مع الشروق .. الرياض وطهران... السلام بدل الصدام

مع الشروق .. الرياض وطهران... السلام بدل الصدام

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/06/06

بإعادة طهران فتح سفارتها في الرياض المرتقبة اليوم الثلاثاء، ومن ثم طبعا إعادة الرياض فتح سفارتها في طهران، يكون البلدان قد دشّنا صفحة جديدة من السلام وحسن الجوار على الأقل، عوض الصدام العبثي.
الواضح اليوم أن البلدين قررا طي صفحة التفكير بمنطق ايديولوجي طائفي قائم على الصدام والاقصاء والزعامة، والذهاب نحو التفكير بعقل استراتيجي منفتح قائم على المصالح والسلام الذي يعني الأمن والازدهار للجميع.
ويبدو أيضا   أن الطرفين قد أجريا جردا لعملية الصدام ونتائجها على بلديهما أولا وعلى الشرق الأوسط ككل، و النتيجة بديهية لا يختلف حولها اثنان وهو أن الدمار والفوضى والخراب هو المحصّلة الوحيدة.
بطبيعة الحال في هذا المضمار، كان المستفيد الرئيسي من الصدام السعودي الايراني (السني الشيعي بمنطق ديني طائفي) هو الكيان الصهيوني وأمريكا ومن وراءهم القوى الغربية الأخرى الصائدة في الماء العكر وفي الحروب القذرة وفي جعل الشرق الأوسط بركانا لا يهدأ.
في المقابل كان المتضرّر الأكبر من ذلك هم المسلمون، سواء من الطائفة السنية او الشيعية ولنا مثال جيّد في ما يحدث في أربع دول، تمثّل مركز الصراع بين الرياض وطهران ونعني سوريا والعراق ولبنان واليمن.
الآن الرياض فهمت اللّعبة (بسبب التغييرات الداخلية والاقليمية والدولية) وطهران أيضا (الصراع مع الاحتلال والحصار الغربي)، لذلك خيّرا الجلوس وجها لوجه وحلّ مشاكلهما بعيدا عن أطروحات واشنطن المبنيّة على سلام الكيان الصهيوني على حساب دمار الشرق الأوسط.
هذا التغيّر الاستراتيجي في العلاقات السعودية الايرانية- إن تمّ على أكمل وجه طبعا- لم يكن صادما لواشنطن وتل أبيب فحسب، بل عملا ويعملان على تخريبه بأي طريقة كانت وقد ترجمت ذلك تصريحات مسؤولي البلدين.
ولعلّ الزيارة التي ينوي وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن القيام بها الى الرياض هذا الاسبوع، تتنزّل في خانة الضغط على الرياض أولا ثم رأب الصدع معها ثانيا بعد الخلاف حول عديد القضايا وأبرزها ملف "أوبك +".
فواشنطن تريد أن تواصل لعب دور الوصي على الخيارات والقرارات السعودية، وقد أزعجها كثيرا تبنّي الرياض لرؤية جديدة قائمة على مراعاة مصلحتها الخاصة وهو ما تمّ ترجمته فعلا في اقامة شراكة استراتيجية مع الصين والمصالحة مع إيران.
وما زاد من جنون واشنطن هو إعلان قائد القوات البحرية للجيش الإيراني، الأميرال شهرام إيراني، أن بلاده والسعودية و3 دول خليجية أخرى تخطط لتشكيل تحالف بحري يضم أيضا الهند وباكستان، وفقا لما ذكرته وسائل إعلام إيرانية السبت الماضي.
شهرام إيراني لخّص المقاربة الجديدة في المنطقة بقوله إن "دول المنطقة أدركت اليوم أن التعاون فيما بينها هو فقط الذي يحقق الأمن للمنطقة"، وهذا ما يعني أن السلام بين الرياض وطهران أمر استراتيجي وحيوي   في المنطقة بأسرها.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك