بالمناسبة: عندما ردّ نجيب الخطاب على عبد الرزاق الشابي
تاريخ النشر : 16:17 - 2020/04/26
في كل سنة يتم فيها إحياء ذكرى وفاة المنشط التلفزي المرحوم نجيب الخطاب تطغى خطابات الإشادة بمسيرة المرحوم وخصاله وحرفيته الإعلامية ولكن لا زال التركيز على جانب المعاناة التي صاحبته طوال مسيرته الإعلامية مغيبا من جهة و مهمشا من جانب آخر في ظل الأصوات التي نسمعها ولو بصفة خافتة والتي تكشف حجم المكائد والعراقيل التي وجدها الخطاب في مسيرته والتي تجاوزت أخلاقيات المنافسة والنقد البناء لتصبح في الكثير من الأحيان إستهدافا له .
ولعل من المؤسف أكثر أن نجد من يبكيه في كل ذكرى لوفاته أو يشيد به وهو من الذين ساهموا بصفة أو بأخرى في ألم الراحل وزرع الشوك في طريقه، و من المناسبات القليلة التي عبر فيها الخطاب عن جزء من ألمه رده في أحد المقالات بجريدة الأيام في عددها المؤرخ في يوم الخميس 21 جانفي 1988 في مقال عنون "نجيب الخطاب يحتجّ..." وذلك بعد أن نقده عبد الرزاق الشابي -عندما كان يكتب في هذه الجريدة - في أحد المقالات عنونه ب" هل انتهى نجيب الخطاب" وجاء في هذا الرد على لسان إدارة تحرير جريدة الأيام ما يلي : "إثر نشر المقال الذي أمضاه الزميل عبد الرزاق الشابي والذي كان عنوانه"هل انتهى نجيب الخطاب"،اتصل بنا المعني بالأمر مبديا بعض الملاحظات والتوضيحات المتعلقة بما جاء في المقال .
يقول نجيب الخطاب:" دخولي الفعلي إلى التلفزة كان اعتبارا من سنة 1984 وليس سنة 1978 كما ورد في المقال ،إذ أن ما فعلته قبل 84 كان محاولات متناثرة أساسها بعض الإسهامات في المجال الرياضي،في حين أن مرحلة الإنتاج والتنشيط الفعليين لم تبدأ إلا في 1984 مع "بدون إستئذان" ثم "لو سمحتم".أما عن تهمة ضيق الأفق الموجهة إليه فإن الخطاب يردّ مدافعا عن نفسه قائلا " سواء في "لو سمحتم" أو في غيره فقد كان لي الفضل في ابتكار عشرات الأفكار الجديدة والأساليب المتطورة التي لم تعهدها لا التلفزة التونسية ولا الإذاعة، من هذه الأساليب استدعاء ضيوف من فنانين وغيرهم وربطهم في حوار مباشر وعلى الهواء مع المستمع أو المتفرج...وبالمناسبة أذكّر الجميع أن هذا الأسلوب الجريء غير مستعمل حتى في التلفزات العربية الأغنى منا والتي نستورد منها إنتاجها :المثال الآخر الذي أذكره هو التنويع الكبير فيما أقدمه تماشيا مع تنوع الأذواق والمشارب لدى الجمهور التونسي،فهناك الموظفون،وهناك ربات البيوت،وهناك الطلبة،وهناك العمال،وهناك المثقفون،وهناك الفلاحون،وهناك الأطفال،الشباب،أمل تونس ومستقبلها...."،ومن الأمثلة الأخرى التي ذكرها نجيب الخطاب مثال حصة "أنجب النجباء" التي كشفت عن عشرات الطاقات الصغيرة الكامنة في ربوع البلاد ومدارسها النائية منها والدانية،وبقدر ما أدخل هذا الركن الفرح على قلوب التلاميذ والمربين والأولياء،بقدر ما أثار بعض المتحفظين الذين ضغطوا وحكموا عليه بالزوال ...كذلك يرى الخطاب أن فكرة المشاركة عن طريق البطاقات فكرة ديمقراطية وعادلة جدا ،وهي إلى ذلك مبتكرة ولم يسبقه إليها أحد،كذلك فكرة مسابقة قانون الطرقات،وأغنية الطفل،واستضافة شاعر،و"لكم الإختيار"،و"الضيف المجهول"،و"لعبة الأرقام"،و"طعام اليوم"،و"موعد السادسة"،وركن السينما،وجولات في الاثار والمتاحف ومسابقة الكتب...هذه كلها أو جلها أفكار جديدة وستأتي بعدها أفكار جديدة أخرى إنشاء الله...
