اختتم مساء أمس المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي في دورته الثلاثين ،تحت شعار "معا لاستمرارية المهرجان كمكسب وطني". إذ انطلقت فعاليات اليوم الثامي والأخير بمداخلة حول "الشعر والزمن، من التخارج إلى دياليكتيك " للأستاذ الطيب الحميدي انطلاق من نموذجين الشاعر زهير بن أبي سلمى في الشعر القديم، َالشاعر ألفونس دو لامارتين في الشعر الحديث. َخلال مداخلته القيّمة تحدّث الحميدي عن ثنائية التداخل والتخارج ، وخلُص إلى إن الشعر حالة قولية لا يمكن أن تتأثر بالزمن قليلا ولا كثيرا، كما أن الزمن و الشعر لا يتنابذان، بل الزمن هو انعتاق الإنسان من العدم وتحرره.

وأشار إلى أن الشاعر لامارتين كان مسكونا في قصائده بهاجس الزمن من خلال الثنائيات: المكان الموجود والمكان المنشود، الزمان الأرضي والزمان العلوي، وانسان الدهماء وانسان الشعر. و قال إن الزمن أعظم الإشكاليات وهو أقرب الأشياء إلينا وأبعدها عنا، وهو يثور على احتوائية الزمن.

وانتهى إلى أن سر العبقرية لدى ااشاعر أنه يأخذ بالاستثناءات وليس بالمُباحات وأن" الشاعر يكرّ الزمن كي يُعيد خلقه وتلك هي لُغزية العلاقة بين الشاعر والزمن". بعد المداخلة ، نشطت الشاعرة سميرة السحيمي أمسبة شعرية لأصوات أغلبها شابة قادمة على عجل مثل هارون عمري من الجزائر، لهام حبوب من سوريا، زكرياء عيسى و فاطمة عكاشة. وجلال بن روينة ،شمس الدين العوني و عبد المجيد البرغوثي من تونس. وبالمناسبة تم تكريم الإعلامي محسن بن أحمد وتكريم الحضور وسط جهور نوعي من نقاد وجامعيين وشعراء ومهتمين بالشأن الثقافي.

هكذا أسدل المهرجان العريق الستار على دورة جديدة تنضاف إلى رصيد نجاحاته بإدارة الشاعر سالم الشعباني ، وهي دورة التحدّي في انفتاحها على الأصوات الشعرية الشابة من تونس ودول عربية ، وكذلك أمام تواضع الإمكانيات المادية وتخلي شركة فسفاط قفصة عن دورها في تمويل المهرجان، والتعقيدات الإدارية في هذا الظرف الصعب.

وقد عبّر شعار هذه الدورة " معا لاستمرارية المهرجان كمكسب وطني" عن صرخة صامتة إلى من يهمهم الأمر ومحبي الشعر لحماية المهرجان الوطني للشعر بالمتلوي من التلاشي.