مع الشروق : «الشرق الأوسط الجديد« و«إسرائيل الكبرى»... بأياد عربية !!
تاريخ النشر : 07:00 - 2025/07/23
«إسرائيل الكبرى» بأياد عربية.. «الشرق الأوسط الجديد» بأيادي أبناء المنطقة.. هذه ليست مزحة ثقيلة ولا تجنيا على الحقيقة وعلى الواقع. بل هي حقائق تشي بها الأحداث والتداعيات والترتيبات الجارية في منطقتنا العربية والتي يجري إنفاذها بأياد صهيونية وأمريكية تنسّق الخطط والجهود في سبيل احداث التغيير الكبير على ملامح الشرق الأوسط.. ليتسنى في خضم هذا التغيير تحقيق «إسرائيل الكبرى» و«الشرق الأوسط الجديد».. لكن بأياد عربية في اخر المطاف.
في البدء أطلقت أمريكا اسطوانة «الشرق الأوسط الجديد».. ووضعت له آليات وأدوات تنفيذ مبتكرة.. «الفوضى الخلاقة» مفهوم يتواءم حتى التماهي مع تركيبة الشخصية العربية الميّالة بطبعها إلى الانفلات والتسيب.. ويلي هذا المفهوم ويرفده مفهوم آخر لا يقل خبثا ولا قدرة على إلحاق الأذى: «دمّر نفسك بنفسك».. أي أن واضع الخطة والممسك بخيوط اللعبة يكتفي بتوفير أجواء من الفوضى التي يراها خلاقة في الأخير ومن ثم يطلق مفهوم التدمير الذاتي ليتواجه أبناء البلاد ويستنزفوا جهودهم وطاقاتهم في صراعات وحروب ومعارك هامشية تفضي إلى إضعافهم جميعا وإلى تهيتئتهم للقبول بمشرط التقسيم.. ومشرط التقسيم جاهز هو الآخر وتمت تهيئة الأرضية الملائمة له من خلال إيقاظ شيطان الفتنة الطائفية والعرقية والمذهبية.. هذا الشيطان الذي ظل نائما لقرون بعد أن تمّ صهر الاختلافات العرقية والدينية والمذهبية في نسيج مجتمعي متناسق ويعيش في استقرار واحترام ووئام في كنف الدولة الوطنية.. قبل أن يتدخل مقاولو الحروب كما حدث في العراق ويشعلوا نيران فتنة طائفية ومذهبية عصفت بالعراق دولة وشعبا وتاريخا ومستقبلا.. ليتم بعد ذلك استنساخ هذا المنوال في عديد الدول العربية التي غرقت في صراعات وحروب لا آخر لها.. وآخرها ما يحدث في سوريا التي ظلت تقاوم الموجة العاتية منذ 2011 لتسقط في الأخير بين مخالب الذئاب والسباع المتربصة في الاقليم والقادمة من وراء البحار.
عند هذه النقطة ظهر اللاعب الصهيوني ليركب الأحداث ويندفع نحو رسم خريطة «إسرائيل الكبرى» بعد أن دانت أمور المنطقة وأصبحت جاهزة لاستيعاب المخطط الصهيوني.. ومثلما اعتمد الأمريكيون على مفهوم «دمّر نفسك بنفسك» يتحرّك نتنياهو معتمدا على نفس المفهوم بعد أن برع في دق الأسافين بين أبناء المنطقة من مختلف الدول والطوائف والمذاهب.. في فلسطين يضرب حماس بيد السلطة ويضرب الجميع بمطرقة الصهيونية.. وفي لبنان يعمل على تأجيج الفتنة بين مختلف الطوائف والغاية اغراق حزب الله في مستنقع صراعات عرقية ومذهبية لا تنتهي. وفي سوريا ها هو يتدخل لاحتلال الجنوب السوري ويشعل حريق السويداء ليضرب الدروز بالدواعش والعشائر ويتدخل في ثوب المدافع عن طائفة الدروز.. والحال أنه يتحرك وفق أجندا صهيونية ترمي إلى فتح ما يسمى «ممرّ داوود» الذي سوف يصل الكيان الصهيوني غربا بنهر الفرات لتحقيق «نبوءة» ضمنها الصهاينة في رايتهم والتي تُشي بامتداد حدود الكيان من الماء إلى الماء أي من النيل إلى الفرات. وهو بذلك يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد.. عصفور تحقيق «اسرائيل الكبرى» وعصفور التواصل شرقا مع القواعد العسكرية الأمريكية الدائمة في منطقة «التنف» وفي محيط شرق الفرات وبذلك يكون المخطط الأمريكي الصهيوني في تحقيق شرط أوسط جديد وتكون فيه اليد الطولى للكيان الصهيوني قد تلقّى دفعة تحوله إلى حقيقة قائمة.
