كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن فحوى الرسالة التي حملها مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن رسالة ويتكوف كانت أن "الولايات المتحدة لا تنوي التهاون مع نتنياهو، وهي مصمّمة على إنهاء الحرب".

وأكدت مصادر تحدثت خلال الأيام الأخيرة مع مستشاري ترامب، للصحيفة العبرية، أن "إدارة ترامب لديها تصميم على استغلال الزخم الناتج عن تحرير عيدان ألكسندر ووصول ترامب إلى المنطقة".
وأوضحت المصادر أن "ترامب سيمارس ضغطاً لدفع نتنياهو إلى زاوية لا خيار آخر فيها، وإلزامه بالمضي نحو إبرام اتفاق"، معربين عن اعتقادهم أن "نتنياهو لا يستطيع تحمّل الدخول في خلاف علني مع ترامب"، وفق قولهم.
بالتزامن مع ذلك، قال نتنياهو إنه "سيمنح فرصة للمساعي الرامية لإعادة الأسرى"، محذراً من أنه "إذا لم تنجح هذه الجهود، فإن المعارك ستستأنف بقوة وبشكل شامل في غزة، حتى تحقيق الحسم"، وفق تعبيره.

 من جهتها، قالت القناة 12 العبرية إن "نتنياهو يُقر بوجود صعوبات في تنفيذ خطة تهجير سكان غزة"، في الوقت الذي استأنف الجيش الغارات على القطاع بعد عدة ساعات من تهدئة خصصت لمغادرة الرهينة الأمريكي عيدان ألكسندر.
وكشفت القناة أن نتنياهو تلقى مكالمة من ترامب والتقى بويتكوف، وخلال اللقاء تم الاتفاق على "إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة، اليوم الثلاثاء، حيث سيقوم الوفد بالتفاوض على خطة ويتكوف بشروطها السابقة دون أي تغيير عليها".

خطة ويتكوف
وستركز مباحثات الوفد الإسرائيلي على "تنفيذ خطة ويتكوف وإطلاق سراح نصف الرهائن أحياء، مقابل وقف إطلاق النار لمدة 40 يوماً، وإدخال المساعدات الإنسانية، والدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب"، وفق القناة 12.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء أن "نتنياهو ناقش مع ويتكوف الجهود الأخيرة لتنفيذ الخطوط العريضة لإطلاق سراح الرهائن التي قدمها المبعوث الأمريكي، قبل توسيع الحرب".
وأشار بيان مكتب نتنياهو، في الوقت ذاته، إلى أن "المفاوضات ستستمر تحت النيران، وأن هذه هي الفرصة الأخيرة قبل تنفيذ عملية (عربات جدعون) الهادفة لتوسيع الحرب على حركة حماس في غزة".
بالتوازي مع ذلك، هاجم نتنياهو في لقاء مع مقاتلين جرحى إدارة بايدن، قائلاً: "الضغوط من الإدارة الأمريكية السابقة كلفتنا غالياً ومنعتنا من إكمال المهمة - الآن تغيرت الأمور، وسندمر حماس".

وبحسب القناة 12، "تشير تقديرات مصادر مختلفة إلى أن هناك فرصة معقولة لبدء المفاوضات بحلول نهاية زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط"، لافتة إلى أن "واشنطن تدعم تحذير إسرائيل بتوسيع الحرب في حال لم توافق حماس على خطة ويتكوف".
من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي للقناة إن "إطلاق سراح عيدان ألكسندر ووصول ترامب يفتحان نافذة فرصة حقيقية لدفع صفقة وفق مبادرة ويتكوف وإسرائيل جاهزة لإرسال وفد تفاوضي فور تأكدنا من أن الظروف باتت ملائمة. ونأمل أن تستغل حماس هذه الفرصة، التي قد تكون الأخيرة، لإبرام اتفاق".

استئناف الهجمات
وكان مسؤول في الجيش الإسرائيلي قد صرح للقناة 14 العبرية قائلاً إنه "من اللحظة التي نستلم فيها عيدان، سنستأنف الهجمات وسنواصل تنفيذ الخطة العملياتية، ما لم يقرّر المستوى السياسي خلاف ذلك".
وبالفعل، استهدف الطيران الإسرائيلي بعدها بساعات مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس واغتال الصحفي الفلسطيني المصاب حسن إصليح، الذي كان يتلقى العلاج في قسم الحروق إثر إصابته في غارة سابقة.

 في الإطار ذاته، نقلت القناة 13 العبرية عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن "احتمالات توسيع القتال في قطاع  غزة تضاءلت، في ظل الضغط الأمريكي على إسرائيل لاستنفاد مسار التفاوض بشأن عقد صفقة في غزة".
وأضاف المسؤول الإسرائيلي: "تحرير عيدان ألكسندر يخلق زخماً. نحن نحاول استنفاد الإمكانيات خلال الأيام القريبة المقبلة".
بالتوازي مع ذلك، نقل موقع "حدشوت بزمان" عن المحلل السياسي نير دفوري قوله: "كما قلنا إنهم كاذبون، خلافاً لتصريحات مقربين من نتنياهو هذا الصباح التي زعمت أن عيدان ألكسندر يُفرج عنه دون مقابل، فقد تعهدت الولايات المتحدة نيابة عن إسرائيل بفتح المعابر إلى غزة وإدخال نحو 100 شاحنة مساعدات يومياً".