مع الشروق ..أيّ دور للعرب في اجتياح رفح ؟

مع الشروق ..أيّ دور للعرب في اجتياح رفح ؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/04/25

يبدو أن الطبخة الصهيونية لاجتياح مدينة رفح قد استوت بعد الضوء الأخضر الأمريكي الداعم لهذا العدوان المرتقب على آخر مدينة شبه آمنة في جنوب غزة المكتظة بآلاف النازحين والبالغ عددهم قرابة مليون ونصف مواطن ، لكن اللافت والمريب في هذه الحملة العسكرية الصهيونية على الفلسطينيين هو وجود  دور عربي داعم لهذا العدوان .
هذا الدور العربي المريب كشفت عنه وسائل إعلام أمريكية وعبرية حيث أكدت أن بعض الأنظمة العربية وفرت الخيام لإخراج آلاف النازحين من رفح قبل اجتياحها الوشيك . ورغم رفض بعض العواصم العربية لخطط اجتياح رفح لما له من تداعيات كارثية على أرواح آلاف الفلسطينيين ، إلا أن صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية كشفت مساء أمس  أن رئيس الأركان الصهيوني هرتسي هاليفي ومدير جهاز الأمن الداخلي الشاباك رونين بار زارا مصر استعدادا لعملية عسكرية محتملة في رفح.وذكرت الصحيفة أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية عباس كامل وناقشا العمل المستقبلي في رفح.
هذه الزيارة الصهيونية أثارت عديد التكهنات حول الموقف المصري مما يحاك ضد أهالي رفح رغم معارضتها في السابق لأي تحرك عسكري صهيوني قرب حدودها ، معتبرة أن رفح خط أحمر سيقود إلى تهجير الفلسطينيين إلى سيناء المجاورة.
الموقف العربي الضعيف طوال الأشهر الماضية ساهم بشكل مباشر في تمادي الكيان الصهيوني في جرائمه الوحشية في غزة وقاد إلى تدمير القطاع بمدارسه وبيوته ومساجده والبنى التحتية المختلفة ، كما خلّف آلاف الشهداء والجرحى والمصابين والمفقودين .
وفي ملف رفح ، ربما تتحرك بعض الأنظمة العربية بدوافع انسانية من خلال توفير الخيام لنقل الفلسطينيين وتجنيبهم القصف والصواريخ لتقليل أعداد الضحايا، لكن هذه التصرّفات ستكون بمثابة الضوء الأخضر لتنفيذ مجازر وحشية جديدة، وهذه التبريرات الانسانية لا تستقيم في هذه الظروف لأن الأنظمة العربية قادرة بما لديها من إمكانيات متعددة على إحباط هذه الخطط الصهيونية ووقف العدوان المرتقب من خلال الضغط على الكيان الصهيوني والتلويح بطرد سفرائه وقطع العلاقات معه وإنهاء التعاملات الاقتصادية وصولا إلى استخدام ورقة النفط . ورغم كل هذه الأوراق القوية التي تمتلكها الدول العربية إلا أن الإرادة السياسية خذلت بعض حكامها وجعلت منهم مجرد بيادق في يد الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية.  
رفح تعيش اليوم على أبواب كارثة انسانية غير مسبوقة بعد إصرار رئيس الوزراء الصهيوني على تنفيذ مغامرته العسكرية الوشيكة ، وقد تكون هذه العملية منطلقا لتوسيع الحرب في المنطقة وخروج الأوضاع عن السيطرة . ورغم كل ذلك سيتكبد الكيان الصهيوني فشلا جديدا في رفح مثلما فشل في غزة الصامدة. هذا الاخفاق الصهيوني المرتقب سيكون المسمار الأخير في نعش نتنياهو وكيانه المهزوم وسيعجل بنهاية حكومته الفاشية التي تعيش على سفك دماء المدنيين وتوسيع الحرب في المنطقة.
ناجح بن جدو

تعليقات الفيسبوك