يبقى أن كل هذه المخططات والألاعيب تنفذ في مجملها بأياد عربية.. أياد تهيئ الأرضية وتزرع الفتن والحرائق ليتدخل السيد الأمريكي والصهيوني لجني الثمار وترتيب شؤون المنطقة بما يخدم مصالحهم وبناء على نتائج الدمارات التي يحدثها العرب أبناء المنطقة بغبائهم وباستعدادهم الفطري للخيانة والتآمر.. وباستئسادهم في تطبيق مفهوم «دمر نفسك بنفسك».. هل بعد هذا الغباء غباء؟ وهل تكون أمة بهذه المواصفات جديرة بالبقاء؟
عبد الحميد الرياحي
«إسرائيل الكبرى» بأياد عربية.. «الشرق الأوسط الجديد» بأيادي أبناء المنطقة.. هذه ليست مزحة ثقيلة ولا تجنيا على الحقيقة وعلى الواقع. بل هي حقائق تشي بها الأحداث والتداعيات والترتيبات الجارية في منطقتنا العربية والتي يجري إنفاذها بأياد صهيونية وأمريكية تنسّق الخطط والجهود في سبيل احداث التغيير الكبير على ملامح الشرق الأوسط.. ليتسنى في خضم هذا التغيير تحقيق «إسرائيل الكبرى» و«الشرق الأوسط الجديد».. لكن بأياد عربية في اخر المطاف.
في البدء أطلقت أمريكا اسطوانة «الشرق الأوسط الجديد».. ووضعت له آليات وأدوات تنفيذ مبتكرة.. «الفوضى الخلاقة» مفهوم يتواءم حتى التماهي مع تركيبة الشخصية العربية الميّالة بطبعها إلى الانفلات والتسيب.. ويلي هذا المفهوم ويرفده مفهوم آخر لا يقل خبثا ولا قدرة على إلحاق الأذى: «دمّر نفسك بنفسك».. أي أن واضع الخطة والممسك بخيوط اللعبة يكتفي بتوفير أجواء من الفوضى التي يراها خلاقة في الأخير ومن ثم يطلق مفهوم التدمير الذاتي ليتواجه أبناء البلاد ويستنزفوا جهودهم وطاقاتهم في صراعات وحروب ومعارك هامشية تفضي إلى إضعافهم جميعا وإلى تهيتئتهم للقبول بمشرط التقسيم.. ومشرط التقسيم جاهز هو الآخر وتمت تهيئة الأرضية الملائمة له من خلال إيقاظ شيطان الفتنة الطائفية والعرقية والمذهبية.. هذا الشيطان الذي ظل نائما لقرون بعد أن تمّ صهر الاختلافات العرقية والدينية والمذهبية في نسيج مجتمعي متناسق ويعيش في استقرار واحترام ووئام في كنف الدولة الوطنية.. قبل أن يتدخل مقاولو الحروب كما حدث في العراق ويشعلوا نيران فتنة طائفية ومذهبية عصفت بالعراق دولة وشعبا وتاريخا ومستقبلا.. ليتم بعد ذلك استنساخ هذا المنوال في عديد الدول العربية التي غرقت في صراعات وحروب لا آخر لها.. وآخرها ما يحدث في سوريا التي ظلت تقاوم الموجة العاتية منذ 2011 لتسقط في الأخير بين مخالب الذئاب والسباع المتربصة في الاقليم والقادمة من وراء البحار.
عند هذه النقطة ظهر اللاعب الصهيوني ليركب الأحداث ويندفع نحو رسم خريطة «إسرائيل الكبرى» بعد أن دانت أمور المنطقة وأصبحت جاهزة لاستيعاب المخطط الصهيوني.. ومثلما اعتمد الأمريكيون على مفهوم «دمّر نفسك بنفسك» يتحرّك نتنياهو معتمدا على نفس المفهوم بعد أن برع في دق الأسافين بين أبناء المنطقة من مختلف الدول والطوائف والمذاهب.. في فلسطين يضرب حماس بيد السلطة ويضرب الجميع بمطرقة الصهيونية.. وفي لبنان يعمل على تأجيج الفتنة بين مختلف الطوائف والغاية اغراق حزب الله في مستنقع صراعات عرقية ومذهبية لا تنتهي. وفي سوريا ها هو يتدخل لاحتلال الجنوب السوري ويشعل حريق السويداء ليضرب الدروز بالدواعش والعشائر ويتدخل في ثوب المدافع عن طائفة الدروز.. والحال أنه يتحرك وفق أجندا صهيونية ترمي إلى فتح ما يسمى «ممرّ داوود» الذي سوف يصل الكيان الصهيوني غربا بنهر الفرات لتحقيق «نبوءة» ضمنها الصهاينة في رايتهم والتي تُشي بامتداد حدود الكيان من الماء إلى الماء أي من النيل إلى الفرات. وهو بذلك يكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد.. عصفور تحقيق «اسرائيل الكبرى» وعصفور التواصل شرقا مع القواعد العسكرية الأمريكية الدائمة في منطقة «التنف» وفي محيط شرق الفرات وبذلك يكون المخطط الأمريكي الصهيوني في تحقيق شرط أوسط جديد وتكون فيه اليد الطولى للكيان الصهيوني قد تلقّى دفعة تحوله إلى حقيقة قائمة.
يبقى أن كل هذه المخططات والألاعيب تنفذ في مجملها بأياد عربية.. أياد تهيئ الأرضية وتزرع الفتن والحرائق ليتدخل السيد الأمريكي والصهيوني لجني الثمار وترتيب شؤون المنطقة بما يخدم مصالحهم وبناء على نتائج الدمارات التي يحدثها العرب أبناء المنطقة بغبائهم وباستعدادهم الفطري للخيانة والتآمر.. وباستئسادهم في تطبيق مفهوم «دمر نفسك بنفسك».. هل بعد هذا الغباء غباء؟ وهل تكون أمة بهذه المواصفات جديرة بالبقاء؟
عبد الحميد الرياحي