وعما سمّى"مطربات الكاباريهات" تساءل الخطاب:"كلما جاءت مطربة شرقية إلى تونس تهافتت عليها أغلب الجرائد والإذاعات والمصورين،وأجروا معها أحاديث ونشروا لها صورا تتجاوز اللياقة أحيانا وسألوها أتفه الأسئلة...ومع ذلك فعندما يكون هناك نقد فإنه يتوجّه إلى "لو سمحتم" دون غيره...وآخر مثال على ذلك هو ما وقع مع اللبنانية باسكال صقر التي كنت رقم 20 في الحديث عنها،ومع ذلك فقد كنت الأول والأخير في التعرض للإتهامات والهجومات!".
أما المأخذ الموجه إليه من طرف المطربين القدامى فهو يردّ عليه قائلا أنه لم يترك واحدا منهم لم يستدعه لحضور برامجه وهو يفعل ذلك إعترافا بدور هؤلاء في انتاج الغناء التونسي ولم يفضّل عليهم أيا كان...بقي أن بعض مطربينا الكبار يشترطون أجرا معينا للمشاركة وغالبا ما يكون هذا الأجدر باهظا،في حين أنه لا توجد في "لو سمحتم" خزينة لخلاص هذا أو خلاص ذاك..."
هكذا كان ردّ نجيب الخطاب متبطنا لجزء من معاناته الداخلية والتي نادرا ما نسمع بها وبقيت مخفية في صدره حيا لأنه كان يؤمن بالرد عن طريق العمل ولا تزال مخفية لأنها قد تسقط القناع عن البعض وخاصة ممن يدعون في كل ذكرى لوفاته من أنهم "المقربون منه".

في كل سنة يتم فيها إحياء ذكرى وفاة المنشط التلفزي المرحوم نجيب الخطاب تطغى خطابات الإشادة بمسيرة المرحوم وخصاله وحرفيته الإعلامية ولكن لا زال التركيز على جانب المعاناة التي صاحبته طوال مسيرته الإعلامية مغيبا من جهة و مهمشا من جانب آخر في ظل الأصوات التي نسمعها ولو بصفة خافتة والتي تكشف حجم المكائد والعراقيل التي وجدها الخطاب في مسيرته والتي تجاوزت أخلاقيات المنافسة والنقد البناء لتصبح في الكثير من الأحيان إستهدافا له .
ولعل من المؤسف أكثر أن نجد من يبكيه في كل ذكرى لوفاته أو يشيد به وهو من الذين ساهموا بصفة أو بأخرى في ألم الراحل وزرع الشوك في طريقه، و من المناسبات القليلة التي عبر فيها الخطاب عن جزء من ألمه رده في أحد المقالات بجريدة الأيام في عددها المؤرخ في يوم الخميس 21 جانفي 1988 في مقال عنون "نجيب الخطاب يحتجّ..." وذلك بعد أن نقده عبد الرزاق الشابي -عندما كان يكتب في هذه الجريدة - في أحد المقالات عنونه ب" هل انتهى نجيب الخطاب" وجاء في هذا الرد على لسان إدارة تحرير جريدة الأيام ما يلي : "إثر نشر المقال الذي أمضاه الزميل عبد الرزاق الشابي والذي كان عنوانه"هل انتهى نجيب الخطاب"،اتصل بنا المعني بالأمر مبديا بعض الملاحظات والتوضيحات المتعلقة بما جاء في المقال .
