كيف أطالت الحرب عمر نتنياهو السياسي.. تحقيق يكشف الكواليس والأسرار

كيف أطالت الحرب عمر نتنياهو السياسي.. تحقيق يكشف الكواليس والأسرار

تاريخ النشر : 13:16 - 2025/07/11

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير معلومات عن كيف نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطالة عمره السياسي بعد هجوم "حماس" في 7 أكتوبر.

وقالت الصحيفة إنه عندما شنت حركة "حماس" هجومها على إسرائيل، وأشعلت بذلك فتيل الحرب في قطاع غزة، بدا أن المسيرة السياسية لنتنياهو قد شارفت على نهايتها. لكن بعد نحو عامين من اندلاع الحرب، لا تزال المعارك مستمرة، وقد عاد نتنياهو ليحظى بموقع نادر من القوة السياسية في الداخل.


ويكشف تحقيق استمر ستة أشهر، ويتضمن العديد من التفاصيل التي لم يكشف عنها من قبل، القصة الكاملة لما جرى خلف الكواليس، موضحا كيف نجح نتنياهو في النجاة السياسية، ثم في تعزيز مكانته بينما كانت الحرب تزداد تعقيدا.

ويأخذ التحقيق القراء إلى غرفته في المستشفى في يوليو 2023، وإلى منزله في الدقائق الأولى بعد بدء هجوم "حماس"، ثم إلى مقار قيادة الجيش الإسرائيلي في الأيام التالية، وصولاً إلى كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار ومداولات مجلس الوزراء الإسرائيلي خلال عامي 2024 و2025.

ومن خلال مقابلات مع أكثر من 110 مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة والعالم العربي، إلى جانب مراجعة عشرات الوثائق والسجلات الحكومية، يكشف التحقيق كيف ساهمت قرارات نتنياهو في جعل إسرائيل أكثر عرضة لهجوم السابع من أكتوبر، ثم كيف عمل على إطالة أمد الحرب وتوسيع رقعتها.

وعلى نحو غير متوقع، سمح هذا التوسع لإسرائيل بتوجيه ضربة قوية لحزب الله وتحدي إيران، في حين أدى استمرار العمليات في غزة إلى معاناة غير منقطعة للفلسطينيين، وسقوط رهائن إسرائيليين قتلى، ومنح نتنياهو فرصة لتأجيل الحساب السياسي الداخلي.
قبل 7 أكتوبر: تحذيرات تم تجاهلها

في يوليو 2023، وبينما كان نتنياهو يتعافى في المستشفى، أحضر له جنرال رفيع تقريراً استخباراتياً ينذر بالخطر، حذر فيه من أن أعداء إسرائيل، بمن فيهم حماس، باتوا يرون في الاضطرابات الداخلية الإسرائيلية الناجمة عن خطط نتنياهو لإضعاف القضاء، فرصة لشنّ هجوم. لكن نتنياهو تجاهل هذه التحذيرات، ومضت حكومته قدماً في تمرير قوانين تقوّض السلطة القضائية، ما أثار مزيداً من الانقسام. وبعد يومين فقط، رأت قيادة حماس أن اللحظة باتت مواتية لتنفيذ الهجوم الذي خُطط له مسبقاً.

في الساعات الأولى: تملص من المسؤولية

في اللحظات الأولى للهجوم، بدأ نتنياهو بمحاولات التملص من المسؤولية. ففي إحدى أولى مكالماته الهاتفية صباح ذلك اليوم قال: "لا أرى شيئاً في المعلومات الاستخباراتية"، في محاولة مبكرة لتحميل المسؤولية للأجهزة الأمنية. وسرعان ما بدأ فريقه بتسريب رواية إلى المؤثرين المقربين، تلقي باللوم على قادة الجيش، في وقت حرصوا فيه على منع توثيق الاجتماعات مع نتنياهو، وفرضوا تفتيشاً على القادة العسكريين، بمن فيهم رئيس الأركان هرتسي هاليفي، بحثاً عن أجهزة تسجيل خفية.

كما قام الفريق لاحقاً بتعديل سجلات الاتصالات الهاتفية الرسمية لنتنياهو في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وسرّب وثيقة حساسة إلى صحيفة أجنبية لتقويض مصداقية منتقديه، بمن فيهم أهالي الرهائن المحتجزين في غزة.

تحالف مع اليمين المتطرف: حسابات السلطة تؤخر الهدنة

في بداية الحرب، رفض نتنياهو عرضا من زعيم المعارضة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، مفضلاً البقاء في ائتلاف يميني متشدد يضمن له الاستمرار في الحكم. ومنذ ذلك الحين، أصبح أسيراً لمطالب أقصى اليمين، لا سيما فيما يخص رفض التوصل إلى هدنة مع حماس. ومع كل بادرة تحرك نحو وقف إطلاق النار، كان نتنياهو يعيد ترتيب أولوياته العسكرية، ويعطي أهمية لمهام مثل السيطرة على رفح أو احتلال حدود غزة مع مصر، رغم تحذيرات القيادات العسكرية من عدم جدواها الاستراتيجية.

فرصة للسلام مع السعودية: نتنياهو يتردد

في مايو 2024، أبدت القيادة السعودية استعدادها لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بشرط إنهاء الحرب في غزة، وتقديم واشنطن لتنازلات للرياض، وبدء إسرائيل إجراءات للاعتراف بدولة فلسطينية. قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أحد الاجتماعات: "دعونا ننهي هذا". لكن تردد نتنياهو في الاستجابة لذلك المسار ساهم في تدهور العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. ومع ارتفاع عدد القتلى في غزة، أنهى بايدن إحدى مكالماته مع نتنياهو بشكل مفاجئ. وعندما أشارت استطلاعات الرأي إلى أن أكثر من نصف الإسرائيليين باتوا يؤيدون صفقة تبادل رهائن، رد نتنياهو قائلاً: "ليس 50% من ناخبيّ".

تصعيد إقليمي: استعادة المكانة من خلال الحرب

في بداية الحرب، تجنّب نتنياهو التصعيد مع حزب الله وإيران. لكنه لاحقا، وبعد تحقيق نجاحات استخباراتية، أمر باغتيال قادة بارزين في حزب الله، ثم باغتيال أمينه العام وغزو معاقله في جنوب لبنان. وواصل الحملة بشن هجمات على أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، ما كشف طهران وجعلها عاجزة عن حماية الرئيس السوري بشار الأسد، الأمر الذي مهّد الطريق لتقدّم المتمردين والإطاحة به.

ومع تراجع النفوذ الإيراني، نفذ نتنياهو هجوماً مباشراً على إيران، واعتُبر هذا الإنجاز الأعظم في تاريخه السياسي، مما أعاد لحزبه مكانة قوية في استطلاعات الرأي لأول مرة منذ خريف 2023.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

صرح مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية، الجمعة، أن الوزارة بصدد إقالة أكثر من 1350 دبلوماسياً وموظفا
18:45 - 2025/07/11
أعلنت وزارة الداخلية العراقية إصدار 245 حكما بالإعدام بحق متاجرين دوليين بالمخدرات، مؤكدة أن هذه
17:00 - 2025/07/11
التقى وزير الدفاع الوطني خالد السهيلي، مساء أمس الخميس بمقر الوزارة، نظيره السينغالي "بيرام ديوب"
15:12 - 2025/07/11
ذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن 798 شخصاً على الأقل استشهدوا أثناء محاولته
14:42 - 2025/07/11
رفضت الأمم المتحدة، يوم الخميس، العقوبات "غير المقبولة" التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد
14:39 - 2025/07/11
قال مسؤول إسرائيلي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن إسرائيل توصلت إلى أن اليورانيوم الإيراني نجا من ال
12:11 - 2025/07/11
قال وزير الخارجية النيجيري يوسف توغار، إن الولايات المتحدة تضغط على دول إفريقية لقبول ترحيل فنزوي
11:50 - 2025/07/11
 تسللت قوة اسرائيلية لمسافة 800 متر داخل الأراضي اللبنانية ونفذت عملية تفجير لغرفة فارغة على أطرا
09:19 - 2025/07/11