مع الشروق : الكيان الصهيوني يشرّع الجريمة... والبرغوثي في خطر

مع الشروق : الكيان الصهيوني يشرّع الجريمة... والبرغوثي في خطر

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/11/15

في خطوة تعكس تكامل سياسة القمع الصهيونية مع حرب الابادة المتواصلة رغم الهدنة الهشة في غزة ، صوّت الكنيست الصهيوني  خلال هذه الايام  لصالح قانون يسمح بإعدام الأسرى الفلسطينيين وهو ما يجعل حياة القادة والرموز الفلسطينية داخل الزنازين في خطر محدق .. فهذا القانون الذي يعد تصعيدا خطيرا في مواجهة الشعب الفلسطيني لا يمكن قراءته في اطار الاجراء الردعي العقابي لاستهداف الأسرى بشكل عام، بل هو في جوهره محاولة لقتل روح المقاومة الفلسطينية وتصفية أبرز رموزها ،  ومن بين هؤلاء الرموز، نذكر المقاوم مروان البرغوثي، الأسير الذي يعتبر في نظر الفلسطينيين رمزا للوحدة والمقاومة، وتهديد حياته اليوم يشكل إنذارا خطيرا ليس فقط على صعيد قضية الأسرى، بل على مستوى القضية الفلسطينية برمتها. 
البرغوثي، الذي مضى أكثر من عشرين عاما  خلف قضبان الزنازين الصهيونية استطاع أن يحافظ على مكانته كقائد وطني رغم محاولات الاحتلال طمس صورته ، وأظهرت استطلاعات الرأي الحديثة  أن البرغوثي ما زال يحظى بشعبية واسعة بين الفلسطينيين، حيث يراه 49 %  منهم كأبرز مرشح للرئاسة الفلسطينية، متفوقا على رئيس السلطة محمود عباس ونائبه حسين الشيخ، وهو ما يعكس في الوقت ذاته رفض الفلسطينيين لأي قيادة تساوم أو تتهاون مع الاحتلال...ولا يمكن كذلك ان ننسى ان مروان البرغوثي هو أحد أبناء مدرسة ياسر عرفات في الفكر السياسي والنضالي، حيث يعكس مزيجا من رؤية «حل الدولتين» وأوسلو، ولكن دون التفريط في خيار المقاومة .. 
الكيان الصهيوني  الذي  يراقب هذه الشعبية المتزايدة للبرغوثي، يدرك تماما أن حياته تمثل تهديدا لأجندته السياسية ، ويعتبر قادة هذا الكيان المجرم ان كل خطوة للتخلص منه تشكل - في نظرهم - خطوة نحو القضاء على الأمل الفلسطيني في التحرر .. فقانون إعدام الأسرى الذي أقرّه الكنيست الإسرائيلي يأتي في هذا السياق، حيث يهدف إلى سحق رموز المقاومة والضغط على الفلسطينيين لتقبّل واقع الاحتلال والبرغوثي، الذي يقبع في سجون الاحتلال، يعد أحد أبرز أهداف هذا القانون. 
و في هذه اللحظة التاريخية الحرجة، ليس من المقبول أن تمر حياة البرغوثي في خطر دون أن يكون هناك تحرك فلسطيني وعربي ودولي للضغط على الاحتلال لإنقاذه.. فمروان البرغوثي الذي تحصل على الدكتوراه داخل سجنه يتعرض منذ فترة لمحاولات صهيونية لتصفيته ، وكان آخر ظهور له في مقطع مصور قصير من سجن إسرائيلي، عندما تعمّد وزير الأمن الصهيوني المتطرف إيتمار بن غفير زيارته وتهديده بالقول له: «من يعبث بإسرائيل، ومن يقتل أطفالنا، ومن يقتل نساءنا، فسنمحوه. عليك أن تعرف ذلك». وامام كل هذه المخاطر المحدقة ، لابد من وقفة فلسطينية وعربية حازمة لحماية البرغوثي لان محاولة تصفيته ستكون محاولة لقتل روح المقاومة الفلسطينية ذاتها.
 ناجح بن جدو
 

تعليقات الفيسبوك