مع الشروق : أشرعة الحرية
تاريخ النشر : 00:00 - 2025/09/08
بعد 23 شهرا من الحصار والتقتيل والتهجير مرفوق بصمت مريب لا تعلو فوقه إلّا أصوات القنابل الحارقة المدمرة ، تحوّل الحصار في غزّة من فلسطين الحبيبة إلى جدار خانق يطوق الحياة من كل الجهات ويطبق على الانفاس من كل الاتجاهات، في عقاب جماعي يطال الحجر والبشر، تُقصف فيه المنشآت كما تُمحى فيه الاكواخ والبيوت، وتُستباح فيه المدارس والمشافي في عدوان ظالم لا يفرّق بين صغير وكبير، بين شيخ وثكلى ، بين جريح وقتيل ..
رغم هذا الطوق الحديدي الاصم ، تبقى بحار غزّة متجهة الى الأفق، مفتوحة على أمل رسو أسطول الصمود وهو يشق امواج المتوسط متحديا الغطرسة والعدوان. كل شراع قادم ينتظر رواية عن دمٍ وسقوط، وكل صارية ستنحني امام وجع عائلات مشردة، وأطفال يمشون على ركام مدارسهم، بحثًا عن حياة لم يعرفوها بعد..وقطرة ماء لم يشربوها بعد..
من أعماق المتوسط تتنفس روح الصمود والتحدي .. سفن مدنية جمعت ناشطين من قارات مختلفة بلغات مختلفة وعادات مختلفة، تبحر من تونس وإيطاليا، بعد أن غادرت تراب اسبانيا لتشق الأمواج بعد غد الأربعاء نحو غزّة الحبيبة الابية ، متحدية الحصار والدمار ..الطائرات المسيّرة والتهديدات الصهيونية الظالمة بالأمس واليوم ..
أسطول الصمود ليس مجرد سفن صغيرة محمّلة بالمواد الإنسانية وجرعة ماء ، بل رسالة بليغة إلى العالم تقول ان غزّة ليست وحيدة، وحصارها الغاشم الى الزوال والفناء ولو بعد حين.. هم نشطاء من مختلف الجنسيات يحملون في قلوبهم روح الصمود والتحدي وعلى ظهور سفنهم رمزية الحرية والكرامة، ليحولوا البحر الابيض المتوسط إلى مسرح مقاومة سلمية أمام آلة القتل الهمجية.
الكيان الغاشم يعرف جيّدًا خطورة هذه الرحلة البحرية.. ليس لأنها تهدد قوته العسكرية، ولكن لأنها تكسر صورته كقوة لا تُقهر تستدعي الصمت المريب..
سفن صغيرة بسيطة سلاحها شراع قماشه ناصع البياض يُتابعها الرأي العام العالمي لحظة بلحظة، تكشف عجز الكيان الأخلاقي وتفضح وحشيته أمام الملايين في هذه الأرض المشتعلة.
الصهاينة يلوحون بمنعها بالقوة، كما فعلوا من قبل، دون علم ان كل سفينة تُبحر تزيد من عزلة كيانه الغاشم وتفضح نفاق داعميه.
غزّة اليوم تتنفس تحت الركام، لا تنتظر قطعة خبز وجرعة دواء، لكنها تتشبث بأمل يتدفق من عرض البحر. آلاف العائلات هناك تنظر إلى الأفق، وكأنها ترى في تلك الأشرعة البيضاء وعدًا بالحرية.
صحيح أنّ الطريق طويل، وصحيح أنّ الأسطول قد يُعترض أو يُحاصر، لكن مجرد إبحاره تنشيط الذاكرة وقول صريح أن الحصار ليس قدرا أبديا، وأن المقاومة ليست فقط بالسلاح، بل أيضا بالفعل الشعبي المدني الجماعي الذي يحشد الضمير الإنساني بعيدا عن الضمير السياسي الظالم.
غزّة الحبيبة الساكنة في القلوب تنزف، وأطفالها ينامون بلا سقف ولا ماء ولا طعام ، ومخيماتها تغصّ بالنازحين من الشيوخ والثكالي والجرحى والمرض والمصابين. لكن صمودها الملهم للملايين، ويحوّل البحر المتوسط إلى جسر للأمل. أسطول الصمود ليس نهاية المطاف، لكنه شرارة أخرى تُضيء ليل غزّة الطويل. ومهما حاول الكيان أن يغرق هذه الشرارة في البحر، فإنها ستبقى تتوهج، وستبقى غزّة الجرح الذي لا يندمل، والبوصلة التي تعيد للإنسانية معناها الحقيقي.
راشد شعور
بعد 23 شهرا من الحصار والتقتيل والتهجير مرفوق بصمت مريب لا تعلو فوقه إلّا أصوات القنابل الحارقة المدمرة ، تحوّل الحصار في غزّة من فلسطين الحبيبة إلى جدار خانق يطوق الحياة من كل الجهات ويطبق على الانفاس من كل الاتجاهات، في عقاب جماعي يطال الحجر والبشر، تُقصف فيه المنشآت كما تُمحى فيه الاكواخ والبيوت، وتُستباح فيه المدارس والمشافي في عدوان ظالم لا يفرّق بين صغير وكبير، بين شيخ وثكلى ، بين جريح وقتيل ..
رغم هذا الطوق الحديدي الاصم ، تبقى بحار غزّة متجهة الى الأفق، مفتوحة على أمل رسو أسطول الصمود وهو يشق امواج المتوسط متحديا الغطرسة والعدوان. كل شراع قادم ينتظر رواية عن دمٍ وسقوط، وكل صارية ستنحني امام وجع عائلات مشردة، وأطفال يمشون على ركام مدارسهم، بحثًا عن حياة لم يعرفوها بعد..وقطرة ماء لم يشربوها بعد..
من أعماق المتوسط تتنفس روح الصمود والتحدي .. سفن مدنية جمعت ناشطين من قارات مختلفة بلغات مختلفة وعادات مختلفة، تبحر من تونس وإيطاليا، بعد أن غادرت تراب اسبانيا لتشق الأمواج بعد غد الأربعاء نحو غزّة الحبيبة الابية ، متحدية الحصار والدمار ..الطائرات المسيّرة والتهديدات الصهيونية الظالمة بالأمس واليوم ..
أسطول الصمود ليس مجرد سفن صغيرة محمّلة بالمواد الإنسانية وجرعة ماء ، بل رسالة بليغة إلى العالم تقول ان غزّة ليست وحيدة، وحصارها الغاشم الى الزوال والفناء ولو بعد حين.. هم نشطاء من مختلف الجنسيات يحملون في قلوبهم روح الصمود والتحدي وعلى ظهور سفنهم رمزية الحرية والكرامة، ليحولوا البحر الابيض المتوسط إلى مسرح مقاومة سلمية أمام آلة القتل الهمجية.
الكيان الغاشم يعرف جيّدًا خطورة هذه الرحلة البحرية.. ليس لأنها تهدد قوته العسكرية، ولكن لأنها تكسر صورته كقوة لا تُقهر تستدعي الصمت المريب..
سفن صغيرة بسيطة سلاحها شراع قماشه ناصع البياض يُتابعها الرأي العام العالمي لحظة بلحظة، تكشف عجز الكيان الأخلاقي وتفضح وحشيته أمام الملايين في هذه الأرض المشتعلة.
الصهاينة يلوحون بمنعها بالقوة، كما فعلوا من قبل، دون علم ان كل سفينة تُبحر تزيد من عزلة كيانه الغاشم وتفضح نفاق داعميه.
غزّة اليوم تتنفس تحت الركام، لا تنتظر قطعة خبز وجرعة دواء، لكنها تتشبث بأمل يتدفق من عرض البحر. آلاف العائلات هناك تنظر إلى الأفق، وكأنها ترى في تلك الأشرعة البيضاء وعدًا بالحرية.
صحيح أنّ الطريق طويل، وصحيح أنّ الأسطول قد يُعترض أو يُحاصر، لكن مجرد إبحاره تنشيط الذاكرة وقول صريح أن الحصار ليس قدرا أبديا، وأن المقاومة ليست فقط بالسلاح، بل أيضا بالفعل الشعبي المدني الجماعي الذي يحشد الضمير الإنساني بعيدا عن الضمير السياسي الظالم.
غزّة الحبيبة الساكنة في القلوب تنزف، وأطفالها ينامون بلا سقف ولا ماء ولا طعام ، ومخيماتها تغصّ بالنازحين من الشيوخ والثكالي والجرحى والمرض والمصابين. لكن صمودها الملهم للملايين، ويحوّل البحر المتوسط إلى جسر للأمل. أسطول الصمود ليس نهاية المطاف، لكنه شرارة أخرى تُضيء ليل غزّة الطويل. ومهما حاول الكيان أن يغرق هذه الشرارة في البحر، فإنها ستبقى تتوهج، وستبقى غزّة الجرح الذي لا يندمل، والبوصلة التي تعيد للإنسانية معناها الحقيقي.
راشد شعور
