كشفت الجمعية التونسية للنهوض بالثقافة المالية خلال ندوة صحفية حضرتها "الشروق اون لاين"، أمس الخميس 29 نوفمبر 2018، إلى جانب عدد من الأكادميين وممثلي البنوك والخبراء في القطاع المالي والمصرفي، عن أبرز توصيات الجامعة الصيفية للقطاع البنكي والمالي، التي انتظمت من 27 إلى 31 أوت الفارط بأحد نزل الحمامات تحت إشراف محافظ البنك المركزي.

وتطرّق الحاضرون خلال الندوة، التي أدارها رئيس الجمعية عثمان حيدر، إلى عدد من المواضيع المتعلّقة بالتطوّرات التكنولوجية التي يشهدها العالم ومدى تفاعل البنوك التونسية معها وقابلية انفتاح الاخيرة على الشركات الناشئة و"البلوك تشين" وغيرها من الخطوات المتسارعة في عالم التكنولوجيا الحديثة ومواكبتها بهدف الالتحاق بقطار الرقمنة؟.

وطرح الحاضرون خلال اللقاء الصحفي الذي إحتضنه مقرّ بورصة تونس للأوراق المالية، عددا من النقاط التي تقتضي من المتدخّلين في عالم المال والأعمال والتكنولوجيا والسياسة التفكير بجدّية في المستقبل الذي سيشهد اختفاء حوالي خمسة ملايين موطن شغل بين 2015 الى 2020، نتيجة عدم التفاعل مع التكنولوجيا الحديثة، وذلك بحسب تقرير للمنتدى الاقتصادي العالمي. 

كما تطرّقوا إلى موضوع بنك الغد ومدى احترام البنوك التونسية المقاييس العالمية المعتمدة في السوق المصرفية، والشراكة بين القطاع العام والخاص وأبرز العقبات التي تعترض المتدخّلين في هذه الشراكة. 

وسلط الخبير فوزي موسى الضوء على أبرز عقبة في طريق قطاع التمويل الرقمي في تونس وهي انغلاق القطاع المصرفي امام الشركات الناشئة، بينما تحدثت المهندسة بشركة "اي بي ام"  سندة بوكاف عن القيمة المضافة للذكاء الاصطناعي. 

وعبّر مدير عام بورصة تونس للأوراق المالية بلال سحنون عن تفاؤله بالتفاعل الايجابي للمتدخلين في موضوع الشركات الناشئة من ممولين وحاضنين ومرافقين الذين يقدمون يد المساعدة لإنجاح هذه الشركات. 

وقال السيد سحنون "في كل مرة نسمع بممول جديد وقد بدأ العدد يكبر ويتضاعف اليوم.. هناك قانون يتعلق بكيفية تمويل الشركات الناشئة في وكالة النهوض بالصناعة والمؤسسات الصغرى ولدينا عوامل تحقيق النمو، لافتا بالخصوص إلى الجمعية التونسية للممولين في رأس المال (ATIC - association tunisienne des investisseurs en capital) التي تمول مشارع كثيرة". 

وتحدّثت رئيسة جمعية "SUPCOM"  خديجة غرياني عن الدور الذي يمكن ان يلعبه الذكاء الاصطناعي في تحديث القطاع المصرفي وجعله منفتحا أمام الشركات الناشئة. كما انتقدت النظام المعلوماتي المصرفي الذي وصفته بالتقليدي الذي لا يلبي حاجيات الحرفاء.

وأكّد ممثل البنك المركزي فاخر حلّاب ان البنك المركزي قام بعدة خطوات في سبيل النهوض بالقطاع المصرفي منها التقليص في حجم السيولة المتداولة و"البلوك تشين" والتمويل الرقمي، مضيفا أنّ البنك المركزي "يسعى إلى ايجاد حلول تنظيمية لإشراك الشركات الناشئة المتخصصة في المالية "فينتاك" في أنظمة المعلومات المالية والمصرفية". 

يُشار إلى ان الجمعية التونسية للنهوض بالثقافة المالية تأسّست سنة 2015 وتهدف إلى نشر وتبسيط المفاهيم الإقتصادية والمالية والمصرفية.