مع الشروق ..يحيى السّنوار يضبط إيقاع المفاوضات !
تاريخ النشر : 07:00 - 2024/08/13
لم يدرك قادة الكيان الصهيوني أن اغتيال قائد المقاومة الفلسطينية إسماعيل هنية في إيران سيكون منعطفًا حاسمًا في مجريات العدوان المتواصل على غزّة منذ أكتوبر الماضي. فقد وضع هذا الاغتيال الاحتلال أمام قائد جديد للمقاومة، يمتلك خبرة واسعة في كيفية تفكير العقل الصهيوني. إذ إن رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس، يحيى السّنوار، قد خبر جيّدًا خداع الصهاينة وقدرتهم على المراوغة خلال سنوات سجنه. ويعد السّنوار كابوس الصهاينة الأول في المنطقة، إذ يعلم جيدًا أن الدعوات الأمريكية والصهيونية والعربية لعقد مفاوضات جديدة في قطر أو مصر ليست سوى غطاء لإطالة أمد العدوان ومواصلة المجازر والمذابح بحق المدنيين في القطاع المنكوب.
هذه المعطيات المسبقة حول طبيعة العقل الصهيوني دفعت السّنوار إلى بلورة ردّ متكامل بعد أن أعلن رفض حماس لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات بعد غد الخميس، معتبرًا في بيان للحركة أن جولات أخرى من المفاوضات لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب وتوفير الغطاء لعدوان الاحتلال، ومنحه مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية.
وبرفضه لهذه المفاوضات، أراد السّنوار أن يكشف أن ما تروّج له أمريكا عن جولة جديدة من المشاورات ليس إلا عبثًا، إذ أن المفاوضات كانت قد توصلت إلى صفقة لوقف الحرب في مطلع شهر جويلية الماضي، استنادًا إلى رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في تعنت رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي أفشل تلك الصفقة وعرقل كل الحلول من أجل مواصلة الحرب وضمان بقائه في السلطة مهما كان الثمن.
فالصفقة التي رعاها الأمريكيون، والتي ترتكز على ثلاث مراحل وتستمر قرابة الشهرين، كانت جاهزة للتطبيق. وكان بإمكان الأمريكيين، الذين يسوّقون اليوم للمفاوضات، تطبيقها على أرض الواقع. لكن الإدارة الأمريكية ساهمت أيضًا في عرقلة وقف الحرب، بل ومنحت نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات التي ستكون لها تداعيات كبرى في المستقبل.
هناك العديد من الرسائل الكامنة في موقف حماس الجديد والرافض لهذه المفاوضات الصورية، ومنها أن حركة حماس بقيادة السّنوار لم تعد تخضع لأي ضغوطات سواء كانت داخلية أو خارجية، وأن موقف المقاومة نابع من إرادتها، على عكس المشاورات السابقة التي كان فيها قرار حماس رهينًا لبعض الأطراف الدولية والإقليمية.
ولا شك أن قيادة السّنوار للمقاومة اليوم سيكون لها انعكاسات كبرى على ملف المفاوضات، لأن الأخير وضع استراتيجية جديدة تقوم على أهداف واقعية تهدف إلى تحقيق صفقة نهائية، وليس مجرد منح نتنياهو غطاءً لمواصلة القتل والمجازر وتجاوز الخطوط الحمراء.
فموقف السّنوار المبدئي من المفاوضات فجّر خلافات كبرى داخل الكيان المحتل ووضع بنيامين نتنياهو في وضع حرج بسبب الضغوطات للقبول بأي صفقة محتملة . هذه التوازنات الجديدة عبّر عنها الإعلام العبري حيث قال الكاتب الإسرائيلي بن دور يميني إن يحيى السّنوار حقق كل ما يريده من الحرب ضد الجيش الإسرائيلي بشكل مذهل، وعلى الحكومة أن تقبل بالصفقة وإلا سيتعمّق الفشل... كما اعتبر رامي إيغرا رئيس شعبة الأسرى والمفقودين سابقاً في جهاز الموساد أن السّنوار يزداد قوة خلافاً لكل التقديرات وعلى الحكومة الحالية أن توافق على الصفقة كي نستعيد عددا من الأسرى.
هذه الاعترافات الصهيونية ، تؤكد أن زعيم حماس الجديد يحيى السنوار بصدد ضبط إيقاع المشهد من جديد ، وأن لديه من الذكاء الاستراتيجي ما يمكّنه من قيادة المرحلة المقبلة بكل اقتدار سواء على المستوى العسكري أو السياسي .
ناجح بن جدو
لم يدرك قادة الكيان الصهيوني أن اغتيال قائد المقاومة الفلسطينية إسماعيل هنية في إيران سيكون منعطفًا حاسمًا في مجريات العدوان المتواصل على غزّة منذ أكتوبر الماضي. فقد وضع هذا الاغتيال الاحتلال أمام قائد جديد للمقاومة، يمتلك خبرة واسعة في كيفية تفكير العقل الصهيوني. إذ إن رئيس المكتب السياسي الجديد لحركة حماس، يحيى السّنوار، قد خبر جيّدًا خداع الصهاينة وقدرتهم على المراوغة خلال سنوات سجنه. ويعد السّنوار كابوس الصهاينة الأول في المنطقة، إذ يعلم جيدًا أن الدعوات الأمريكية والصهيونية والعربية لعقد مفاوضات جديدة في قطر أو مصر ليست سوى غطاء لإطالة أمد العدوان ومواصلة المجازر والمذابح بحق المدنيين في القطاع المنكوب.
هذه المعطيات المسبقة حول طبيعة العقل الصهيوني دفعت السّنوار إلى بلورة ردّ متكامل بعد أن أعلن رفض حماس لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات بعد غد الخميس، معتبرًا في بيان للحركة أن جولات أخرى من المفاوضات لا تؤدي إلا إلى إطالة أمد الحرب وتوفير الغطاء لعدوان الاحتلال، ومنحه مزيدًا من الوقت لإدامة حرب الإبادة الجماعية.
وبرفضه لهذه المفاوضات، أراد السّنوار أن يكشف أن ما تروّج له أمريكا عن جولة جديدة من المشاورات ليس إلا عبثًا، إذ أن المفاوضات كانت قد توصلت إلى صفقة لوقف الحرب في مطلع شهر جويلية الماضي، استنادًا إلى رؤية الرئيس الأمريكي جو بايدن وقرار مجلس الأمن. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في تعنت رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو الذي أفشل تلك الصفقة وعرقل كل الحلول من أجل مواصلة الحرب وضمان بقائه في السلطة مهما كان الثمن.
فالصفقة التي رعاها الأمريكيون، والتي ترتكز على ثلاث مراحل وتستمر قرابة الشهرين، كانت جاهزة للتطبيق. وكان بإمكان الأمريكيين، الذين يسوّقون اليوم للمفاوضات، تطبيقها على أرض الواقع. لكن الإدارة الأمريكية ساهمت أيضًا في عرقلة وقف الحرب، بل ومنحت نتنياهو الضوء الأخضر لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات التي ستكون لها تداعيات كبرى في المستقبل.
هناك العديد من الرسائل الكامنة في موقف حماس الجديد والرافض لهذه المفاوضات الصورية، ومنها أن حركة حماس بقيادة السّنوار لم تعد تخضع لأي ضغوطات سواء كانت داخلية أو خارجية، وأن موقف المقاومة نابع من إرادتها، على عكس المشاورات السابقة التي كان فيها قرار حماس رهينًا لبعض الأطراف الدولية والإقليمية.
ولا شك أن قيادة السّنوار للمقاومة اليوم سيكون لها انعكاسات كبرى على ملف المفاوضات، لأن الأخير وضع استراتيجية جديدة تقوم على أهداف واقعية تهدف إلى تحقيق صفقة نهائية، وليس مجرد منح نتنياهو غطاءً لمواصلة القتل والمجازر وتجاوز الخطوط الحمراء.
فموقف السّنوار المبدئي من المفاوضات فجّر خلافات كبرى داخل الكيان المحتل ووضع بنيامين نتنياهو في وضع حرج بسبب الضغوطات للقبول بأي صفقة محتملة . هذه التوازنات الجديدة عبّر عنها الإعلام العبري حيث قال الكاتب الإسرائيلي بن دور يميني إن يحيى السّنوار حقق كل ما يريده من الحرب ضد الجيش الإسرائيلي بشكل مذهل، وعلى الحكومة أن تقبل بالصفقة وإلا سيتعمّق الفشل... كما اعتبر رامي إيغرا رئيس شعبة الأسرى والمفقودين سابقاً في جهاز الموساد أن السّنوار يزداد قوة خلافاً لكل التقديرات وعلى الحكومة الحالية أن توافق على الصفقة كي نستعيد عددا من الأسرى.
هذه الاعترافات الصهيونية ، تؤكد أن زعيم حماس الجديد يحيى السنوار بصدد ضبط إيقاع المشهد من جديد ، وأن لديه من الذكاء الاستراتيجي ما يمكّنه من قيادة المرحلة المقبلة بكل اقتدار سواء على المستوى العسكري أو السياسي .
ناجح بن جدو