مع الشروق : الكيان «المختل» المنبوذ عالميا

مع الشروق : الكيان «المختل» المنبوذ عالميا

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/09/30

«الأوروبي يرانا أسوأ من النازية»، هكذا قال المتحدث السابق باسم حكومة الاحتلال باللغة الإنقليزية، إيلون ليفي، في إشارة توحي بأن تحوّلات جذرية ضربت الرأي العام الغربي وخاصة الأوروبي تجاه الكيان الصهيوني.
ليفي قال أيضا إن «فوز إسرائيل، في حرب متعددة الجبهات لن يكون ذا قيمة إذا خرجنا منبوذين عالميا»، وهي خلاصة أصبحت سائدة بقوة في كل الاوسط الصهيونية والغربية وخاصة أمريكا.
والرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه كان قد صرّح بأن استمرار الحرب في غزّة يضرّ بصورة الكيان الصهيوني، مشيراً إلى أن الاحتلال قد ينتصر في الحرب لكنه سيخسر علاقاته دولياً، مضيفا أن الكيان المحتل يخسر نفوذه، خاصة في الكونغرس، بسبب الحرب.
أكثر من ذلك وعلى المستوى الداخلي الصهيوني، قال الكاتب الإسرائيلي جدعون ليفي إنه بدا جليا الآن، ولأول مرة منذ بدء الحرب على غزة، أن للاحتلال خطة واضحة ومتعمدة للتطهير العرقي كالنازيين وإجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع قسرا.
كل المواقف والتصريحات خاصة منها الاسرائيلية والأمريكية، بدأت تربط بقوة ما يفعله الكيان الصهيوني في غزّة بما فعله النازيون خلال الحرب العالمية الثانية، وهذا في حد ذاته ضربة قويّة على مستويين.
المستوى الأول هو أن «الضحيّة» أصبح جلاّدا وحشيا يقوم بإبادة جماعية وعملية تطهير عرقي مكتملة الاركان وبشهادة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ولنا في محكمة الجنايات الدولية مثال.
المستوى الثاني أن سياسة المظلومية التي تبنّاها الاحتلال منذ الحرب العالمية الثانية، انهارت وصارت بلا قيمة بعد حالة الوعي غير المسبوقة داخل أوساط الرأي العام الدولي الذي بدأ يفهم جذور الصراع جيّدا عكس الرواية الصهيونية التي تلخّص الصراع في هجوم السابع من أكتوبر.
هذا الكيان المختل المتعطّش للدماء العربية دائما، بات منبوذا ومعزولا واكتشفت حقيقته الدموية في ظرف سنتين، بينما لم تكتشف حقيقته منذ نشأته عام 1948 وهذا أمر يحسب كثيرا لعملية «طوفان الأقصى».
فعملية الطوفان، أغرقت كل الروايات الصهيونية وسياساته هو وداعميه في مستنقع الحقيقة، وعرّت زيف النظام العالمي الحالي وامبراطوره المتوحّش الدموي الولايات المتحدة الامريكية، أكبر بلطجي عرفه التاريخ الحديث.
وواشنطن نفسها بدأت تدفع نفس فاتورة العزلة التي يواجهها الكيان الصهيوني، وهما يسيران معا يد بيد نحو حتفهما سواء من الداخل او من الخارج، في ظلّ وجود زعيمين مختلّين ودمويين يقودانهما الى مزبلة التاريخ.
الانفجار الداخلي في الكيان الصهيوني مسألة وقت، ومصير نتنياهو المصاب بجنون العظمة سيكون وخيما طال الزمان أو قصر وقد يعدم في الساحات العامة كما حصل للدكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني.
ونتنياهو يعرف هذه الحقيقة  جيّدا لذلك قرّر المقامرة بكل شيء في سبيل النجاة بنفسه، لكن التاريخ علّمنا أن أي دكتاتور دموي نازي وفاشي مصيره مشؤوم في النهاية مهما حاول النجاة.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك