مع الشروق..من يكتب التاريخ؟

مع الشروق..من يكتب التاريخ؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/12/06

وسط مناخات متوترة سياسيا ، قرر رئيس الدولة قيس سعيد اعتبار يوم 17 ديسمبر من كل سنة هو يوم عيد الثورة بدلا عن يوم 14 جانفي وهو الموضوع الذي شغل السياسيين والمؤرخين والمتابعين بين من اعتبر تأريخ الثورة التونسية يكون يوم انطلاقها ، وآخر يرى أن يوم فرار بن علي هو التأريخ الحقيقي لها .
والواقع أن الجدل حول هذا التأريخ كان مع بداية المجلس التأسيسي ، لينتهي الخلاف وكما هو معلوم في النهاية بتسمية الثورة دستوريا بثورة "17 ديسمبر 2010 / 14 جانفي 2011" وتطوى بذلك الصفحة التي لم يكتبها بعد المؤرخون، لكن الرئيس يعود إليها اليوم دون مقدمات مرجحا كفة العمق التونسي ممثلا في سيدي بوزيد عن العاصمة تونس التي فر منها الرئيس السابق ربما لتحقيق أهداف سياسية جديدة على حساب خصومه انطلاقا من هذا العمق الشعبي ويستمد من 17 ديسمبر زخمها الثوري يمكنه من فسحة زمنية كافية لتدارك الفراغات التي خلفها بعد قرارات 25 جويلية.
فحركة النهضة المتضررة أكثر من غيرها من الأحزاب الوطنية من الخامس والعشرين من جويلية جنحت في هذه الفترة إلى استغلال هذه "الفراغات" التي خلفها الرئيس وتبدل مواقف بعض الأحزاب و"لاءات " الاتحاد العام التونسي للشغل الذي يطالب بالتسقيف الزمني للفترة الاستثنائية ويعترض على النظام الانتخابي القاعدي، وكذلك قلق الشارع المتنامي على مستقبل بلده، لتنصب منصة للتصريحات والمواقف المضادة بدأت بخروج  زعيمها راشد الغنوشي بعد " هدنة " وانحناء أمام العاصفة قائلا " المجلس عائد أحب من أحب وكره من كره " .
منصة الغنوشي موجهة دون شك للرئيس قيس سعيد ، وتصريحه لا يمكن أن يكون مبنيا على فراغ ، وما يؤكد ذلك تواتر التصريحات لبعض رموز حركة النهضة لتبلغ الحديث عن "أول جلسة للبرلمان ستلغي  كل المراسيم التي أصدرها الرئيس " أو تدوينة تقول " الآن تبخرت مقولة الخطر الداهم والجاثم للبرلمان، وتبخرت معها " نظرية" لا عودة للوراء، لأن قيس سعيد سيضطر فعلا إلى العودة للوراء، وتجرع السم الزعاف من كوبه الخاص، سواء بيده اليمنى أو اليسرى" ..
مجمل هذه التصريحات والمواقف لا يمكن أن تكون مبنية على فراغ وسط "ضبابية" المواقف الخارجية التي بدت هي الأخرى في مرحلة ترقب لا تختلف عن وضعية الشارع التونسي ، وفي منزلة بين المنزلتين قد ترجح بينهما هذه الكفة أو تلك وفقا لمصالحها التي لا تعلو عليها مصالح ..
في هذا الظرف الذي ينتظر فيه التونسي نافذة أمل على حاضره ومستقبله، يعود سعيد للتاريخ و"يؤرخ" للثورة التونسية التي انتظر منها الشعب الكثير لكنه لم يحصد منها إلا متابعة أنباء مثل هذه الخلافات والخصومات السياسية والمناورات التي ما صنعت ثروة ولا ثورة حقيقية... 
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك