مع الشروق.. الشـعـب ينتظــــر...

مع الشروق.. الشـعـب ينتظــــر...

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/09/20

واهم من يعتقد أن قصر قرطاج هادئ ، والرئيس يفكر بأريحية وفي أجواء شاعرية قوامها دخان السجائر ورائحة القهوة ومطالعة الجرائد وصفحات الوزارات والإدارات والتقارير السرية وغير السرية التي تصله يوميا من الجهات المعنية ..
واهم من يعتقد ذلك ، فالقصر ساخن بضغوطات من هنا وهناك ، من الداخل ومن الخارج ، بل ومن " البطانة " والمستشارين المتفقين فيما بينهم وغير المتفقين ..الفترة طالت ، ومع كل يوم جديد مقترح جديد وضغط جديد تضيع معه سلسلة الأفكار ، وتذوب معه القرارات في التفاصيل..
55 يوما مرت على 25 جويلية ، مجلس شعب مجمد ، وزارات بالنيابة ..وبرامج معطلة تنتظر  القرار، ورئيس ممزق بين جملة من الملفات ، يمسك الأول ، فيفتكه الثاني  ويشده  ثالث ..ورابع ينتظر إمضاء الرئيس ..
رئيسنا الذي استفاد من الفصل 80 للدستور ، ممزق بين كل هذا ، وعينه  على "الخطر الداهم والجاثم"  كما قال ..يفكر وحده بمعزل عن الجميع ، وباستشارة " بطانة " مضيقة ، قد تقوده وتقود الشعب إلى بر الأمان ، وقد تزيد في تعكير ما نحن فيه إن كان وضعنا ما يتحمل المزيد ..
نحن الآن في وضع انتظار ما تجود به الصفحة الرسمية للرئاسة من قرارات ودروس ومواعظ وهمسات ، مقابل مكاتب وزراء مغلقة ، وقبة مجلس شعب "ليست في وضع استخدام " ، وإدارات شبه معطلة .. 
الدولة مستنفرة في محاربة فيروس كوفيد ووباء الفساد ، هذا صحيح ، لكن الفيروسات التي تنال من تونس كثيرة ..فقر، بطالة ، شباب يلقي بنفسه في البحر ، برامج معطلة ، تجارة مشلولة واقتصاد في وضع سريري ينتظر جرعة اوكسيجين ..
ساستنا ، وحكوماتنا المتعاقبة ، وأحزابنا الحاكمة وغير الحاكمة ، أوصلونا جميعا إلى هذه الوضعية ، والرئيس ، تدخل يوم 25 جويلية ليغير الوضع فيجتث الفساد ، ويوفر الخبز للجائع ، والعمل "للبطال" ..أو هكذا قال .
وبعد 55 يوما حالة غليان داخل الأحزاب التي "هزمها" الرئيس ، بعضها يصعد ويستنكر ، وثان "يتودد ويتقرب " ، وثالث يحتج ، ورابع يداري ويقدم التنازلات ، والمدارة عندهم نصف العقل كما قال الحسن البصري ، بل في تقديرهم هي كل العقل في هذا الظرف الاستثنائي الدقيق الذي تمر به البلاد ..
في تونس الآن حالة ترقب من جزء من الشعب الذي خرج ليلة 25 جويلية مبتهجا بـ " الخلاص " ..هم يترقبون ، وفي المقابل "عالم خارجي" يرقب يلاحظ ويتابع ، حاول التدخل، فاصطدم  بالموقف الصائب : للدولة سيادة ، فكانت البيانات والبلاغات العائمة المبهمة التي تقرأ على كل الوجوه : مع الرئيس وضده ، ومع " ضرورة الحفاظ على الديمقراطية واحترام الإجراءات الدستورية وسيادة القانون " .
الجميع في انتظار الرئيس ، وقرارات الرئيس ، ومواقف الرئيس ورؤية الرئيس .. واتحاد الشغل الرافض لتحركات أول أمس السبت  يدعو الرئيس إلى "التسريع في تشكيل الحكومة وتوضيح الرؤية لما بعد تشكيلها " ...فهل يسرع الرئيس دون تسرع ؟.
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك