مع الشروق.. رائحــــة البصــــل!

مع الشروق.. رائحــــة البصــــل!

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/03/01

 كل المؤشرات تقول أن وضعنا الاقتصادي والمالي كارثي.. فوكالة الترقيم "موديز" خفضت من ترقيم إصدار العملة الأجنبية والعملة المحلية لتونس من بـ2 إلى بـ3 مع الإبقاء على آفاق سلبية، كما خفضت من ترقيم البنك المركزي التونسي من بـ2 إلى بـ3 مع الإبقاء على آفاق سلبية باعتبار أن البنك المركزي هو مسؤول من الناحية القانونية على خلاص كافة الإصدارات الرقاعية للحكومة.
صندوق النقد الدولي يقول في آخر تقرير له ان جائحة كورونا ألحقت ضررا بالغا بتونس وأدت إلى هبوط اقتصادي غير مسبوق، وتقديراته تشير إلى انكماش إجمالي في الناتج المحلي الحقيقي بنسبة قدرها 8,2 بالمائة في عام 2020، وهو أكبر هبوط اقتصادي شهدته تونس منذ استقلالها. 
ويضيف الصندوق ان معدل البطالة قفز إلى 16,2 بالمائة في نهاية سبتمبر، وتقديراته تشير إلى أن عجز المالية العمومية (باستثناء المنح) بلغ 11,5بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، كما انخفضت الإيرادات نتيجة انخفاض الحصيلة الضريبية، وأدى التوظيف الإضافي (40 بالمائة منه تقريبا في قطاع الصحة، لأسباب من بينها مكافحة جائحة كوفيد19) إلى رفع كتلة أجور القطاع العام إلى 17,6بالمائة من إجمالي الناتج المحلي، لتصبح تونس ضمن أعلى الكتل في العالم.
المجلس التنفيذي لصندوق النقد الدولي أشار في بيانه كذلك إلى تفاقم أوجه الهشاشة الاجتماعية-الاقتصادية، موصيا بضرورة خفض العجز ومشددا على ضرورة تنفيذ إصلاحات واسعة النطاق للمؤسسات العمومية، مع تشجيع نشاط القطاع الخاص وتركيز جهود الإصلاح على إلغاء الاحتكار، وإزالة العقبات التنظيمية، وتحسين بيئة الأعمال والاستفادة من التكنولوجيات الرقمية وتعزيز الحوكمة ومكافحة الفساد وغسل الأموال وتمويل الإرهاب... 
كل هذا يحدث، وحكامنا يتصارعون ويتقاتلون من اجل الصلاحيات، ويستعرضون عضلاتهم في الشوارع التي جعلت في الواقع للشعب للاحتجاج على مثل هذه التقارير الموجعة والأخبار السلبية المتواترة والمتلاحقة في هذه السنوات العجاف هذه التي انقسمت فيها الدولة إلى جزر، ولكل جزيرة صناع قرار ..
دولة مشتتة بين حكام مختلفين ومتخالفين، لقاءات مع سفراء الدول الشقيقة والصديقة هنا وهناك .. أحزاب تتصارع وتتنافس من أجل " لا شيء "، و"بقايا" حكومة ممزقة مفتتة اهتمامها لم يعد يتجاوز" الأحزمة " والدعم والولاءات..
حكامنا لم ينزلوا إلى الشوارع لتفقد أحوال " الرعية " بل " هبوا " لاستعراض العضلات هنا هناك وبكل الألوان ..انزلوا إلى الشوارع والأسواق لـ " تكتشفوا " أن " البصل" نعم " البصل " يا سادتي مفقود، والمتوفر منه مستورد، واستيراده لمصلحة بعض " الحيتان المستكرشة" فقط ..انزلوا إلى الأسواق لتكتشفوا ان اللحوم الحمراء بـ30 دينارا، والدجاج بات حكرا على ولائم «الأثرياء»..
 البصل مفقود في أسواقنا لكن رائحته بينكم وفي أفواهكم، وفي خصوماتكم وصراعاتكم التي كرهنا ومللنا..
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك