وصلت مساء اليوم الأحد إلى ميناء سيدي بوسعيد بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس السفينة "مادلين"، وهي أول سفن  أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن "غزة"، التي يقدر عددها بـ 20 سفينة، وكانت أبحرت قبل أيام من مدينة برشلونة الاسبانية باتجاه قطاع غزة الفلسطيني.

وحملت السفينة على متنها 12 ناشطا، من بينهم الناشطة البيئية السويدية "غريتا ثونبرغ" والألمانية "ياسمين آجار" والبرازيلي "تياغو افيلا"، الذين أبحروا رفقة آخرين منذ الإثنين الماضي من مدينة برشلونة.

وكان في استقبال السفينة المئات من التونسيين الذين رحبوا بالناشطين ورفعوا أعلام الدول المشاركة في الأسطول وهتفوا بشعار "فلسطين حرّة حرّة". كما رددوا نشيد أسطول الصمود وشعارات مؤيدة للفلسطينيين في غزة ومنتقدة لتواطؤ عديد الأنظمة.

وألقت الناشطة البيئية السويدية، "غريتا ثونبرغ"، كلمة قالت فيها "أبقوا أعينكم على غزة"، منددة بما أسمتها "الإبادة الممنهجة في غزة والممولة من حكومات وسياسيين غربيين". ودعت غريتا إلى وضع حد لما وصفته "التواطؤ مع هذه الإبادة المرتكبة من قبل القوات الصهيونية منذ أشهر وخلفت آلاف القتلى والجرحى".

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، عن استشهاد 87 فلسطينيا وإصابة 409 آخرين خلال الساعات الـ24 الماضية، لترتفع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر 202، إلى 64 ألفا و368 شهيدا، و162 ألفا و776 مصابا.

اما الناشطة ياسمين آجار، التي وضعت على رأسها كوفية فلسطينية، فقالت أمام مستقبليها "لن نتوقف ولن نستسلم وما نقوم به، نقوم به بكل شجاعة ".

من جانبه قال "تياغو افيلا"، الذي كان اعتقل لدى مشاركته في جوان الماضي في أسطول الحرية البحري لكسر الحصار عن غزة قبل إطلاق سراحه، "إن أسطول الصمود العالمي هو من ضمن أكبر المهمات الانسانية وهو وعد تم قطعه على الفلسطينين بالعودة ثانية".

وتتالت منذ فترة محاولات كسر الحصار على غزة برا وبحرا من قبل عديد الناشطين. وغادرت قافلة "الصمود الإنسانية" البرية تونس يوم 9 جوان الماضي في رحلة باتجاه قطاع غزة بمشاركة عدد من الفاعلين من بلدان المغرب العربي .

من جهة أخرى، تساءلت الناشطة السويدية عن أسباب غياب تغطية لوسائل الإعلام العالمية للمجازر المرتكبة في حق المدنيين الفلسطينيين والصحفيين في القطاع المحاصر .

ودعا وائل نوار عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وعضو أسطول الصمود العالمي، في كلمة بالمناسبة، إلى الحضور بكثافة يوم الأربعاء المقبل 10 سبتمبر الجاري لتوديع سفن الأسطول العالمي، الذي ستنظم اليه سفن أسطول الصمود المغاربي .

ووفق نوار يضم الأسطول متطوعين من 44 دولة، ويشمل تحالفات عدة منها، نشطاء أسطول الصمود المغاربي، ونشطاء من أسطول الحرية، والحراك العالمي إلى غزّة والمبادرة الشرق آسيوية "صمود نوزنتارا" (Sumoud Nusantara).

وكان من المقرر أن تنطلق جميع السفن قبل أيام ولكن تأجل ذلك الموعد جراء أسباب تقنية ولوجستية خارجة عن إرادة هيئة أسطول الصمود العالمي، وفق ما ذكرته الهيئة الليلة الماضية في منشور لها.