اليوم 13 اوت يوم ليس فقط في ذاكرة نساء تونس بل في ذاكرة كل المجتمع التونسي ، تحول عظيم في مجتمع منغلق حينها ، تحول صنع تاريخ جديدا لتونس ، كان قرارا يحتاج الى قوة وشجاعة وجرأة وارادة على صنع مجتمع جديد ، بورقيبة صنع ذلك التاريخ وقدم مجلة الأحوال الشخصية ،مجلة ضمت قوانين جديدة للأسرة وكانت لها تغييرات جوهرية ومنعت لأول مرة في المجتمعات العربية والإسلامية تعدد الزوجات لتحدث بذرة ثورة في العقول قبل السلوكيات …

تتالت انجازات هذا اليوم العظيم الذي صنع تاريخا جديدا للمجتمع التونسي حيث تم في سنة 2002 وبقرار من الرئيس زين العابدين بن علي دسترة حقوق ومكاسب المرأة التونسية وهو ما يعني أن أحكام مجلة الأحوال الشخصية أصبحت في مرتبة الدستور ..

حرية المرأة في تونس مكسب لكل المجتمع لكن للأسف لاتزال بعض الصور القاتمة والسوداء رغم مجلة الأحوال الشخصية ورغم ترسانة القوانين التي نعتز بها…

اليوم نسبة تعنيف المرأة مرتفعة في مجتمعنا الى حد كبير ، واليوم تعاني المرأة في القطاع الفلاحي من الاضطهاد والإستغلال ، توجد قوانين وتوجد تشريعات كان للأسف الواقع غير ذلك …

لاتزال نسبة انقطاع الفتيات عن التعليم في الأرياف والجهات الداخلية مرتفعة ولايزال في مجتمعنا سماسرة يتاجرون بالفتيات لتشغيلهم كمعينات في المدن والعاصمة…

لايزال في مجتمعنا من يحرم المرأة من الميراث ومن يواصل اضطهادها لذلك لابد أن يتواصل مشوار مجلة الأحوال الشخصية ، المشوار يحتاج كما في البداية الى شجاعة والى ارادة والى جرأة والى قدرة على صنع التاريخ …

لايزال الطريق طويلا أمام المرأة والمجتمع التونسي لتحقيق المساواة الكاملة في كل الأشياء …

اليوم ليس عيد المرأة فقط بل عيد كل المجتمع التونسي ، مكاسب كثيرة تحققت ومكاسب أخرى تنتظر …

سفيان الأسود