يقول نجيب الخطاب:" دخولي الفعلي إلى التلفزة كان اعتبارا من سنة 1984 وليس سنة 1978 كما ورد في المقال ،إذ أن ما فعلته قبل 84 كان محاولات متناثرة أساسها بعض الإسهامات في المجال الرياضي،في حين أن مرحلة الإنتاج والتنشيط الفعليين لم تبدأ إلا في 1984 مع "بدون إستئذان" ثم "لو سمحتم".أما عن تهمة ضيق الأفق الموجهة إليه فإن الخطاب يردّ مدافعا عن نفسه قائلا " سواء في "لو سمحتم" أو في غيره فقد كان لي الفضل في ابتكار عشرات الأفكار الجديدة والأساليب المتطورة التي لم تعهدها لا التلفزة التونسية ولا الإذاعة، من هذه الأساليب استدعاء ضيوف من فنانين وغيرهم وربطهم في حوار مباشر وعلى الهواء مع المستمع أو المتفرج...وبالمناسبة أذكّر الجميع أن هذا الأسلوب الجريء غير مستعمل حتى في التلفزات العربية الأغنى منا والتي نستورد منها إنتاجها :المثال الآخر الذي أذكره هو التنويع الكبير فيما أقدمه تماشيا مع تنوع الأذواق والمشارب لدى الجمهور التونسي،فهناك الموظفون،وهناك ربات البيوت،وهناك الطلبة،وهناك العمال،وهناك المثقفون،وهناك الفلاحون،وهناك الأطفال،الشباب،أمل تونس ومستقبلها...."،ومن الأمثلة الأخرى التي ذكرها نجيب الخطاب مثال حصة "أنجب النجباء" التي كشفت عن عشرات الطاقات الصغيرة الكامنة في ربوع البلاد ومدارسها النائية منها والدانية،وبقدر ما أدخل هذا الركن الفرح على قلوب التلاميذ والمربين والأولياء،بقدر ما أثار بعض المتحفظين الذين ضغطوا وحكموا عليه بالزوال ...كذلك يرى الخطاب أن فكرة المشاركة عن طريق البطاقات فكرة ديمقراطية وعادلة جدا ،وهي إلى ذلك مبتكرة ولم يسبقه إليها أحد،كذلك فكرة مسابقة قانون الطرقات،وأغنية الطفل،واستضافة شاعر،و"لكم الإختيار"،و"الضيف المجهول"،و"لعبة الأرقام"،و"طعام اليوم"،و"موعد السادسة"،وركن السينما،وجولات في الاثار والمتاحف ومسابقة الكتب...هذه كلها أو جلها أفكار جديدة وستأتي بعدها أفكار جديدة أخرى إنشاء الله...
وعما سمّى"مطربات الكاباريهات" تساءل الخطاب:"كلما جاءت مطربة شرقية إلى تونس تهافتت عليها أغلب الجرائد والإذاعات والمصورين،وأجروا معها أحاديث ونشروا لها صورا تتجاوز اللياقة أحيانا وسألوها أتفه الأسئلة...ومع ذلك فعندما يكون هناك نقد فإنه يتوجّه إلى "لو سمحتم" دون غيره...وآخر مثال على ذلك هو ما وقع مع اللبنانية باسكال صقر التي كنت رقم 20 في الحديث عنها،ومع ذلك فقد كنت الأول والأخير في التعرض للإتهامات والهجومات!".
أما المأخذ الموجه إليه من طرف المطربين القدامى فهو يردّ عليه قائلا أنه لم يترك واحدا منهم لم يستدعه لحضور برامجه وهو يفعل ذلك إعترافا بدور هؤلاء في انتاج الغناء التونسي ولم يفضّل عليهم أيا كان...بقي أن بعض مطربينا الكبار يشترطون أجرا معينا للمشاركة وغالبا ما يكون هذا الأجدر باهظا،في حين أنه لا توجد في "لو سمحتم" خزينة لخلاص هذا أو خلاص ذاك..."
هكذا كان ردّ نجيب الخطاب متبطنا لجزء من معاناته الداخلية والتي نادرا ما نسمع بها وبقيت مخفية في صدره حيا لأنه كان يؤمن بالرد عن طريق العمل ولا تزال مخفية لأنها قد تسقط القناع عن البعض وخاصة ممن يدعون في كل ذكرى لوفاته من أنهم "المقربون منه".
