لماذا يهاجم العدو الصهيوني مستشفيات غزة وما "حرب المستشفيات"؟

لماذا يهاجم العدو الصهيوني مستشفيات غزة وما "حرب المستشفيات"؟

تاريخ النشر : 19:42 - 2023/11/12

لا عجب من أن يفعل العدو الصهيوني ذلك نظرا لطبيعة هذا العدو الدموية التي لا يظاهيه فيها إلا هو نفسه ولا يزيد ولا يتفوق عليه فيها إلا همجيته التي تتجاوز كل همجية قياسية هو من يحتكرها وهو من "يتجاوز نفسه" فيها. 

ولا شك ان الجنون الانتقامي الأعمى الذي سببه له طوفان 7 أكتوبر المجيد والذي لن يشفى منه هذا العدو إلا وهو يزول فلا يشعر في سكرات نهايته إلا بطعم الدم الفلسطيني الذي يظن انه سوف يزيده عمرا، ولن يشعر به ولن يزيده إلا تعجيلا بالزوال. 

ومن المؤكد ان هذه الحالة الهستيرية العدمية غير المسبوقة تجعله يرى كل شيء مقاومة إذ كيف يبقى الفلسطيني حيا وكيف لا يفنى الجميع وكيف لا يموت الجرحى ولماذا يدفن الشهداء وماذا يفعل الأطباء والممرضون والمسعفون وسيارات الإسعاف ولماذا الماء والهواء والدواء والكهرباء ولماذا الشفاء ولماذا الأطفال والأمهات والجدات والبنات والحياة؟ هذا وجه من وجوه خروج العقل الصهيوني عن الخدمة. وبالفعل، كل هذا الفلسطيني يدمر عقل العدو فالعالم كله فلسطيني وأقلية 5 بالمائة فقط من شعوب العالم تدعم هذا العدو حسب ما يدعي مركز أبحاث الأمن القومي الصهيوني فيما 95 بالمائة من البشر في العالم كله مع فلسطين. ولهذا يرى هذا العدو فلسطينية الإنسان كل الانسان في هذا العالم بل فلسطينية الإنسانية كل الإنسانية على وجه الأرض، وأكثر، يرى ان فلسطينية هذا العالم كل العالم عدا المركب الصهيوامريكي تترجم في الحقيقة مقاومية الإنسان ومقاومية الإنسانية ومقاومية العالم بما يعني ان العالم والانسان والأرض والسماء والانسانية كلها تظهر له في صورة وموقف وموقع المقاومة وحق المقاومة ورواية المقاومة وحضارة المقاومة ونصر المقاومة. وينظر إلى نفسه على انه مدان من طرف كل الإنسانية وكل العالم ومنبوذ وفاشل وعاجز وهمجي ومهزوز ومهزوم ودموي محتل متوحش غريب خرج من أيادي مجموعة من المجرمين القتلة الشيطانيين السفلة ووجوده مؤقت ولا مستقبل ولا بقاء له. 

ومع كل ذلك وفي واقع خروج 22 مستشفى و49 مركزا صحيا من الخدمة نتيجة قطع الماء وتدمير الآبار وقطع الكهرباء وضرب الألواح الشمسية ونفاد الوقود والأدوية والأغذية وضرب طوابق وغرف في مستشفيات أخرى واستهداف غرف العمليات والولادة والصحة النفسية والعناية المركزة وتخريب أقسام مرضى القلب ومشافي الأطفال والسرطان والكلى والأورام وقتل المرضى والجرحى ومنع دفنهم وترك جثث الشهداء والأشلاء تحت الأنقاض... وغير ذلك كثير، ومع كل ذلك يتوجب توضيح أسباب أخرى بسيطة ومباشرة ولكنها في غاية الأهمية وقد يكون بعضها خفيا أو غير بديهي:

1- اعدام عامل الطب كعامل شفاء وعامل الشفاء كعامل حياة وبالتالي كعامل مقاومة وكجزء من جيش المقاومة

