مع الشروق .. المقاومة ووحدة الساحات
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/02/27
مع انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، تفجّرت عديد الجبهات الأخرى ضدّ الكيان الصهيوني من اليمن الى لبنان وصولا الى سوريا والعراق، وهو ما حقّق الهدف الاستراتيجي (وحدة الساحات) لمحور المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني.
قد يقع الاختلاف في وجهات النظر حول مفهوم "وحدة الساحات" وحول المصلحة الخاصة لإيران فيه، أو الاختلاف حول ما قدّمته بعض الساحات قياسا بما كان منتظرا منها (حزب الله)، ولكن الحقيقة الثابتة من حيث الشكل ومن حيث الواقع الملموس أن هذا الهدف الاستراتيجي للمقاومة أصبح واقعا وأكمل تشكّله نهائيا في المنطقة.
فمنذ اطلاق المقاومة الفلسطينية ملحمة "طوفان الأقصى" ضدّ الكيان الصهيوني، شكّلت هذه الجبهات أو الساحات الأربع عاملا مؤثرا اقليميا ودوليا في حرب الابادة التي يشنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزة.
وواقعيا أصبح مفهوم وحدة الساحات واقعا اقليميا ودوليا يحسب له حساب، فالضرر الذي يلحقه اليمنيون بالاقتصاد الصهيوني والاوروبي وبالهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط بات أمرا واضحا.
والتصعيد والضربات المؤلمة التي وجّها حزب الله اللبناني للكيان الصهيوني أصبحت لا تحصى ولا تعد وباتت أشبه بالمواجهة الشاملة، وهو ما جعل المسؤولين الغربيين والعرب على حد السواء يحجّون الى لبنان صبحا مساء ويوم الأحد طلبا للتهدئة.
والأمر ذاته للمقاومة العراقية وبدرجة أقل السورية، حيث وجّهتا كلتاهما مئات الضربات سواء بالمسيّرات أو الصواريخ ضدّ القواعد الأمريكية في العراق وسوريا وآخرها الضربة المؤلمة في الأردن وحتى ضربات أخرى داخل الأراضي المحتلة كالجولان السوري المحتل وإيلات وغيرها.
قد يكون- بالنسبة لمحور المقاومة- من المبكّر الحديث عن المعركة الكبرى الشاملة مع الاحتلال الصهيوني، ولكن الإطار الجغرافي والتكتيكي تشكّل بصفة نهائية، يبقى فقط عامل الوقت المناسب والقدرات العسكرية واللوجستية المناسبة.
وهذا الأمر، وفق التطورات الراهنة، لن يتأخر كثيرا نظرا لما وصلت إليه قدرات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا الى الآن، حيث باتت تمتلك قدرات عسكرية كبيرة في انتظار مراكمتها وتطويرها.
ويكفي الاشارة اليوم الى القدرات العسكرية التي يتمتّع بها حزب الله في لبنان، من مسيّرات انتحارية واستخباراتية وترسانة من الصواريخ المتطوّرة، بالإضافة الى القدرة البشرية القتالية خاصة "فرقة الرضوان".
أما في اليمن، فقد أصبحت المقاومة هناك تمتلك هي الأخرى قدرات عسكرية مقتدرة من مسيّرات انتحارية وصواريخ باليستية، والأهم من ذلك الموقع الاستراتيجي الذي يجعلها تتحكّم في عصب التجارة في الشرق الأوسط وخاصة بما يرتبط بالمصالح الصهيونية.
المقاومة العراقية هي الأخرى، باتت رقما صعبا في مربّع محور المقاومة، وقد أرّقت ضرباتها الأمريكان والصهاينة وأجبرت واشنطن على التفاوض على الانسحاب من العراق وسوريا، وهو أمر لن يتأخّر كثيرا.
الكيان الصهيوني ومن ورائه الداعم الأمريكي، بات لديهم الآن قناعة تامة ان الشرق الأوسط تغيّر بواقعه السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي، ولا خيار لديهم سوى القبول بهذا الواقع الجديد والتعايش معه والتخلّي عن الغطرسة وانتظار المصير المحتوم، وهو معركة التحرير الكبرى للأراضي الفلسطينية المحتلة.
