اليوم الثاني من التلقيح المكثف، على هذه الأرض من يشرف شعبها

اليوم الثاني من التلقيح المكثف، على هذه الأرض من يشرف شعبها

تاريخ النشر : 21:42 - 2021/08/15

خسر البعض السلطة وربحت تونس وشعبها حق الحياة الرفيعة ونالت شرف الواجب الوطني النبيل. هذا كل ما في الأمر بكل بساطة. وهو أمر عظيم لا شك ستترجم روحه في الإصلاح الشامل المقبل. 
يرسخ شعبنا في الأثناء قيمتين جديدتين بمناسبة هذا اليوم الثاني من التلقيح المكثف. وهاهو يشرع على ما يبدو في ترسيخ معايير الاختيار مستقبلا، بما في ذلك اختيار محليات المستقبل ووزراء المستقبل ونواب المستقبل ورئيس المستقبل... إلخ. ومعيار المعايير يتمثل في خدمة الشعب من خلال دولة الشعب وبشكل منظم يشارك فيه ويمارسه هذا الشعب نفسه. ولا يوجد حسب معرفتنا أي مفهوم في التاريخ للسياسة أفضل من هذا، ونعني فن خدمة الناس. 
يوجد درس آخر مهم جدا يلوح في الأفق ويتجسد في الواقع وهو احترام إرادة الشعب والطريق التي يمضي فيها في اتجاه تقرير مصيره الكامل تدريجيا وعلى المدى البعيد وبكل قواه وبجهد جبار ومتميز. ويتجلى احترام الشعب هذا في التعاون الرائع والكبير بين أفراد هذا الشعب زائد اختفاء مظاهر التشويش والتنكيد من جهة وانعدام مظاهر التسلط وسوء المعاملة من جهة أخرى، مع ان ذلك لا ينفي ولا يمكن أن ينفي دفعة واحدة سلبيات ظهور الجديد من القديم رويدا رويدا. 
هاتان القيمتان العظيمتان هما الأساس الذاتي والموضوعي الصلب لمناعة الجبهة الوطنية الداخلية وحصانة الجبهة الاجتماعية والمجتمعية على وجه الخصوص والدقة. وسوف تترجمان حسب فهمنا إلى قيمة ثالثة عليا وهي التأسيس لقواعد الالتزام الجماعي وفق تخطيط استراتيجي واع ومحترم ومدرك من طرف غالبية الناس لضمان النجاح في ترتيب الفهم وتنظيم العمل وتحقيق الأهداف. وهذا أكبر دليل على أن باب تطور أي بلد وأي شعب ينطلق من خلق البيئة الحاضنة الواعية والعارفة والمندمجة في مسيرة العبور. 
إن هذه الهبة الثانية الكبرى ليست غضبة شعبية فقط وإنما فرحة جماهيرية أيضا بتفاؤل ثوري واع ومصمم وإن كان دون ضجيج كبير. وانه لتغير ذاتي مستقل وحر وجميل وحضاري وقوي يطوي صفحة التغير الذاتي الذي تمت خيانته سنة 2011 بتحويله إلى تغير تبعي مقيد وموجه ومرتبط. 
مرة أخرى، يصدق المؤرخ البريطاني الكبير هوبزماوم في قراءة ما وقع في تونس سنة 2010-2011 قبل أن يرحل عن الحياة سنة 2012. والآن الآن فقط يستطيع شعبنا إعطاء المثال الأسلم لمنطقتنا والعالم.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

من خلال مسيرة الأمين السعيدي الأدبية نتبين أن للرواية تقنياتها الخاصة وأسلوبها المتفرد ولغتها الح
22:14 - 2025/07/29
لست أدري كيف ستكون البداية و إلى أي مدى يمكن أن تسعفني بندقيّتي التي لطالما عانقتني متى اشتقت أين
16:58 - 2025/07/29
في جنوب سوريا برز «سيدٌ»جديدٌ يأمُرُ ويُنْهِي، ويسرُقُ الأراضي، ويُقيمُ القواعد العسكرية، إنَه ال
07:00 - 2025/07/28
عندما كنت صغيرا وأبلغ من العمر 11 سنة أول منظمة انخرطت بها الكشافة التونسية بمدينة بن قردان تحت ق
07:00 - 2025/07/27
كنّا في هذا الوطن سكّانًا… لكنّنا، عجزنا عن التحوّل إلى مواطنين، تراجعنا إلى قاع السلم الحضاري، و
07:00 - 2025/07/26
بدأ شبح المجاعة يطل بوجهه القبيح على سكان قطاع غزة المحاصر ويفتك بأطفاله واحد تلو الآخر، وبات سكا
07:00 - 2025/07/26
من الكلمات الخالدة في تاريخ المقاومة ما قاله الزعيم الخالد للأمة العربية جمال عبدالناصر "أن المقا
07:00 - 2025/07/26