وجهة نظر: المطلوب الصبر على "الصبر" والقناعة صحة لا تفنى

وجهة نظر: المطلوب الصبر على "الصبر" والقناعة صحة لا تفنى

تاريخ النشر : 20:56 - 2020/04/04


كثيرة هي المطالب، عديدة هي الإنتظارات ، محدودة هي القدرات ومتشعبة هي الوضعية، تشخيص إجتماعي ليس بالجديد ولا بالغريب ولكن تعمّق بسبب "أزمة الكورونا" وما حتّمته من حجر صحي شامل وإجراءات قيّدت قوت المواطن ولكن لتمكّنه من المحافظة على المصدر الحقيقي لقوته وهي الصحة ، كل الشرائح والفئات الإجتماعية المكشوفة والمختفية ،المعلومة والمجهولة تطالب إما بتعويضات أو منح أو مساعدات "مقابل"راحة إجبارية حتّمت عليهم ملازمة المنازل ،ولكنّ الوعي الحقيقي لا يقف حد التزام بقواعد الوقاية فقط بل يتجاوز ذلك ليشمل كل دوافع هذا الخروج متى اقتنعنا بهذا الواقع وقبول نتائجه مع السعي لتخفيف تداعياته، كيف لا وهو واقع أجمع الكل على أنه وضعية حرب رهانها أغلى ما يملكه المواطن وهو الحياة ، صحيح هناك فئة مُلازَمة المنزل تعني لهم حتمية الجوع والخصاصة و فئات كثيرة لم تسمع على مدى أجيال إلاّ كلمة الصبر وتكاثفت الدعوة بذلك منذ فجر ثورة 14 جانفي 2011 بفتراتها، ولكن للأسف لا يوجد واقعا آخر اليوم يحتّم إلغاء الصبر ولعلّ وجب التحلّي به اليوم أكثر من أي وقت مضى فنحن مطالبون حقا كل من جهته بالصبر مهما كان موقع هذه الفئات سوى في الصف الأمامي أو الخلفي لأننا نتواجد في نفس السفينة ، فالوباء لا صديق له وأعْتى الدّول وأقواها اليوم خاضعة خانعة له بعد ان انكشفت أن قوّتها من ورق تجاه هذا القدر والذي لم تقدر عليه مخابر العالم ولا بورصاتها المالية ولم تكفيه أموال الذهب الأسود ولا الأصفر ، فكيف لدولة مثل تونس عانت ويلات الغزوات على مرّ التاريخ مرورا بالإستعمار وآخرها ثورة لم نبلغ بعد العقد منذ قيامها تداولت خلالها حكومات وتداخلت فيها مصالح وحكمتها أطماع وصراعات حزبية وإيديولوجية وغابت فيها الإصلاحات وخمدت فيها الأُمنيات وسُجِنت الطموحات ،واقع زادته اليوم "الكورونا" إنتهاكات ، كيف لهذه الدولة أن ندير ظهورنا عنها وهي اليوم تعيش أحلك وأسوأ الحالات فليس لنا خيار غير نبذ حب الذات والتعاون بمبادرات فردية وفي صلب جمعيات ومؤسسات ومعاضدة مجهودات الدولة في صلب حزب واحد بالتزام تام وعام بقِيم التضامن و التحلّي بالصبر شعورا وفعلا ، لأن دواء الألم يبدأ بالتعود على الألم ذاته والقناعة صحة لا تفنى  . 
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

10ماي 1983 على ضفاف مدينة جلمة، في قرية ساحرة الجمال "قرية الشهب" ولد الأمين السعيدي بين عائلة مح
19:26 - 2025/12/17
الثورة التونسيّة ليست لحظة عابرة في تاريخ تونس، بل هي منعرج حاسم ولحظة فارقة في تاريخها الحديث وا
07:00 - 2025/12/17
في السابع عشر من ديسمبر من كل عام تستعيد تونس اللحظة الأولى التي كسرت جدار الصمت وفتحت الباب أمام
07:00 - 2025/12/17
في كلمتين: 17 ديسمبر، الرحم والعقل والقلب. 
00:03 - 2025/12/17
 ظاهرة التدهور الوجودى لأقطار عربية متصلة من سنوات وعقود، والمآسى متوالية من الصومال وليبيا وسوري
07:00 - 2025/12/15
تعلّمنا دروس التاريخ أنّ المصلحة العليا للوطن هي أسمى القيم وأنبل المبادئ التي من أجلها ضحّت الأج
07:00 - 2025/12/15
لماذا يوم الأربعاء17 ديسمبر 2025؟:
07:00 - 2025/12/15
يعتبر الأرشيف ركيزة الذاكرة الجماعيّة ودعامة السيادة الوطنيّة وهو أداة للعمل إذ به نحفظ الحقوق ون
07:00 - 2025/12/13