مع الشروق ..المقاومة لن تتأثّر باستشهاد قادتها

مع الشروق ..المقاومة لن تتأثّر باستشهاد قادتها

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/08/06

تبدو الاغتيالات الأخيرة التي استهدفت رموز المقاومة الفلسطينية أو اللبنانية رهانات صهيونية فاشلة. فهدف هذه الجرائم هو كسر عزائم المقاومين وثنيهم عن مواصلة طريق التحرر الوطني والكفاح ضد المحتل.
وفي الوقت الذي كان فيه قادة الاحتلال يتطلعون بفارغ الصبر إلى انهيار حركة حماس بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي للحركة، فوجئ هؤلاء الصهاينة بعودة الروح المعنوية بسرعة إلى الحركة. فقد أعلنت حماس بشكل رسمي أن مؤسساتها التنفيذية وأطرها الشورية بدأت عملية التشاور لاختيار رئيس جديد للحركة خلفاً للزعيم الراحل هنية. وأكد قادة حماس أن اغتيال هنية لن يزيد حركة حماس والمقاومة الفلسطينية إلا قوة وإصراراً على مواصلة الطريق ونهج المقاومة، و أن دماءه الطاهرة ستُلهب نار المقاومة وتزيدها اشتعالاً وتصاعداً.
هذا الخطاب الحماسي والتحرّكات الرسمية للبحث عن زعيم جديد للمقاومة بعد أقل من أسبوع على استشهاد هنية يؤكد أن المقاومة لم ولن تتأثر أبداً باستشهاد قادتها. فالمقاومون لا يضعون نصب أعينهم المناصب والكراسي والزعامات الزائفة، بل يتمسكون بأهدافهم في تحرير الأرض ودحر المحتل الغاصب. وهذا ما يؤكد أن المقاومة ليست مجرد رد فعل عابر أو ظاهرة مؤقتة؛ بل هي تجسيد لرؤية عميقة وعراقة تاريخية تبرهن على أن الإنسان قادر على الصمود والتضحية من أجل مبادئه وقيمه.
ويبدو أنه من الغباء السياسي والعسكري بالنسبة لقادة الاحتلال أن يراهنوا على سياسة الاغتيالات لإسكات المقاومة وثنيها عن مواصلة طريق النضال. فقد قام العدو طوال السنوات والعقود الماضية بتنفيذ عشرات الاغتيالات ضد المقاومين الفلسطينيين في عدة دول، ولكنه لم يحقق أي نتائج ملموسة.
فإذا كانت الاغتيالات قادرة على زعزعة المقاومة، لما شهدنا أي تحرك منذ اغتيال كبار قيادات حماس مثل مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، وبعده عبد العزيز الرنتيسي، وإبراهيم المقادمة، وصلاح شحادة، وصالح العاروري، وآخرهم إسماعيل هنية. فهذه الاغتيالات لم تكن ذات جدوى بالنسبة لحركات المقاومة، بل كانت سبباً في اشتعال المقاومة في كل مرة. وخير دليل على ذلك هو الأداء البطولي الذي قدمته كتائب المقاومة الفلسطينية منذ إعلان نبإ استشهاد هنية الأسبوع الماضي. فقد انتقمت هذه الكتائب لشهيدها وكثفت من أعمال المقاومة، وأعلنت أمس عن نجاحها في قتل عدد من الجنود الصهاينة في خان يونس وتمكنها من إطلاق مجموعة من الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة.
إذن، كل ما فعله الصهاينة خلال هذه الفترة لن يكون في صالحهم. وستكون سلسلة الاغتيالات الأخيرة فرصة جديدة لاشتعال لهيب المقاومة ضد هذا الكيان المحتل. وسوف تقابل تلك الاغتيالات بردة فعل سيندم عليها نتنياهو ومن معه، في انتظار ما ستكون عليه تداعيات الرد المرتقب من قبل أطراف محور المقاومة في المنطقة.
ناجح بن جدو

تعليقات الفيسبوك