رئيس مجلس إدارة جامعة الدراسات الأجنبية ببكين: عازمون على الارتقاء بمستوى التعاون إلى مرتبة الشراكة مع تونس

رئيس مجلس إدارة جامعة الدراسات الأجنبية ببكين: عازمون على الارتقاء بمستوى التعاون إلى مرتبة الشراكة مع تونس

تاريخ النشر : 14:35 - 2025/12/05

شكّلت زيارة رئيس مجلس إدارة جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، وانغ دينغ هوا، إلى تونس في الفترة من 3 إلى 5 ديسمبر 2025، حدثاً بارزاً يعكس التقارب الأكاديمي بين مؤسسات التعليم العالي الصينية والتونسية.

وأفضت هذه الزيارة على وجه الخصوص إلى توقيع مذكرة تعاون جديدة مع جامعة قرطاج،وفق ما صرح به رئيس مجلس ادارة الجامعة. جامعة الدراسات الأجنبية ببكين، التي تعدّ بين أبرز الجامعات الصينية، ترتبط بتعاون عريق مع جامعة قرطاج، لكن توقيع مذكرة جديدة جاء في الحقيقة ليرتقي بمستوى التعاون في المجال إلى مرتبة الشراكة، كما عبّر رئيس مجلس إدارة الجامعة. وأعلن أن هذه المذكرة تنص على عدة محاور، مثل إطلاق دروس مشتركة، وتبادل زيارات الأساتذة والطلبة، وتنفيذ مشاريع بحثية مشتركة في مجالات الدراسات الإقليمية والقطاعية، فضلاً عن تنظيم تبادلات ميدانية تسهم في تعزيز التقارب الأكاديمي بين الجانبين.

وأكد أن هذه الزيارة إلى تونس تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والتعليمي، مضيفاً أنها تأتي ضمن جولة مغاربية وشمال إفريقية تشمل تونس والجزائر والمغرب، وتهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي واستكشاف فرص جديدة للشراكات في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي.

وأشار "وانغ" إلى أن هذه الجولة تأتي في سياق اهتمام متزايد من الجامعة الصينية بتوسيع علاقاتها داخل القارة الإفريقية، التي تُعدّ اليوم إحدى القارات الأكثر أهمية على الصعيد العالمي، لافتاً إلى أن تونس تمثّل محطة رئيسية في هذه الزيارة لما تزخر به من مؤسسات تعليمية وجامعات ذات قيمة علمية اعتبارية.

وذكر رئيس مجلس إدارة الجامعة أن جامعة الدراسات الأجنبية ببكين تُعدّ من أبرز الجامعات الصينية، وأنها تهدف إلى إعداد موارد بشرية ذات كفاءة عالمية من خلال تدريس ما لا يقل عن 101 لغة أجنبية، تشمل لغات جميع الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية.

وتقدّم هذه الجامعة، إلى جانب تخصصات اللغات والثقافات، التدريس والتكوين في مسارات متعددة مثل العلوم السياسية والدراسات الإقليمية والموسيقى والإعلام والحقوق والذكاء الاصطناعي، مما يجعلها فضاءً أكاديمياً متكاملاً لإعداد كفاءات قادرة على العمل في محيط دولي يتسم بالتنوع. وتحدّث "وانغ" عن تدريس اللغة العربية في الجامعة، مبيّناً أن هذا التخصص تأسس عام 1958، وقد تمكنت الجامعة عبر العقود من إعداد أجيال من المتخصصين الصينيين في اللغة والثقافة العربيتين، ممن ساهموا في دعم العلاقات الصينية العربية في مجالات السياسة والدبلوماسية والثقافة والاقتصاد والتعليم. وأضاف أن الجامعة تعمل اليوم على تعزيز حضور هذا القسم وتطويره بما يتماشى مع توسع العلاقات الصينية العربية.

وفي جانب التعاون مع الجامعات التونسية، أوضح أن جامعة الدراسات الأجنبية ترتبط بشراكات قائمة مع عدد من المؤسسات الجامعية في تونس، من بينها جامعة سوسة وجامعة قرطاج. وأعرب عن ترحيبه باستقبال الطلبة التونسيين في مختلف برامجها، مبرزاً أن التدريس في كلية الدراسات العربية يتم باللغة العربية التي يتقنها الطلبة التونسيون بطبيعة الحال، في حين تتوفر في بقية الكليات دروس باللغة الإنجليزية بما يسهل عملية الاندماج الأكاديمي للطلبة الأجانب.

وأشار "وانغ" إلى أن الجامعة الصينية تعمل على تمكين طلبتها من خوض تجارب ميدانية عابرة للثقافات عبر التدريب في مؤسسات وشركات داخل الصين وخارجها، وخاصة في إفريقيا، مبيّناً أن الجامعة أسست منصة للخدمة اللغوية العالمية تقدم خدمات في الترجمة والبحث العلمي للهيئات الحكومية والأكاديمية. وأضاف أن جامعة الدراسات الأجنبية ببكين تقود آلية تعاون واسعة تضم 100 جامعة صينية وإفريقية، وقد بلغ عدد المؤسسات المشاركة حالياً حوالي 50 جامعة من كل جانب، بما فيها تونس، مع السعي إلى توسيع هذه المنظومة لتشمل جامعات أخرى من المنطقة المغاربية.

وفي حديثه عن تدريس اللغة الصينية في تونس، عبّر رئيس مجلس إدارة الجامعة عن سعادته بالإقبال المتزايد من الشباب التونسي على تعلّم اللغة الصينية، مشيرا إلى أن هذا الإقبال يعكس رغبة متنامية في فهم الثقافة الصينية وفي استثمار الفرص المستقبلية التي يتيحها التطور الاقتصادي الكبير في الصين. وأوضح أن اللغة الصينية، رغم صعوبتها وخاصة في مجالي النحو والكتابة، يمكن إتقانها بالمثابرة والممارسة، مقدّماً أربع نصائح أساسية للطلبة التونسيين: الإكثار من التدريب مع الأساتذة والطلبة الصينيين، والاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي في المراجعة، وزيارة الصين لاكتساب بيئة لغوية طبيعية، إلى جانب متابعة الأفلام الصينية غير المدبلجة لأنها تساعد على ربط اللغة بالصورة والسياق.

كما أشار إلى أن تزايد الإقبال العالمي على اللغة الصينية يرتبط بشكل وثيق بالنمو الاقتصادي الذي تشهده الصين وتوسع حضورها في العالم، مؤكداً أن عدداً كبيراً من الطلبة العرب الذين درسوا في الصين حققوا نجاحات مرموقة، ونال بعضهم جوائز حكومية رفيعة المستوى.

وبيّن أن القارة الإفريقية تشهد بدورها تحولات لافتة في مجال تدريس الصينية، حيث ارتفع عدد الأساتذة الأفارقة المتخصصين في هذه اللغة، وتم إدراجها في البرامج الجامعية، إلى جانب تطور أساليب التدريس من خلال الدمج بين الذكاء الاصطناعي والمختبرات الافتراضية.

وختم الدكتور "وانغ دينغ هوا" بأن جامعة الدراسات الأجنبية ببكين ملتزمة بتعميق تعاونها مع المؤسسات التونسية، وأن الآفاق المستقبلية للشراكة بين الجانبين واسعة، سواء في مجال تعليم اللغة الصينية أو في المجالات الأكاديمية والبحثية الأخرى، بما يعزز التواصل الثقافي والعلمي بين الشعبين الصيني والتونسي.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

قال رئيس الجمهورية قيس سعيد، خلال لقاء جمعه اليوم الجمعة، برئيسة الحكومة، سارة الزعفراني الزنزري،
22:35 - 2025/12/05
دعا المرصد الوطني لسلامة المرور في بلاغ له اليوم الجمعة، مستعملي الطريق إلى التقيد بجملة من الاجر
21:12 - 2025/12/05
اصدر المجمع المهني للطاقات المتجددة بكونكت اليوم بيانا دعا فيه المجلس الوطني للجهات والاقاليم إلى
20:32 - 2025/12/05
توجّه رئيس الجمهوريّة قيس سعيّد صباح هذا اليوم الجمعة، الخامس من شهر ديسمبر الجاري، إلى ضريح الشّ
20:21 - 2025/12/05
يشارك وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج محمد علي النفطي، يوم غد السبت 6 ديسمبر 2025
18:54 - 2025/12/05
اعلن وفد عن المجمع السويدي المتخصص في صناعة عجلات القيادة للسيارات والأجهزة الوقائية من حوادث الط
17:50 - 2025/12/05
تكون الحرارة،ليل الجمعة، في انخفاض و تتراوح بين 04 و 09 درجات بالمرتفعات الغربية للشمال والوسط و
17:19 - 2025/12/05
استقرت نسبة التضخم عند الاستهلاك العائلي لشهر نوفمبر 2025 في حدود 4،9 بالمائة مقارنة بشهر اكتوبر،
15:19 - 2025/12/05