مع الشروق ..«خاشعون ..خاضعون»!

مع الشروق ..«خاشعون ..خاضعون»!

تاريخ النشر : 08:24 - 2024/03/18

التقارير الإعلامية الواردة على العالم من غزة الصامدة الصائمة تدمي القلوب وتمزق الأفئدة.. صائمون قائمون بلا ماء وغذاء..بلا كهرباء ودواء في هذا الشهر الكريم .
أسبوع مر على بداية شهر الصيام، وإخوتنا في غزة الصامدة الصائمة يصلون صيام نهارهم بليلهم ..لا طحين ولا خبز ، لا غلال ولا خضر .. بل ولا نيران توقد في مطابخهم المتصدعة المهدمة ، ولا بيوت تأويهم بعد أن تحول بعضها إلى ركام وخراب .. 
محادثات التهدئة " هدأت " ..ومفاوضات وقف اطلاق النار توقفت ..ليصوم الفلسطينيون شهرهم هذا في ظل أزمة جوع خانقة ومساعدات شحيحة تسقط على رؤوس بعضهم  من السماء فتأتي عليهم قبل أن يأتوا عليها ..
في بعض هذه التقارير الإعلامية يقسم شيخ مسن فر أبناؤه إلى الجنوب وتمسك هو ببقايا بيته ، يقسم بأغلظ الإيمان وهو الصائم القائم الخاشع في صلاته للرحيم الرحمان ، انه لا يملك كأس ماء ولا رأس بصل ! ..
الروايات والمشاهد المدمرة للنفوس والحارقة للقلوب كثيرة ومتواصلة  في ظل استمرار حرب ظالمة  قاربت أيامها  الـ170  يوما بلياليها وأيامها ، بساعات فطرها وصيامها ، والصائمون هناك " يعانون من مجاعة حقيقية " والكلام لمسؤول المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي، "يانيز لينارتشيتش" الذي أضاف ، إن هناك مناطق في غزة تعاني من مجاعة حقيقية، ويمكن أن تمتد هذه المجاعة إلى القطاع بأكمله."
رئيسة المفوضية الأوروبية "أورسولا فون دير لاين"  قالت  "هناك حاجة إلى دخول ما لا يقل عن 500 شاحنة أو ما يعادلها من المساعدات إلى غزة يوميا"، مشيرة إلى أن مبادرة إرسال المساعدات الإنسانية من جزيرة قبرص إلى غزة، لا يجب أن تكون بديلاً للطرق البرية ..
وفي ظل هذه المجاعة القاتلة وحملة التهجير الممنهجة، يصر رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح رغم المعارضة الأمريكية الداعمة الرئيسية للكيان ، وتراهن حماس على إطالة زمن الحرب لمزيد من الضغط الدولي على الكيان الغاشم ، وبين الموقفين ، يصوم بعض حكامنا كعادتهم عن المواقف والكلام متى يجب الكلام! بل وتتهم "حركة فتح"  حماس " باعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة " !.
في ظل كل هذا ، يعاني شعبنا الأعزل في غزة الجوع والتهجير، التقتيل والتدمير ، وتتواصل مأساتهم في شهر الصيام هذا مخلفة إلى حد الآن أكثر من 31الف شهيد و أكثر من 73 الف مصاب معظمهم من النساء والأطفال ، مع دمار هائل في البنية التحتية في حرب لم يشهد له القرن الحالي مثيلا ..     
رمضان هذا العام في غزة  سيتصدر أشهر الصيام الأكثر دموية لهذا القرن ، وسيكتب التاريخ من جديد أن حكامنا في "شهر القرآن" عن قول الحق صائمون .. فتقبل اللهم صيامهم وقيامهم ..خشوعهم وخضوعهم ..
راشد شعور

تعليقات الفيسبوك