أكد المشاركون في حلقة نقاش حول "البرامج السياسية في وسائل الاعلام" نظمها مؤخرا برنامج دعم وسائل الاعلام في تونس ( PAMT)، المدعوم من الاتحاد الأوروبي، أن أغلب الحوارات السياسية التي تبثها القنوات التلفزية والإذاعات أو المنشورة على الصحف الورقية والالكترونية عادة ما تسقط في الإثارة المجانية بدل أن تكون أداة إنارة للرأي العام. وقال صحفيون ومنشطون خلال النقاش الذي حضره ممثل عن "الهايكا" أنه آن الأوان لمزيد تعديل أوتار الحوارات السياسية في وسائل الاعلام وذلك من خلال تجنب الإثارة المجانية أو الإساءة إلى الغير وأيضا تجنب المشادات الكلامية التي تحصل أحيانا على المباشر وتتضمن عنفا لفظيا لا ينفع المشاهد في شيء. واعتبر البعض أن ما يحصل من عنف لفظي أو كلام جارح في بعض "البلاتوات" من شانه أن ينعكس سلبا على المواطن في حياته اليومية ليصبح العنف أمرا عاديا في الشارع أو الأماكن العامة أو في البيت "اقتداء" بالسياسيين.. ومن جهة دعا مشاركون في حلقة النقاش إلى أن تقلص القنوات التلفزية من الاهتمام بالشأن السياسي، ذلك أن المواطن ملّ الحوارات السياسية والعراك بين السياسيين على "البلاتوات" أو عبر الصحف وأصبح يتوق إلى برامج تهتم أكثر بمعيشته اليومية وبما ينفعه ثقافيا وعلميا وبما ينفع خاصة الأطفال وجيل الشباب من خلال برامج ترفيهية وتثقيفية. كما اعتبر آخرون أن وسائل الاعلام في تونس تقتصر في برامجها السياسية على الحوارات المباشرة او المسجلة مع ضيوف يقع استدعاؤهم، في حين أنه بالإمكان تقديم أشكال أخرى من البرامج السياسية التي تكون مفيدة وناجعة على غرار البرامج الوثائقية السياسية أو الإخبارية (دون ضيوف) أو التثقيفية السياسية او التي تقتصر على ضيف واحد تحصل الفائدة من مداخلته في المجال السياسي.