مع الشروق ..أقنعة سقطت... ومفاهيم تلاشت
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/20
علاوة على كسر شوكة «الجيش الصهيوني الذي لا يقهر» وعلى تمريغ سمعته في رمال غزة، فإن لطوفان الأقصى ولإبداع رجال الله في المقاومة الفلسطينية أفضالا أخرى على الأمة العربية.
الطوفان أحدث فرزا داخل الصف العربي وقسمه إلى فسطاطين واحد ينبض عروبة ودعما للقاومة ورجاء بانتصار المقاومة الفلسطينية على درب تحقيق الهدف النهائي في التحرير والعودة.. وواحد ينضح خيانة وولاء للصهاينة والأمريكان وكلهم رجاء وعمل لرفد الصهاينة ليتمكّنوا من كسر عظم المقاومة وتخليصهم نهائيا من «صداع» القضية الفلسطينية. وبهذه المعاني فإن الأقصى يكون قد أسقط الكثير من المفاهيم التي كانت رائجة حتى الآن. وهي مفاهيم تستبطن زورا وبهتانا ونفاقا ورياء معاني التضامن الغربي والأمن القومي العربي والعمل العربي المشترك.
فقد أسقط طوفان الأقصى كل الأقنعة التي كانت تختفي وراءها العديد من الأنظمة العربية وتخفي بها عوراتها الكثيرة.. وبالمحصّلة ظهرت العديد من الأنظمة العربية على حقيقتها وتعرّت ميولها الصهيونية.. لتعلن تخندقها مع الصهاينة وتقدم لهم كل أشكال الدعم من مال وسلاح وبضائع وأغذية وكذلك من غطاء سياسي ومن فسحة زمنية ليستكمل الارهابي نتنياهو حرب الإبادة التي ينفذها في عز القرن الحادي والعشرين.
وبسقوط الأقنعة وفرز الخنادق سقطت العديد من المفاهيم التي كنا نحسبها أوتادا تشدّ البيت العربي وتسند مفاهيم في نبل وقداسة التضامن العربي والعمل العربي المشترك.. ولقد كان هذان المفهومان (التضامن العربي والعمل العربي المشترك) أولى ضحايا طوفان الأقصى حيث جرّدهما من بعض المساحيق التي كانت تستر العورات.. وعرّى نفاق الكثير من المسؤولين العرب الذين كانوا في المحافل العربية يختفون وراء وجوه كالحة وابتسامات صفراء ويتسلّحون بنفاق تشي به الأقوال والأفعال في سبيل تسويق الوهم لشعوبهم والشعوب العربية كافة بأنهم عرب حقا ويسعون إلى رصّ الصفوف لخدمة قضايا الأمة من المحيط إلى الخليج.. وفي مقدمتها قضية فلسطين، قضية الشعوب العربية الأولى. الآن عرّاهم الطوفان وكشف عوراتهم ولم يعد بوسّع أحد مستقبلا أن يلوك مفاهيم التضامن العربي والعمل العربي المشترك.. لأن التضامن والعمل المشترك غيّرا خندقهما.. ليصبح تضامن البعض مع الكيان الصهيوني وليصبح العمل المشترك مع حكومة نتنياهو التي دمرت غزة بالطول وبالعرض وأبادت عشرات الآلاف وتحث الخطى نحو تهجير سكان القطاع إلى صحراء سيناء أو إلى جزيرة عائمة في عرض المتوسط حتى يخلو المكان للمشاريع الصهيونية والأمريكية.. وفي مقدمتها السطو على غاز حقل مارين بسواحل غزة وتمهيد السبل لعبور طريق الهند ـ أوروبا.. وبالمرة تهيئة الأرضية لتمدد وتمطط الكيان الصهيوني نحو إنجاز «اسرائيل الكبرى» الممتدة من النيل إلى الفرات.
مفهوم آخر أسقطه الطوفان وهو مفهوم الأمن القومي العربي.. بعد أن انسلخ منه جزء هام من الأنظمة العربية التي أدارت ظهورها للفلسطينيين وللعرب وباتت تضع بيضها جهارا نهارا في سلّة الكيان الصهيوني. هؤلاء العرب بالجغرافيا بانوا صهاينة الهوى.. قلوبهم وجيوبهم مع أمن اسرائيل.. فقد باتوا يتبرّمون من كل ما هو عربي وفلسطيني وينسقون بوجوه مكشوفة مع الصهاينة ويدعمونهم بالمال وبالسلاح وبالغذاء وبالدعم السياسي ليستكملوا مهمتهم القذرة في تصفية القضية الفلسطينية من جذورها من خلال إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني اليوم من قطاع غزة وغدا من الضفة العربية. فماذا يبقى من مفهوم الأمن القومي العربي وقد أصبح هؤلاء خطرا داهما على الأمن العربي وقد أصبحوا مخالب لعدوّ الأمة ومغتصب أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
لقد بات واضحا أن طوفان الأقصى أحدث زلزالا كبيرا داخل البيت العربي.. زلزال يفترض أن يعصف بكل آليات وأدوات العمل العربي المشترك «المتقادمة» والتي لم تعد متلائمة مع التطورات والمستجدات التي حصلت والتي صيّرت «الكيان الصهيوني» دولة شقيقة (على قول ـ نبوءة غوار الطوشي في مسرحيته الرائعة والرائدة" كأسك يا وطن").. وقريبا تفتح له الأبواب ليصبح عضوا قارا في جامعة المطبعين العرب!!
