هل يكون فيروس المسلسلات أكثر فتكًا من كورونا؟

هل يكون فيروس المسلسلات أكثر فتكًا من كورونا؟

تاريخ النشر : 22:29 - 2020/04/10

في حين يتواصل التّخمين حول مصير البلاد والعباد ونحن نعيش مرحلة حاسمة من الحرب على فيروس كورونا، تنطلق أصوات من قطاعات مختلفة للتّموقع في المراتب الأولى من أجل الحصول على أولى أجزاء الغنيمة لتفادي الخسائر الحاصلة ومواجهة المراحل المقبلة بأقلّ الأضرار.
الحلول والإقتراحات تتكدّس يوميًّا ضمن وثائق رسميّة تمّ إبلاغها لرئاسة الجمهوريّة وأيضًا رئاسة الحكومة واقتراحات يقدّمها الوافدون يوميًّا على البرامج الإذاعيّة والتّلفزيّة ممّن لا تخلو تدخّلاتهم من حسابات وفق مصالحهم ومصالح قطاعاتهم في ظرف يحتّم البحث أساسًا في الحلول الجماعيّة والعامّة بما أنّ كلّ فئات المجتمع تضرّرت من الأزمة الصّحيّة الحاليّة.
رجال الأعمال وأصحاب المؤسّسات، خاصّة منها التي ستدفع غاليًا توقيف نشاطها لفترة طويلة والتي قد تلجأ إلى إحالة جزء من أجرائها على البطالة، يؤكّدون أنّ الوقوف إلى جانبهم يعدّ أولويّة، لكنّ معركة الأولويّات تظلّ مفتوحة لتمسّ عدواها عديد القطاعات الأخرى.
من ذلك أنّ وزيرة الشّؤون الثّقافيّة تعرّضت خلال الأيّام الأخيرة إلى حملة شرسة من طرف كبار المتحكّمين في قطاع صناعة وإنتاج المسلسلات التي تدرّ على هؤلاء وعلى القنوات التّلفزيّة طوفانًا من الأموال والمداخيل. ذلك أنّ تصوير الحلقات الأخيرة من مسلسلات رمضان متوقّف منذ أسابيع بسبب الحجر الصّحيّ وحظر الجولان ومواصلة العمل لإتمامها تتطلّب ترخيصًا استثنائيًّا من المصالح الصّحيّة والأمنيّة، وهو ما جعل الوزيرة تتدخّل لتؤكّد على ضرورة الإلتزام بعديد الإحتياطات وبتوفير مكان لإقامة فرق العمل التي سيتمّ وضعها في الحجر لمدّة أسبوعين على الأقلّ والقيام بالتّحاليل الضّروريّة بصفة دوريّة.
هذه الشّروط التي تبدو منطقيّة، أثارت حفيظة المعنيّين بالأمر وهم من هواة نظريّة المؤامرة، إذ أنّ مجرّد الإلتزام بشروط الصّحّة يعتبر حلقة من حلقات المحاسبة وتضييق الخناق على بعض أصحاب هذه القنوات التّلفزيّة.
وإن يظلّ الوقوف إلى جانب أهل القطاع الثّقافيّ في هذا الظّرف الحسّاس أمرًا ضروريًّا ومحمودًا، فإنّ واقعنا كمواطنين قد يختلف عن واقع مافيا المسلسلات والإشهار، إذ أنّ كلّ الأطراف تنادي بضرورة التّضحية، هذه السّنة وإلى حين الخروج من أزمة كورونا، حتّى نحافظ على أدنى متطلّبات الإنطلاق من جديد، ولن يخسر المشاهد الكثير إذا اكتفى خلال شهر الصّيام، الذي يصادف وضعًا خاصًّا جدًّا، بإعادة مشاهدة مسلسلات سابقة قد يكون شاهدها أو قد تتوفّر له فرصة اكتشافها، والأكيد أنّ هذا "النّقص" لن يقتله بقدر ما قد يفتك به فيروس كورونا، اللّهمّ إلّا إذا كانت جرثومة المسلسلات أشدّ فتكًا من الفيروس القادم من بلاد الصّين.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

 تكون السماء  اليوم الإثنين ، مغشاة بسحب عبارة  بأغلب الجهات تتكاثف قرب السواحل الشمالية والمرتفع
08:00 - 2025/09/22
حذّرت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، أمس الأحد، كافة المواطنين من خطورة استهلاك
07:00 - 2025/09/22
أعادت الصور المتداولة في الأسابيع الماضية حول الاعتداء على حافلة عمومية من التي استوردتها الدولة
07:00 - 2025/09/22
في قلب العاصمة ، وتحديدًا في منطقة باب بحر ، يمتد نهج» مالطة الصغيرة»  ليشهد  على ذاكرة مدينة تخت
07:00 - 2025/09/22
يترأس وزير الخارجية محمد علي النفطي الوفد التّونسي المُشارك في أشغال الجزء رفيع المستوى للدورة ال
07:00 - 2025/09/22
أفادت وزارة الشباب و الرياضية أن آخر أجل لقبول العروض بخصوص اقتناء الكراسي و تركيبها بمدرجات ملعب
07:00 - 2025/09/22
تستعد السفارة التونسية في البرتغال لتنظيم النسخة الأولى من «يوم الطالب التونسي بالبرتغال» يوم الج
07:00 - 2025/09/22