يبدأ اليوم الاثنين رئيس الجمهورية قيس سعيّد أولى زياراته الخارجية الى الفضاء الأوروبي بزيارة ‹›عمل وصداقة›› الى فرنسا تستغرق يومين في ظلّ أوضاع داخلية وخارجية متّسمة بالاضطراب.
وبحسب البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية فإن رئيس الجمهورية قيس سعيّد يحل اليوم في العاصمة الفرنسية باريس مرفوقا بوزير الخارجية نور الدين الري ووزير المالية محمد نزار يعيش.

وذكرت رئاسة الجمهورية أن رئيس الدولة سيبحث مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، من بينها تداعيات كورونا على الاقتصاد و الملف الليبي واستعدادات تونس لتنظيم القمة الفرنكوفونية.ويتضمن برنامج الزيارة في يومه الأول اجتماعا موسعا بين الوفدين التونسي والفرنسي بقصر «الاليزي» تعقبه ندوة صحفية مشتركة. فيما يخصّص اليوم الثاني لزيارة يؤديها رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى معهد العالم العربي. ويلتقي فيها مع الجالية التونسية المقيمة بفرنسا ويجري خلالها حوارات صحفية.
وتأتي الزيارة الأولى التي يؤديها رئيس الجمهورية الى فرنسا في ظرف دقيق محليا واقليميا. فعلى المستوى الداخلي تتنزّل هذه الزيارة التي جاءت بدعوة من الرئيس الفرنسي بعد النقاش السياسي الحاد الذي أثير مؤخرا في البرلمان بخصوص لائحة مطالبة فرنسا بالاعتذار على جرائم الاحتلال قبل إسقاطها، خاصة  أن رئيس الدولة قد لازم حيالها الصمت. و لم يصدح بأي موقف على الرغم من الصلاحيات الدستورية التي تتيح له إدارة الملف الخارجي بشكل حصري.
كما تتنزّل هذه الزيارة المُهمة في سياق انشغال العالم بمعالجة تداعيات انتشار كورونا و ما يتطلبه ذلك من تعاون مشترك بين البلدان وتوظيف الأدوات الديبلوماسية المتاحة لتخفيف وطأة الأضرار والاستفادة من الفُرص المتوفّرة.
أما على المستوى الخارجي فتأتي زيارة رئيس الجمهورية قيس سعيّد الى فرنسا في سياق تطورات متسارعة في الملف الليبي وعودة فرنسا بقوة الى السجال الديبلوماسي في جارتنا الشرقية. والجدير بالذكر أن الرئيسين التونسي والفرنسي تباحثا هاتفيا مطلع الشهر الجاري الوضع في ليبيا. وشدّد قيس سعيّد على ضرورة أن يكون الحل ليبيا - ليبيا. ويمكن لتونس أن تحقق استفادات مهمة من هذه الزيارة بحسب الديبلوماسي السابق أحمد ونيس الذي أكد في تصريحه لـ››الشروق›› أن فرنسا أهم شريك اقتصادي لتونس ولها استثمارات أجنبية مباشرة في بلادنا تفوق قيمتها 4 مليارات دينار. وبالتالي فإنّ تونس يمكن أن تحقّق استفادة من تعزيز التعاون مع فرنسا في سياق إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم السياحي وإعادة تنشيط الاقتصاد المنهك الذي زادت كورونا في إثقاله بالمصاعب والنظر ايضا في إمكانية جدولة ديون تونس لفرنسا أو تحويل جزء منها الى استثمارات.
كما يرى محدثنا أن فرنسا بما تمتلكه من وزن وفاعلية في الاتحاد الأوروبي قادرة على التأثير الايجابي لصالح بلادنا في عديد القضايا والتصنيفات التي تساعد الاقتصاد الوطني على التعافي التدريجي، لافتا النظرالى أن زيارة قيس سعيّد الى فرنسا ستتضمن بالأساس في جانبها المعلن مناقشة الملف الليبي والمصاعب المالية لتونس وآفاق التعاون بين البلدين. وستتضمّن أيضا مناقشة تلويح الجانب المصري بالتدخل في ليبيا وانعكاساته  و مناقشة ضم حكومة الاحتلال الاسرائيلية أراضي من الضفة الغربية.