بدرالدّين السّيّاري
مع انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر الماضي، تفجّرت عديد الجبهات الأخرى ضدّ الكيان الصهيوني من اليمن الى لبنان وصولا الى سوريا والعراق، وهو ما حقّق الهدف الاستراتيجي (وحدة الساحات) لمحور المقاومة في مواجهة الكيان الصهيوني.
قد يقع الاختلاف في وجهات النظر حول مفهوم "وحدة الساحات" وحول المصلحة الخاصة لإيران فيه، أو الاختلاف حول ما قدّمته بعض الساحات قياسا بما كان منتظرا منها (حزب الله)، ولكن الحقيقة الثابتة من حيث الشكل ومن حيث الواقع الملموس أن هذا الهدف الاستراتيجي للمقاومة أصبح واقعا وأكمل تشكّله نهائيا في المنطقة.
فمنذ اطلاق المقاومة الفلسطينية ملحمة "طوفان الأقصى" ضدّ الكيان الصهيوني، شكّلت هذه الجبهات أو الساحات الأربع عاملا مؤثرا اقليميا ودوليا في حرب الابادة التي يشنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزة.
وواقعيا أصبح مفهوم وحدة الساحات واقعا اقليميا ودوليا يحسب له حساب، فالضرر الذي يلحقه اليمنيون بالاقتصاد الصهيوني والاوروبي وبالهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط بات أمرا واضحا.
والتصعيد والضربات المؤلمة التي وجّها حزب الله اللبناني للكيان الصهيوني أصبحت لا تحصى ولا تعد وباتت أشبه بالمواجهة الشاملة، وهو ما جعل المسؤولين الغربيين والعرب على حد السواء يحجّون الى لبنان صبحا مساء ويوم الأحد طلبا للتهدئة.
والأمر ذاته للمقاومة العراقية وبدرجة أقل السورية، حيث وجّهتا كلتاهما مئات الضربات سواء بالمسيّرات أو الصواريخ ضدّ القواعد الأمريكية في العراق وسوريا وآخرها الضربة المؤلمة في الأردن وحتى ضربات أخرى داخل الأراضي المحتلة كالجولان السوري المحتل وإيلات وغيرها.
قد يكون- بالنسبة لمحور المقاومة- من المبكّر الحديث عن المعركة الكبرى الشاملة مع الاحتلال الصهيوني، ولكن الإطار الجغرافي والتكتيكي تشكّل بصفة نهائية، يبقى فقط عامل الوقت المناسب والقدرات العسكرية واللوجستية المناسبة.
وهذا الأمر، وفق التطورات الراهنة، لن يتأخر كثيرا نظرا لما وصلت إليه قدرات المقاومة في لبنان واليمن والعراق وسوريا الى الآن، حيث باتت تمتلك قدرات عسكرية كبيرة في انتظار مراكمتها وتطويرها.
ويكفي الاشارة اليوم الى القدرات العسكرية التي يتمتّع بها حزب الله في لبنان، من مسيّرات انتحارية واستخباراتية وترسانة من الصواريخ المتطوّرة، بالإضافة الى القدرة البشرية القتالية خاصة "فرقة الرضوان".
أما في اليمن، فقد أصبحت المقاومة هناك تمتلك هي الأخرى قدرات عسكرية مقتدرة من مسيّرات انتحارية وصواريخ باليستية، والأهم من ذلك الموقع الاستراتيجي الذي يجعلها تتحكّم في عصب التجارة في الشرق الأوسط وخاصة بما يرتبط بالمصالح الصهيونية.
المقاومة العراقية هي الأخرى، باتت رقما صعبا في مربّع محور المقاومة، وقد أرّقت ضرباتها الأمريكان والصهاينة وأجبرت واشنطن على التفاوض على الانسحاب من العراق وسوريا، وهو أمر لن يتأخّر كثيرا.
الكيان الصهيوني ومن ورائه الداعم الأمريكي، بات لديهم الآن قناعة تامة ان الشرق الأوسط تغيّر بواقعه السياسي والعسكري وحتى الاقتصادي، ولا خيار لديهم سوى القبول بهذا الواقع الجديد والتعايش معه والتخلّي عن الغطرسة وانتظار المصير المحتوم، وهو معركة التحرير الكبرى للأراضي الفلسطينية المحتلة.
بدرالدّين السّيّاري