عبدالحميد الرياحي
علاوة على كسر شوكة «الجيش الصهيوني الذي لا يقهر» وعلى تمريغ سمعته في رمال غزة، فإن لطوفان الأقصى ولإبداع رجال الله في المقاومة الفلسطينية أفضالا أخرى على الأمة العربية.
الطوفان أحدث فرزا داخل الصف العربي وقسمه إلى فسطاطين واحد ينبض عروبة ودعما للقاومة ورجاء بانتصار المقاومة الفلسطينية على درب تحقيق الهدف النهائي في التحرير والعودة.. وواحد ينضح خيانة وولاء للصهاينة والأمريكان وكلهم رجاء وعمل لرفد الصهاينة ليتمكّنوا من كسر عظم المقاومة وتخليصهم نهائيا من «صداع» القضية الفلسطينية. وبهذه المعاني فإن الأقصى يكون قد أسقط الكثير من المفاهيم التي كانت رائجة حتى الآن. وهي مفاهيم تستبطن زورا وبهتانا ونفاقا ورياء معاني التضامن الغربي والأمن القومي العربي والعمل العربي المشترك.
فقد أسقط طوفان الأقصى كل الأقنعة التي كانت تختفي وراءها العديد من الأنظمة العربية وتخفي بها عوراتها الكثيرة.. وبالمحصّلة ظهرت العديد من الأنظمة العربية على حقيقتها وتعرّت ميولها الصهيونية.. لتعلن تخندقها مع الصهاينة وتقدم لهم كل أشكال الدعم من مال وسلاح وبضائع وأغذية وكذلك من غطاء سياسي ومن فسحة زمنية ليستكمل الارهابي نتنياهو حرب الإبادة التي ينفذها في عز القرن الحادي والعشرين.
وبسقوط الأقنعة وفرز الخنادق سقطت العديد من المفاهيم التي كنا نحسبها أوتادا تشدّ البيت العربي وتسند مفاهيم في نبل وقداسة التضامن العربي والعمل العربي المشترك.. ولقد كان هذان المفهومان (التضامن العربي والعمل العربي المشترك) أولى ضحايا طوفان الأقصى حيث جرّدهما من بعض المساحيق التي كانت تستر العورات.. وعرّى نفاق الكثير من المسؤولين العرب الذين كانوا في المحافل العربية يختفون وراء وجوه كالحة وابتسامات صفراء ويتسلّحون بنفاق تشي به الأقوال والأفعال في سبيل تسويق الوهم لشعوبهم والشعوب العربية كافة بأنهم عرب حقا ويسعون إلى رصّ الصفوف لخدمة قضايا الأمة من المحيط إلى الخليج.. وفي مقدمتها قضية فلسطين، قضية الشعوب العربية الأولى. الآن عرّاهم الطوفان وكشف عوراتهم ولم يعد بوسّع أحد مستقبلا أن يلوك مفاهيم التضامن العربي والعمل العربي المشترك.. لأن التضامن والعمل المشترك غيّرا خندقهما.. ليصبح تضامن البعض مع الكيان الصهيوني وليصبح العمل المشترك مع حكومة نتنياهو التي دمرت غزة بالطول وبالعرض وأبادت عشرات الآلاف وتحث الخطى نحو تهجير سكان القطاع إلى صحراء سيناء أو إلى جزيرة عائمة في عرض المتوسط حتى يخلو المكان للمشاريع الصهيونية والأمريكية.. وفي مقدمتها السطو على غاز حقل مارين بسواحل غزة وتمهيد السبل لعبور طريق الهند ـ أوروبا.. وبالمرة تهيئة الأرضية لتمدد وتمطط الكيان الصهيوني نحو إنجاز «اسرائيل الكبرى» الممتدة من النيل إلى الفرات.
مفهوم آخر أسقطه الطوفان وهو مفهوم الأمن القومي العربي.. بعد أن انسلخ منه جزء هام من الأنظمة العربية التي أدارت ظهورها للفلسطينيين وللعرب وباتت تضع بيضها جهارا نهارا في سلّة الكيان الصهيوني. هؤلاء العرب بالجغرافيا بانوا صهاينة الهوى.. قلوبهم وجيوبهم مع أمن اسرائيل.. فقد باتوا يتبرّمون من كل ما هو عربي وفلسطيني وينسقون بوجوه مكشوفة مع الصهاينة ويدعمونهم بالمال وبالسلاح وبالغذاء وبالدعم السياسي ليستكملوا مهمتهم القذرة في تصفية القضية الفلسطينية من جذورها من خلال إبادة وتهجير الشعب الفلسطيني اليوم من قطاع غزة وغدا من الضفة العربية. فماذا يبقى من مفهوم الأمن القومي العربي وقد أصبح هؤلاء خطرا داهما على الأمن العربي وقد أصبحوا مخالب لعدوّ الأمة ومغتصب أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
لقد بات واضحا أن طوفان الأقصى أحدث زلزالا كبيرا داخل البيت العربي.. زلزال يفترض أن يعصف بكل آليات وأدوات العمل العربي المشترك «المتقادمة» والتي لم تعد متلائمة مع التطورات والمستجدات التي حصلت والتي صيّرت «الكيان الصهيوني» دولة شقيقة (على قول ـ نبوءة غوار الطوشي في مسرحيته الرائعة والرائدة" كأسك يا وطن").. وقريبا تفتح له الأبواب ليصبح عضوا قارا في جامعة المطبعين العرب!!
عبدالحميد الرياحي