّة لجيشه، تتضمّن السّماح بتنفيذ ضربة استباقيّة وقائيّة لنزع سلاح العدوّ.
كذلك لم يخف بوتين بأنّ التّهديد بحرب نوويّة يتزايد، بسبب تدفّق الأسلحة الحديثة من دول حلف الناتو على أوكرانيا والتي ستطال مستقبلا إن تم تزويد كييف بها أهدافا في العمق الروسي، وتحديد سقف لسعر النفط الروسي.
الخطير في الأمر أن هذه التصريحات لا تأتي من رأس السلطة في روسيا فحسب بل من أغلب المسؤولين الرفيعين هناك، وهو ما يدلّ على أن الأمر ليس مجرّد تصريحات اعلامية أو مناورة تكتيكية.
فعلى منوال بوتين، أكد ديمتري ميدفيديف الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الأحد الماضي أن بلاده تكثف إنتاج "أقوى وسائل التدمير" على أساس "مبادئ جديدة"، ملوحا باستخدامها ضد الغرب.
وأخيرا وليس آخرا، قال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف، في اليوم نفسه، ردا على سؤال بشأن إلى أين وصلت العلاقة بين روسيا والغرب: "نحن لا نتحرك. لقد وصلنا بالفعل إلى محطة تسمى المواجهة، وعلينا أن نكون متحفظين وأقوياء".
ما يلاحظ من تصريحات المسؤولين الروس وخاصة بوتين أن موسكو تتّجه نحو تغيير عقيدتها النووية من "الرد الانتقامي" على أي ضربة الى "الضربة الاستباقية" وهذا تحديدا ما تخشاه واشنطن وهي التي تعرف جيّدا مدى جدّية بوتين وتصميمه.
تدرك واشنطن في هذه المرحلة الحرجة من المواجهات مع روسيا من جهة والصين من جهة أخرى بالإضافة الى التغيّرات الدولية التي تسير بسرعة جنونية وتأخذ حلفاء واشنطن الخليجيين بعيدا عنها، أنّها ولو مرة أمام فرضية خسارة كل شيء في لمحة بصر.
فبخسارة واشنطن في أوكرانيا وفوز بوتين، يعني ذلك لواشنطن أن الصين ستأخذ ذلك في عين الاعتبار ولن تتوانى في المواجهة خاصة في ما يتعلّق بملف تايوان أكبر الملفات الساخنة بين الطرفين.
كما سيعني ذلك أن حلف "الناتو" بات في وجه العاصفة والتفكّك قد يكون مصيره الحتمي في ظلّ التململ الاوروبي وخاصة الفرنسي الذي وصف رئيسها ايمانويل ماكرون الحلف بـ "الميّت سريريا".
هذا بالإضافة الى وحدة الاتحاد الأوروبي التي ستصبح هي الأخرى أمام لحظة تصدّع غير مسبوقة وهناك فعلا دول اوروبية تجنح الى السير على منوال بريطانيا وأبرزهم ايطاليا جورجيا ميلوني.
هي إذن لحظة حاسمة لروسيا و للغرب وخاصة أمريكا في رسم عالم جديد متعدّد الأقطاب أو تثبيت العالم الحالي وزعيمته واشنطن، وفي كل الحالات سيكون الثمن باهظا من هنا أو من هناك.
بدرالدّين السّيّاري