2- اعدام عامل الطب كعامل بقاء شعبي في المستشفيات وكغطاء ومأوى، وحولها من المرضى ومن الأهالي والطواقم كعامل مقاومة

3- اعدام عامل الطب كطب مقاومة للمقاومين ولشعب المقاومة كعامل احتياط بشري للمقاومة وكإسناد مادي ومعنوي وبشري للمقاومة ذاتها واعدام عاملي الوقت والمكان

4- اعدام عامل الطب كعامل إنساني واسكات صوت الطب كصوت إنساني مقاوم يفضح العدو أمام العالم ويسقط عنه كل الأساطير الكاذبة التي يروجها في هذا العالم ويضمن للفسطينيين صورة النصر أمام قاتل جبان يقتل ولا يقاتل ويرتكب جرائم الحرب ولا يحارب

5- اسكات صوت الإعلام ربطا بذلك. وهو السلاح الفتاك الذي ينقل حقيقة هذا العدو وحقيقة المقاومة وحقيقة صمود وتضحيات شعب الجبارين على أرضه، فضلا عن احتماء أخطر سلاح وهو سلاح الإعلام بأخطر خطة إعلامية وهي البث من المستشفيات وترك الباقي على الإعلام الحربي

6- اخراج العامل الإنساني من أي خطط ومفاوضات ومساع سياسية إنسانية دولية تخص المعابر والإغاثة وإدخال مرافق الحياة وإخراج الجرحى وأصحاب الجنسيات المزدوجة... فكل هذا في الوقت الحاضر أوراق ضغط في يد العدو لا يريد أن يخسرها ولا هم له سوى التشريد والتهجير للقتل فقط أمام اليأس الصهيوني من استسلام الشعب الفلسطيني وتسليمه بترك الأرض والوطن 

7- اخراج ما أمكن إخراجه من بشر من شمال قطاع غزة المحاصر ميتا أو مشردا أو نازحا أو مهجرا أو ممزقا على الطريق

8- اجهاض الميزان الديمغرافي الفلسطيني بقتل الولادات والأجنة وقتل الرضع والخدج والحوامل والنساء والأطفال ونشر الموت والأمراض والاوبئة والتشوهات والعاهات والاعاقات

9- تجريف المناطق الرخوة التي تشكل ساترا بشريا وعمرانيا في وجه العدو بحسب ما يعتقد ودرعا للمقاومة بحسب ما يرى فلا مكان يتجمع فيه الفلسطيني أكثر من غيره هذه الأيام سوى المستشفيات ولا أسباب تجمع الناس في مكان واحد أكثر من أسباب الإسعاف الطبي شهادة أو جرحا أو مرضا أو عناية بالأهل وتمسكا بهم الأحياء منهم والأموات

10- ازالة المستشفيات من طريق العدو الذي يعتبرها معيقات ومعثرات وحواجز عسكرية سواء تعلق الأمر بمستشفى الشفاء أو الاندونيسي أو القدس وسواء تعلق الأمر بتقطيع ومحاولة عزل بيت حانون عن بيت لاهيا وفصل جباليا عنهما... وهكذا حتى الشاطىء والضغط على المقاومة بدم الأبرياء.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

إن الهدف الرئيسي من تقديم هذه المعطيات المجمعة حول الخسائر الاقتصادية والمالية للعدو من عدة مصادر
00:12 - 2024/05/03
إن آخر ما يتبادر إلى الذهن تحليل ما يجري في الجامعات الأمريكية.
21:21 - 2024/04/27
قياسنا هنا 7 أكتوبر وطوفان الأقصى واليوم الماءتان.
23:48 - 2024/04/23
تعقيبا وتعليقا على الهجوم الإيراني المتوقع على إسرائيل كردة فعل على الهجوم الصهيوني الذي أودى باس
07:00 - 2024/04/22
تزامن عيد الفطر هذه السنة في غزة مع دخول طوفان الأقصى شهره السابع وما خلّفه العدوان الصهيوني من د
07:00 - 2024/04/22