إعداد وصور ياسين بن سعد

في دروب برج الرّاس حنين وحكايات من الزّمن البعيد  الذي كانت فيه المهديّة  قلب افريقيّة وأعظم الموانئ التجارية والعسكرية.

كأيقونة حزينة ظلّت دار أسطى مراد في نهج الحكّام شاهدا حيّا على مأساة المرادييّن الذين أرادوا المجد فانتهى بهم الحال إلى ما يشبه

في حضن الأمواج تنام سلقطة البونيقية (Alipota) والرومانية (Sullectum / المكان المختار) فالماء قد غمر أغلب معالمها ، بقي أن سلقطة

خلف الأسوار وأبوابها العتيقة وقرب باب أرطة (باب المنارة لاحقا) أقام الخراسانيّون إمارتهم وبنوا قصورهم ومقابرهم لكن من آثار هذه

في كنف الأولياء الصالحين، وبين الزّوايا والخلوات الصوفيّة تتمركز قشلة سيدي عامر وكأن هذه الثكنة الحصينة التي بناها حمودة باشا ا

في الطريق من بير مروة الى المرناقية حقول على مدّ البصر فيها كروم وزياتين وخضر وغلال لكن رائحة الهواء المشبع بالرطوبة تذكّر العا

ببيوته وأقواسه وأبوابه المسمّرة وقناديله المعلّقة وجماله المحيّر مثل معزوفة موريسكيّة حزينة يمتد نهج الأندلس ، بل لعل هذا الجان

من سجنان إلى كاب سيرات وسيدي مشرق وحتى كاب نيقرو ظل "الجرح الاستعماري" مفتوحا في ذاكرة هذه النقاط الشمالية  تشهد على ذلك بعض ال

في بساتين منوبة الغناء وفي عصر حمودة باشا الحسيني شيّد قصر الوردة ليكون  كما أشرنا في الجزء الأول من مقالنا هذا شاهدا على هذه ا

لا شيء في الطريق الى  بني مطير يطغى على شموخ جبال خمير وهدوئها السرمدي فكل عنصر من عناصر هذا المكان الذي يذكّر بالخلق الالاهي ا