تبيّن المعطيات الإحصائية الرسمية ان زيت الزيتون والتمور هي أكثر المنتجات التونسية المصدّرة لكندا وذلك في سياق تسجيل معاملات بينيّة تقدر قيمتها بين تصدير وتوريد بأكثر من مليار دينار منها 341 مليون دينار تصدير و640 مليون دينار توريد تعلقت اساسا بمادة  القمح الصلب بأكثر من 80 بالمائة فيما تصدر تونس المواد الغذائية ومواد ميكانيكية وكهربائية وتمثل نسبة الصادرات نحو كندا 0.5 بالمائة من مجموع الصادرات التونسية نحو الخارج سنة 2023 بينما تشكل نسبة التوريد حوالي 0.6 بالمائة من المجموع العام للمواد الموردة من الخارج نحو تونس .
تناغما مع توجّه مركز النّهوض بالصّادرات للتركيز على السّوق الكنديّة في برنامجه التّرويجي لسنة 2024، تمّ تنظيم اللقاء الشهري الثالث من "صباحيّات التصدير"، يوم الجمعة 26 أفريل الجاري بدار المصدّر، تحت عنوان "السّوق الكنديّة: أيّة إمكانات تصديريّة توفرها لتونس؟".
ويهدف هذا اللّقاء الإعلامي، الذي انتظم بالتعاون مع سفارة كندا في تونس، إلى مزيد تعريف المتعاملين الاقتصاديّين وتحسيسهم بأهميّة السّوق الكنديّة وبفرص التصدير الواعدة التي تتيحها، فضلا عن تسليط الضوء على الإجراءات والآليّات التي يمكن الاستفادة منها للنفاذ إليها وتعزيز التموقع التنافسي للمنتجات والخدمات التونسيّة بها.
تمت الإشارة في هذا الصدد الى أنّ كندا تمثّل "سوق 2024" بالنسبة للمركز، خصوصا أنّه تمّ إعداد برنامج ثريّ خاصّ بهذه الوجهة التّصديريّة الواعدة يتضمّن 7 عمليّات ترويجية، 3 منها قطاعيّة، وبأنّ 4 مقاطعات كنديّة ستشملها بعثات ترويجية خلال هذه السنة وهي مونريال، وكيبيك، وتورونتو وأوتاوا. وسيمثّل صالون الأغذية الزّراعية بمونريال، الذي سيلتئم من 15 إلى 17 ماي القادم، أولى المحطّات المبرمجة لهذه السّنة، يليها مشاركة وفد من الهياكل والفاعلين الاقتصاديين في لقاءات الأعمال الفرنكوفونية بمدينة كيبيك، وفي الصالون الدولي للتكنولوجيا بتورونتو، وذلك خلال شهر جوان.

وأكدت لوران ديجر، سفيرة كندا بتونس، في هذا السياق على أنّ العلاقات بين البلدين شهدت نشاطا ملحوظاً خلال العام الماضي، ويتعين على الجانبين الاستفادة من هذا الزخم، والعمل على تذليل الصعوبات التي تواجه المتعاملين الاقتصاديين مبرزة توفّر فرص هامّة للتعامل والتبادل في مجالات مختلفة على غرار تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمنتجات الزّراعية والطيران والفضاء والطاقة النّظيفة، كما ذكرت بأن 33 شركة كندية منتصبة في تونس، وبأن 28 شركة تونسيّة تنشط أغلبها في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، انتصبت أو أحدثت فروعا لها بكندا بين سنتي 2017 و2024.
و على صعيد آخر، ثمّنت السفيرة جهود المركز في دفع المبادلات التجارية والعلاقات الثنائية بين البلدين. وأعلنت عن توقيع اتفاقية بين مركز النّهوض بالصادرات و"شبكة الأعمال التونسية الكندي مؤكدة أن هذه الاتفاقية شاهد على الالتزام المتجدّد بين البلدين.
من جانبه، أبرز الأسعد بوطارة سفير تونس بأوتاوا، أنّ تخصيص هذا اللقاء الإعلامي للسّوق الكندية، يأتي في نفس السياق والنسق المتصاعد، هذه السنة، للأنشطة الترويجية بين تونس وكندا. وذكّر بأنّ إعادة إدراج تونس ضمن الدول المستفيدة من النظام المعمم للأفضليات الكندي مطلع 2025، يمثّل فرصة هامّة بالنسبة للمؤسسات التونسية يتعيّن الاستفادة منها، لتعزيز صادراتها باتجاه كندا.
كما بيّن وليد سيالة رئيس "شبكة الأعمال التونسية الكندية"، أنّ مهامّها الأساسية تتمثّل في العمل على تنمية وتطوير العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين تونس وكندا، إلى جانب خلق فرص تواصل وشراكة للمتعاملين الاقتصاديين المعنيين بتعزيز العلاقات التجاريّة التونسية الكندية وهي تتولّى كذلك تنظيم عدّة فعاليات ولقاءات تهدف إلى تيسير التبادلات والتعاون بين البلدين، وتتجه عمليّاتها نحو مبادرات ثلاثية يكون فيها الطرفان التونسي والكندي الرّكيزة الأساسية.
هذا ولتطوير المبادلات التجاريّة بين تونس وكندا أهمية خاصة، وهو ما يتطلب التحكم بشكل فعال في كلفة وآجال شحن البضائع بالإضافة إلى تعريف المعنيّين بالسّوق الكنديّة بأهم المتطلّبات القانونيّة والجمركية، واللوجستية والاقتصادية والتجارية الخاصة بالتعامل مع الأطراف الفاعلة في هذه السوق الكبرى خصوصا ان عدة مؤسّسات تونسيّة قد حققت قصص نجاح في التعامل معها وهي تنشط بالأساس في مجال تصدير الخدمات والمنتجات والملابس الجاهزة والصناعات الحرفية والصناعات الميكانيكية والصناعات الكيميائية وصناعة مكونات الطائرات.