مع الشروق.. اللّــعــب بـالــنـار

مع الشروق.. اللّــعــب بـالــنـار

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/05/09

واهم من يعتقد أن تزامن اندلاع ألسنة اللهب هنا وهناك ، برا وبحرا ، في الغابات والمؤسسات هي من باب الصدفة ومشيئة الأقدار..
ومخطئ من يظن أن استعار الحرائق في هذه الفترة بهذا الكم والهول هو من قبيل " القضاء " الذي شاء أن ننهي شهر الصيام بأهلة من اللهب من غير تدبير وتخطيط وتفكير ..
ومجانب للواقع من يعتقد أن اضطرام هذه النيران كلها بـ "حمالين للحطب" ونافخين في الكير اتفقوا فيما بينهم سرا على اشعال البلاد ..فبعضها في تقديرنا مخطط مبرمج ، وبعضها الآخر جاءت دون تفكير وتدبير وتخطيط ، لتلعب الصدفة دورها ، ومتى استقام مع الصدف حساب ؟.
نيران تشتعل هنا وهناك ، شمالا وجنوبا ، شرقا وغربا ، في الواحات والأسواق وفي السفن الراسية في المواني تتقاذفها الأمواج بعد ان حملت بعلب السجائر و"الدخان " فجاءتها النيران من فوقها ومن تحتها ماء..
ما يقع اليوم في تونس الخضراء قد تكون للصدفة فيها يد ، لكن للتدبير فيه أياد خفية تحرك الأحداث في اتجاه لا يخدم أحدا : لا مشعل النار والنافخ فيها ، ولا مطفئها إن وجد ، اللهم إذا كان عون حماية مدنية حريصا على إطفاء نيران حقيقية دون مجاز ولعب على الكلمات ..
مضرمو النيران كثر في بلدي ، والكل يزعم انه يكره الحقد والبغضاء وإشعال فتن ألسنة اللهب ، ومطفئو النيران كثر كذلك في بلدي الطيب يحرصون أن لا توقد المواقد وتتطاير الشظايا فتأتي على الجميع ، المشعل والمطفئ ، ومن يخشى النار ومن يريدها بردا وسلاما رغم كيد الأعداء..
يلعبون بالنار وينفخون في الرماد ويقفزون ببهلوانية على حبال المصالح ويسيرون بين الجمر كالأفاعي بين كثبان صحارى ساخنة رمالها محرقة "لا تبقي ولا تذر" ، المهم مصالحهم وأهدافهم حتى ولو كانت نيرانهم التي يشعلونها "وقودها الناس " وحجارة البلد ..
نيرانكم لن تكون إلا بردا وسلاما ، ووعد الله بعذاب الحريق ستكون حقا على "أصحاب الأخدود " وكل من يحاول اشعال نار الفتنة في مواقد السياسة ودهاليزها المظلمة التي تزداد عتمة وظلمة مع كل فجر يوم جديد ..
"يا نار كوني بردا وسلاما " على بلد حولته نيران الخلافات والمشاحنات والمناكفات إلى رماد وبقايا رماد ..فلهذا الوطن تجارب مع نيران كانت قد اشتعلت واستعرت " بحطب آباء لهب " وارتفع دخانها فتجاوز الشمس والقمر، لكنها سرعان ما انطفأت مادام في وطني رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا الله عليه حماية لهذا الوطن .
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك