مع الشروق .. «طوفان الأقصى»... مأساة مروّعة وهزيمة استراتيجية
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/10/08
عام مرّ على أكبر حدث هزّ الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وهو عملية طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة في قطاع غزّة ضدّ الاحتلال الذي تمادى في القتل والنهب والسلب والاعتداءات على المسجد الأقصى.
لم يكن الحدث عاديا، فقد غيّر أمورا كثيرة إقليمية ودولية، وخاصة مسار القضيّة الفلسطينية التي كادت أن تطوى وتنسى بالإضافة الى تعريته الوحشية الصهيونية المستمرّة والتي امتدّت الآن الى لبنان.
على الجانب الفلسطيني واللبناني، المأساة الانسانية مروّعة جدّا، فقد استشهد وفُقد في غزّة لوحدها قرابة 52 ألف شخص وجرح قرابة 98 ألف شخص فيما نزح أكثر من مليونين ولا يزال مصيرهم مجهولا في ظلّ الوحشية المتواصلة.
بالإضافة الى ذلك، لا يزال المستقبل مجهولا في ظلّ إصرار حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو على الحرب عوض التفاوض وهو ما سيرفع التكلفة على الصعيد البشري كثيرا.
أما على الجبهة اللبنانية التي ساندت قطاع غزة منذ اليوم الثاني من عملية "طوفان الأقصى"، فهي الأخرى دفعت وتدفع ثمنا باهظا، سواء في صفوف المدنيين او البنية التحتية او حتى في صفوف المقاومة التي استشهد أبرز قادتها وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.
من جهة أخرى وعلى الجانب الصهيوني، ورغم أن التكلفة الانسانية لا يمكن مقارنتها بما يحدث في قطاع غزة أو في لبنان، وربّما قد ربح تكتيكيا وحتى عسكريا لكنّه خسر استراتيجيا دون أدنى شك.
لم يكن الاحتلال يـتخيّل حتى في أسوإ كوابيسه، أن تتمّ مهاجمته بتلك الطريقة ذات 7 أكتوبر، والأكثر من ذلك أن الأمر تحوّل الى مستنقع غرق فيه الكيان الصهيوني وفشل بعد سنة كاملة من تحقيق أي هدف من حرب الإبادة المتواصلة.
الاحتلال خسر استراتيجيا، لأنّه فشل في قطاع غزّة ويفشل على الجبهة اللبنانية وفتح على نفسه جبهات أخرى متعدّدة من اليمن والعراق وسوريا، ويجد نفسه اليوم محاصرا من كل الجهات بطائرات وصواريخ المقاومة.
بالإضافة الى ذلك فإن الهجوم الجريء الذي شنّته ايران على الاحتلال مؤخّرا، أسقط محرّمات بالجملة لدى الاحتلال، منها هيمنته وصورته كقوة لا تقهر ولا يمكن الاعتداء عليها في الشرق الأوسط.
ومثّل نجاح الصواريخ الايرانية في الوصول الى أهدافها داخل الأراضي المحتلة، هزيمة نكراء للدفاعات الجوّية الصهيونية التي لطالما تغنّت بها على أنّها لا تقهر ولا يمكن تجاوزها.
مؤشّرات الهزيمة الاستراتيجية وإن كان على حساب انتصارات تكتيكية، بدأت تظهر جليّا اليوم على الكيان الصهيوني الذي أصابه الجنون ودفعه الى مزيد من الوحشية تجاه المدنيين في فلسطين المحتلة ولبنان.
وقد يزيد من غرقه في مستنقع أكبر إذا ما قرّر الدخول في مواجهة شاملة مع إيران، إذ أن الأمور ستتغيّر تماما حينها وسيخرج كل طرف في محور المقاومة ما في جعبته من مفاجآت غير مسبوقة لأنّها ستصبح حربا بلا ضوابط وبلا سقف وبلا محرّمات.
الكيان الصهيوني في مأزق اليوم، وكل المؤشرات توحي بأنّه في مفترق طرق، وأن الشرق الأوسط قد يلفظه على الشواطئ الغربية مجدّدا في رحلة هجرة عكسية في أي لحظة.
بدرالدّين السّيّاري
عام مرّ على أكبر حدث هزّ الشرق الأوسط في السنوات الأخيرة، وهو عملية طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة في قطاع غزّة ضدّ الاحتلال الذي تمادى في القتل والنهب والسلب والاعتداءات على المسجد الأقصى.
لم يكن الحدث عاديا، فقد غيّر أمورا كثيرة إقليمية ودولية، وخاصة مسار القضيّة الفلسطينية التي كادت أن تطوى وتنسى بالإضافة الى تعريته الوحشية الصهيونية المستمرّة والتي امتدّت الآن الى لبنان.
على الجانب الفلسطيني واللبناني، المأساة الانسانية مروّعة جدّا، فقد استشهد وفُقد في غزّة لوحدها قرابة 52 ألف شخص وجرح قرابة 98 ألف شخص فيما نزح أكثر من مليونين ولا يزال مصيرهم مجهولا في ظلّ الوحشية المتواصلة.
بالإضافة الى ذلك، لا يزال المستقبل مجهولا في ظلّ إصرار حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو على الحرب عوض التفاوض وهو ما سيرفع التكلفة على الصعيد البشري كثيرا.
أما على الجبهة اللبنانية التي ساندت قطاع غزة منذ اليوم الثاني من عملية "طوفان الأقصى"، فهي الأخرى دفعت وتدفع ثمنا باهظا، سواء في صفوف المدنيين او البنية التحتية او حتى في صفوف المقاومة التي استشهد أبرز قادتها وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله.
من جهة أخرى وعلى الجانب الصهيوني، ورغم أن التكلفة الانسانية لا يمكن مقارنتها بما يحدث في قطاع غزة أو في لبنان، وربّما قد ربح تكتيكيا وحتى عسكريا لكنّه خسر استراتيجيا دون أدنى شك.
لم يكن الاحتلال يـتخيّل حتى في أسوإ كوابيسه، أن تتمّ مهاجمته بتلك الطريقة ذات 7 أكتوبر، والأكثر من ذلك أن الأمر تحوّل الى مستنقع غرق فيه الكيان الصهيوني وفشل بعد سنة كاملة من تحقيق أي هدف من حرب الإبادة المتواصلة.
الاحتلال خسر استراتيجيا، لأنّه فشل في قطاع غزّة ويفشل على الجبهة اللبنانية وفتح على نفسه جبهات أخرى متعدّدة من اليمن والعراق وسوريا، ويجد نفسه اليوم محاصرا من كل الجهات بطائرات وصواريخ المقاومة.
بالإضافة الى ذلك فإن الهجوم الجريء الذي شنّته ايران على الاحتلال مؤخّرا، أسقط محرّمات بالجملة لدى الاحتلال، منها هيمنته وصورته كقوة لا تقهر ولا يمكن الاعتداء عليها في الشرق الأوسط.
ومثّل نجاح الصواريخ الايرانية في الوصول الى أهدافها داخل الأراضي المحتلة، هزيمة نكراء للدفاعات الجوّية الصهيونية التي لطالما تغنّت بها على أنّها لا تقهر ولا يمكن تجاوزها.
مؤشّرات الهزيمة الاستراتيجية وإن كان على حساب انتصارات تكتيكية، بدأت تظهر جليّا اليوم على الكيان الصهيوني الذي أصابه الجنون ودفعه الى مزيد من الوحشية تجاه المدنيين في فلسطين المحتلة ولبنان.
وقد يزيد من غرقه في مستنقع أكبر إذا ما قرّر الدخول في مواجهة شاملة مع إيران، إذ أن الأمور ستتغيّر تماما حينها وسيخرج كل طرف في محور المقاومة ما في جعبته من مفاجآت غير مسبوقة لأنّها ستصبح حربا بلا ضوابط وبلا سقف وبلا محرّمات.
الكيان الصهيوني في مأزق اليوم، وكل المؤشرات توحي بأنّه في مفترق طرق، وأن الشرق الأوسط قد يلفظه على الشواطئ الغربية مجدّدا في رحلة هجرة عكسية في أي لحظة.
بدرالدّين السّيّاري