مع الشروق : الاحتلال و المواجهة المحتومة مع ايران وحزب الله

مع الشروق : الاحتلال و المواجهة المحتومة مع ايران وحزب الله

تاريخ النشر : 07:00 - 2025/11/11

وسط الجمود سواء في تقدّم المفاوضات بين ايران والولايات المتّحدة الأمريكية من جهة ، والكيان الصهيوني و  «حزب الله» اللبناني  في تثبيت وقف إطلاق النار من جهة ثانية، تبدو مسألة خوض جولة جديدة على احدى الجبهتين او الاثنين معا مسألة وقت.
منذ مواجهة الاثني عشر يوما بين الكيان الصهيوني وإيران، والتي لقّنت فيها طهران درسا قاسيا للكيان المحتل، لا تزال مسألة اليورانيوم المخصّب تمثّل إشكالا كبيرا وعنصرا رئيسيا في إبرام اتفاق نووي جديد وتجنّب مواجهة جديدة.
فبعد التبجّح الأمريكي بتدمير المفاعلات النووية الايرانية في حرب الـ12 يوما، وبالتالي القضاء على قدرتها في صنع قنبلة نووية رغم انكار طهران الدائم لهذا الامر، بدأ الشكّ يضرب الموقف الأمريكي وخاصّة الصهيوني.
وبينما تقول طهران إن كمّية اليورانيوم المخصّب لا تزال مدفونة تحت الأرض بسبب الضربات الامريكية خاصّة، فإن الكيان الصهيوني يزعم ان طهران قامت بنقل المواد المخصّبة الى مكان سرّي وبالتالي ستحافظ على قدرتها في صنع قنابل نووية متى ما أرادت.
فكرة القضاء على البرنامج النووي الايراني كانت هي السبب الرئيسي-الظاهر على الاقل- في انهاء حرب الـ12 يوما، ومع تزايد الشكوك واعتقاد مسؤولين وخبراء في الشرق الأوسط  بشكل متزايد أن الضربات الصهيونية والأمريكية ألحقت أضرارا أقل بالمنشآت النووية لطهران مما كان يُعتقد سابقا، فإن مسألة تجدّد المواجهة بين الطرفين تبدو غير مستبعدة.
هذا التشكيك والاعتقاد زاد فيه تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية، والذي قال «إن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، والذي يكفي لصنع 11 سلاحا نوويا، إما مدفون تحت الأنقاض، كما تزعم إيران، أو نُقل إلى مكانٍ آمن، كما يعتقد المسؤولون الإسرائيليون».
تقرير الصحيفة أكّد ايضا ان هناك عوامل أخرى تجعل اندلاع حربٍ أخرى مُرجحا. من بينها الجمود المستمر بين الولايات المتحدة وإيران، اللتين انخرطتا في عدة جولات من المحادثات قبل انضمام امريكا إلى حملة القصف الصهيونية في جوان الماضي.
 علاوة على ذلك -يواصل التقرير- ، انتهت مؤخرا صلاحية الاتفاق النووي لعام 2015، الذي تم التوصل إليه بين إيران والولايات المتحدة والدول الأوروبية، مما أدى إلى فرض عقوبات صارمة على إيران.
وبينما يشعر الكيان الصهيوني بأن المهمة لم تُنجز بعد، ولا يرى سببًا يمنعه من استئناف الصراع، تُضاعف إيران من استعداداتها للجولة التالية، واضعة في حساباتها انه لا أمان لها دون قدراتها العسكرية الرادعة.
على الجانب الآخر وبشكل يشبه تماما الوضع مع ايران، يظلّ الصراع بين الاحتلال وحزب الله كالنار تحت الرماد، فبينما لا يكفّ الاحتلال عن قصف لبنان بشكل شبه يومي، تتحدّث تقارير عن تجديد «حزب الله» لترسانته وقيادته من تحت الارض بوتيرة سريعة تحضيرا لمواجهة جديدة.
وبينما يصرّ الاحتلال ويضغط الغرب وخاصّة امريكا ودول اقليمية على نزع سلاح حزب الله، يرى الحزب ان هذا الأمر هو أضغاث أحلام وأنّه لن يتخلّى عن سلاحه مهما كلّف الأمر.
ويبدو ان الاحتلال وحلفاءه يتذرّعون بهذا الطلب المستحيل-نزع سلاح حزب الله- لتبرير مواصلة استهداف الكيان الصهيوني للداخل اللبناني كما يشاء ودون حسيب او رقيب وتحت تعلّة منع «حزب الله» من تجديد نفسه.
كما يسعى الاحتلال الى إضعاف «حزب الله» سياسيا واقتصاديا وبالضربات الخاطفة قبل قرار الدخول في مواجهة كبرى مفتوحة معه، وهو الأمر الذي يفهمه الحزب جيّدا ويستعدّ له بكلّ قوّته من تحت الأرض.
يبقى السؤال هو هل ستكون المواجهة بين الحزب والاحتلال ضمن مواجهة كبرى مع يران؟ ام سيقتصر الأمر على مواجهة حدودية كما حصل في كل المواجهات السابقة والتي لطالما لقّن فيها الحزب الكيان الصهيوني درسا قاسيا؟
بدرالدّين السّيّاري
 

تعليقات الفيسبوك