مع الشروق.. أمريكا والانسحاب من الشرق الأوسط
تاريخ النشر : 07:00 - 2021/06/22
فجأة ودون سابق إنذار، وفي وقت يجلس فيه الشرق الأوسط على برميل بارود، قرّرت واشنطن سحب 8 بطاريات صواريخ "باتريوت" من دول بينها السعودية والكويت والأردن والعراق، مما خلّف صدمة لبعض حلفائها.
ففي وقت لاتزال تخوض فيه السعودية (من أكبر حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط) حرب المسيّرات ضدّ جماعة الحوثي وتترنّح فيه الهدنة الموقّعة بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني حليف واشنطن الأول، قرّرت واشنطن "الفرار".
هذا بالإضافة الى تعاظم محور المقاومة وصعود رئيس متشدّد في إيران وهو إبراهيم رئيسي الذي يوصف بأنه خامنئي جديد وقد لا يكون "متسامحا" مثل سابقيه من الرؤساء الإيرانيين على غرار حسن روحاني وأحمدي نجاد.
هناك عديد الأطروحات التي تفسّر انسحاب أو "هروب" واشنطن من الشرق الأوسط وهو في خضمّ فوضى عارمة وتهديدات غير مسبوقة بانفجار الأوضاع واتجاهها نحو حرب اقليمية كبيرة.
أولى هذه الأطروحات هي أن واشنطن بصدد التوجّه نحو آسيا والصين تحديدا، أين تستعدّ لترويض هذا "التنين" الذي يبتلع اقتصاد العالم يوما بعد يوم ويستعدّ للتربّع على عرشه في غضون السنوات المقبلة.
هذه الأطروحة يغذّيها مواصلة الادارة الأمريكية الجديدة اتباع سياسية ترامب تجاه بكين لا بل والتشديد فيها لكبح جموح المارد الصيني وقد كانت قمة بايدن-بوتين جزءا من توجّه واشنطن لاستمالة موسكو لجانبها في هذا المضمار.
فيما تقول الأطروحة الثانية أن أمريكا خسرت حروبها الأخيرة من أفغانستان الى العراق وسوريا واليمن الخليج وتريد الآن تقليل الخسائر على حساب مصلحة حلفائها الذين تركتهم على ما يبدو في التسلّل رغم "الجباية" المفرطة التي يدفعونها.
وربمّا في هذا الإطار تريد واشنطن الآن الاعتماد على الديبلوماسية (كما يحدث الآن في الملف النووي الايراني) كخيار بديل قد لا يكون ناجعا مائة في المائة ولكنّه في المقابل بلا تكلفة باهظة.
أما الاطروحة الثالثة فهي أن واشنطن لم تعد تراهن على الشرق الأوسط ولم يعد على الأقل في سلّم الأولويات بعد اكتشافها للنفط الصخري وتخلّيها عن الحاجة الملحّة لنفط الخليج الذي أسال الكثير من الدماء وجعلها تدفع ثمنا باهظا حيث باتت سمعتها سيّئة جدّا وتواجه رفضا شعبيا واسعا.
هناك تقارير في هذا السياق تتحدّث عن أن واشنطن بصدد تجهيز حلفاء بارزين لها في المنطقة لملء الفراغ وراءها وبمباركة اسرائيلية، غير أن هؤلاء (مصر وتركيا مثلا) لاتزال المصالحة بينها تراوح مكانها بسبب عديد الملفّات الخلافية وأبرزها ليبيا.
يبقى السؤال المطروح، هو هل ترضى السعودية مثلا بإدارة هؤلاء الحلفاء (بعضهم خصم لها) وهي التي تعتبر نفسها دولة محورية في الشرق الاوسط وتقود محورا مضادا للمحور الإيراني ؟
بدرالدّين السّيّاري
فجأة ودون سابق إنذار، وفي وقت يجلس فيه الشرق الأوسط على برميل بارود، قرّرت واشنطن سحب 8 بطاريات صواريخ "باتريوت" من دول بينها السعودية والكويت والأردن والعراق، مما خلّف صدمة لبعض حلفائها.
ففي وقت لاتزال تخوض فيه السعودية (من أكبر حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط) حرب المسيّرات ضدّ جماعة الحوثي وتترنّح فيه الهدنة الموقّعة بين الفصائل الفلسطينية والكيان الصهيوني حليف واشنطن الأول، قرّرت واشنطن "الفرار".
هذا بالإضافة الى تعاظم محور المقاومة وصعود رئيس متشدّد في إيران وهو إبراهيم رئيسي الذي يوصف بأنه خامنئي جديد وقد لا يكون "متسامحا" مثل سابقيه من الرؤساء الإيرانيين على غرار حسن روحاني وأحمدي نجاد.
هناك عديد الأطروحات التي تفسّر انسحاب أو "هروب" واشنطن من الشرق الأوسط وهو في خضمّ فوضى عارمة وتهديدات غير مسبوقة بانفجار الأوضاع واتجاهها نحو حرب اقليمية كبيرة.
أولى هذه الأطروحات هي أن واشنطن بصدد التوجّه نحو آسيا والصين تحديدا، أين تستعدّ لترويض هذا "التنين" الذي يبتلع اقتصاد العالم يوما بعد يوم ويستعدّ للتربّع على عرشه في غضون السنوات المقبلة.
هذه الأطروحة يغذّيها مواصلة الادارة الأمريكية الجديدة اتباع سياسية ترامب تجاه بكين لا بل والتشديد فيها لكبح جموح المارد الصيني وقد كانت قمة بايدن-بوتين جزءا من توجّه واشنطن لاستمالة موسكو لجانبها في هذا المضمار.
فيما تقول الأطروحة الثانية أن أمريكا خسرت حروبها الأخيرة من أفغانستان الى العراق وسوريا واليمن الخليج وتريد الآن تقليل الخسائر على حساب مصلحة حلفائها الذين تركتهم على ما يبدو في التسلّل رغم "الجباية" المفرطة التي يدفعونها.
وربمّا في هذا الإطار تريد واشنطن الآن الاعتماد على الديبلوماسية (كما يحدث الآن في الملف النووي الايراني) كخيار بديل قد لا يكون ناجعا مائة في المائة ولكنّه في المقابل بلا تكلفة باهظة.
أما الاطروحة الثالثة فهي أن واشنطن لم تعد تراهن على الشرق الأوسط ولم يعد على الأقل في سلّم الأولويات بعد اكتشافها للنفط الصخري وتخلّيها عن الحاجة الملحّة لنفط الخليج الذي أسال الكثير من الدماء وجعلها تدفع ثمنا باهظا حيث باتت سمعتها سيّئة جدّا وتواجه رفضا شعبيا واسعا.
هناك تقارير في هذا السياق تتحدّث عن أن واشنطن بصدد تجهيز حلفاء بارزين لها في المنطقة لملء الفراغ وراءها وبمباركة اسرائيلية، غير أن هؤلاء (مصر وتركيا مثلا) لاتزال المصالحة بينها تراوح مكانها بسبب عديد الملفّات الخلافية وأبرزها ليبيا.
يبقى السؤال المطروح، هو هل ترضى السعودية مثلا بإدارة هؤلاء الحلفاء (بعضهم خصم لها) وهي التي تعتبر نفسها دولة محورية في الشرق الاوسط وتقود محورا مضادا للمحور الإيراني ؟
بدرالدّين السّيّاري
